"الهدم من الداخل" إستراتجية اليمين الشعبوى للقضاء على الاتحاد الأوروبى.. القوميون فى أوروبا يتخلون عن الدعوة لتفكيك الاتحاد ويسعون لكسب نفوذ داخل البرلمان الأوروبى لعرقلة قرارات الميزانية والاتفاقيات التجارية

انتخابات البرلمان الاوروبى
انتخابات البرلمان الاوروبى
كتبت ريم عبد الحميد

تشهد الانتخابات الحالية للبرلمان الأوروبى عددا كبيرا من مرشحى اليمين المتشدد والأحزاب الشعبوية الذين لا يخفون معارضتهم لفكرة الاتحاد الأوروبى من اساسه.

وربما يبدو هذا متناقضا مع مبادئهم الحزبية التى تقوم على إتباع نهج القومية المتشددة ووضع الدولة فوق أى شىء، ويتناقض أيضا مع هجومهم المستمر على المؤسسات الأوروبية، لكن ربما تكون هذه إستراتيجية من تلك الأحزاب لتفكيك الاتحاد الأوروبى من الداخل.

 

وتشهد الانتخابات الحالية صعود مجموعة من الأحزاب الشعبوية والتى يمكن أن تفوز بأكثر من ثلث الأصوات، بحسب تقديرات الخبراء، أكبرها تحالف جديد بقيادة نائب رئيس الوزراء الإيطالى ماتيو سالفينيى ويضم حزب اليمين الفرنسى المتطرف الذى تقوده مارين لوبان وحزب البديل لألمانيا المعادى للهجرة فى ألمانيا.

 

صحيفة "نيوويورك تايمز" الأمريكية تحدثت عن مساعى الأحزاب الشعبوية لتحقيق انتصارات كبرى فى الانتخابات الحالية، وقالت إنهم يسعون لكسر الاتحاد الأوروبى من الداخل عبر التصويت.

 

 وأشارت الصحيفة إلى أن الحركات الشعبوية فى أوروبا كانت حتى وقت قصير تدعو إلى الرحيل من الكتلة أو على الأقل من منطقة اليورو. لكن مع تفضيل الناخبين بقوة للبقاء، وهو الاتجاه الذى زاد بعد عامين من فوضى البريكست، فإن هذه الإستراتيجية قد تغيرت، والآن أصبح يعدون بتمرد من الداخل.

 

فمن خلال إثارة المخاوف من الهجرة الجماعية والأسلمة وحصول النخبة الأوروبية على صلاحيات أكبر من العواصم الوطنية، تأمل الأحزاب الشعبوية أن تزيد هذه الانتخابات بشكل كاف ثقلهم فى البرلمان الأوروبى للسماح لهم بالتشويش على الأمور وعرقلة الميزانيات والصفقات التجارية وتقديم التشريع الذى يرغبون به والتدخل فى الأشياء التى لا علاقة لهم بها.

 

 وتابعت الصحيفة قائلة إنه من خلال حصولهم على كتلة أكبر فى البرلمان، حتى لو لم يحصدوا أغلبية، فإن هذا يمكن أن يمنحهم نفوذا فى اختيار مرشحين لبعض المناصب الكبرى فى الاتحاد الأوروبى وهو الذراع التنفيذى للاتحاد.

 

 وفى التصويت الذى بدأ الخميس وينتهى اليوم الأحد، ولا يتوقع الشعبويون أن يفوزوا بأكبر عدد من مقاعد البرلمان 751 مقعدا، بل أقل كثير من الأغلبية. فهم منقسمون بشدة حول بعض القضايا، لاسيما روسيا، لكنهم موحدون فى أملهم لتحقيق إنجاز انتخابى قد يحدث اضطرابا فى السياسات الأوروبية.

ويقول بعض المدافعين عن أوروبا الليبرالية إن حقيقة أن الشعبويين قد تخلوا جميعا عن رؤيتهم السابقة بالخروج من الاتحاد الأوروبى هى فى حد ذاتها انتصار للكتلة المحاصرة، مثلما يتم مناقشة الرؤى الإيديولوجية المختلفة فى الولايات المتحدة الآن داخل الإطار السياسى.

 

ويقول يوجين فريوند، العضو الاشتراكى الديمقراطى بالبرلمان الأوروبى من النمسا، إنه لا ينبغى الإدعاء بأن الشعبويين سيكون لديهم السلطة لنسف كل شىء، فالأحزاب الموالية لأوروبا لا يزال لديها أغلبية، وستظل الأغلبية الكاسحة فى البرلمان الأوروبى موالية لأوروبا.

 وترى الصحيفة أن الخطر الأكبر هو أن وجود كتلة قومية كبيرة ومثيرة للقلق ربما يزيد الشلل فى الاتحاد الأوروبى، وربما تزيد خيبة أمل الأوروبية وتقوض الاتحاد.

 

 وعلى مدار سنوات، ظل الاتحاد الأوروبى منصة لبعض الشعبويين الضوضائيين أبرزهم مارين لوبان من فرنسا ونايجل فراج من بريطانيا ، فنفس المؤسسة التى يعارضونها بقوة هى التى تمنحهم مناسب ومرتبات ونفقات السفر والاهتمام الإعلامى.

 

ولا يملك البرلمان الأوروبى صلاحيات كبرى، فبإمكانه التصويت على تشريع، ولكن ليس اقتراحه، لكنه قدم لهؤلاء الذين من قد يمزقونه منصة قوية للحشد ضده.

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

نجم المصري يخطف صدارة الهدافين من زيزو بنهاية الجولة الثالثة للدوري

الكيس تحول لخراج.. قلق جمهور أنغام على حالتها الصحية بعد التطورات الأخيرة

رغم أحزانه.. محمد الشناوى يظهر فى مران الأهلى الجماعى

شاهد "نيولوك" إمام عاشور فى مران الأهلى بحضور بن شرقى

فحص طبى ينتظر أحمد حمدى اليوم فى الزمالك لتحديد مصيره من مباراة فاركو


رئيس الوزراء خلال لقاء رئيس وزراء اليابان: نتطلع لتوسيع دوائر التعاون بين البلدين لتشمل الصناعات التكنولوجية المتقدمة والذكاء الاصطناعى.. وإقامة منطقة صناعية يابانية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس

رئيس الوزراء يلتقى نظيره اليابانى على هامش مشاركته بقمة "تيكاد 9"

عودة الأهلي.. مواعيد مباريات الجولة الرابعة لمسابقة الدوري المصري

سجلات 55 مليون أجنبى حصلوا على تأشيرات الدخول لأمريكا قيد المراجعة

عدم التئام الكتف يؤجل موعد عودة إمام عاشور للمشاركة في مباريات الأهلي


وزارة الأوقاف تفتتح 15 مسجدًا اليوم الجمعة ضمن خطتها لإعمار بيوت الله

هل يستحق المستأجر تعويض حال انتهاء المدة الانتقالية بقانون الإيجار القديم؟

الطقس اليوم.. شديد الحرارة ونشاط للرياح وسحب والعظمى بالقاهرة 36 درجة

تهم تواجه التيك توكر بطة ضياء.. أبرزها هدم القيم الأسرية (انفوجراف)

مدير أمن سوهاج ينتقل لمكان انهيار منزل من طابقين بطهطا سوهاج

النني وإبراهيم عادل يبحثان عن الفوز الأول مع الجزيرة في الدوري الإماراتي

تنفيذ الإعدام بحق المتهم بقتل وكيل وزارة الزراعة الأسبق وزوجته بالإسماعيلية

انفجار مقاتلة أمريكية فى مطار ماليزيا

غدا أخر فرصة للتقديم.. فرص عمل فى السعودية بمرتبات 80 ألف جنيه شهريا

يانيك فيريرا يرفض منح لاعبى الزمالك راحة بعد الفوز على مودرن سبورت

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى