"مائدة المحبة والتسامح".. جميل بنايوتى.. مسيحى يقيم مائدة رمضانية من 37 عامًا

مائدة المحبة والتسامح

منة الله حمدى

الأحد، 26 مايو 2019 05:12 م

فى شهر رمضان الكريم تظهر موائد الرحمن تلك العادة التى تبلغ من العمر ما يقرب من 11 قرنًا، لم يخلف المصريون فيها موعدًا، علاقة ترابط ومشاركة بين أطياف الشعب المصرى لا فرق إن كنت مسلما أم مسيحيًا، ففي حى شبرا العتيق تعددت موائد الرحمن ومنها "مائدة لكل المصريين" الذى يحرص على إقامتها أهالى شارع يلبغا بشبرا.

عم جميل

جميل بنايوتى فى العقد السابع من عمره قال: بدأت المائدة منذ 37 عامًا وكانت تخدم 4 موائد فقط ولكن الآن كبرت وأصبحت تخدم الكثير من الأهالى فى حى شبرا البعيد منهم والقريب، هذه المائدة القائمون عليها أناس نعدهم جنودا مجهولين يتكفلون بكل شيء ويرفضون الإفصاح عن أنفسم، القائم الأول والأساسى منهم "أبو عبد الرحمن".

مائدة المحبة والتسامح (12)

أفكار جديدة نشأت داخل المائدة ومنها فكرة "العمود" التى تحافظ على شعور الصائمين فمنهم من يخجل من الجلوس على موائد الرحمن، وأيضًا للحفاظ على الروح اللمة الرمضانية ساعة المغرب التى ينتظرها المسلمين كل عام، حيث يحضر الصائمون قبل الإفطار بساعة تقريبًا ليأخذ كل منهم وجبته فى عمود ويتناوله مع أسرته فى البيت، وهذا يوثق فكرة الترابط الأسرى لأن شهر رمضان هو التوقيت الوحيد الذى تتجمع فيه أفراد الأسرة لتناول الطعام فى توقيت واحد.

مائدة المحبة والتسامح (11)

يضيف "بنايوتى": "نحرص على تغير الوجبات وتنوعها كل يوم مثلًا "الفاصوليا، الملوخية، البطاطس" وغيرها بالإضافة إلى الأرز واللحوم والمشروب .

"الموائد الرحمن ما هى إلا مدرسة" يوضح "بنايوتى" أهمية إقامة موائد الرحمن والمشاركة فيها قائلًا: موائد الرحمن يعمل فيها كل الفئات المختلفة من المصريين أطفال وشباب هما رجال المستقبل الذين سيحملون المائدة على أكتافهم، كما أن كل من يعمل فى المائدة متطوعين وجميعهم أولاد منطقة واحدة.

وتابع: الأجمل هنا أن الصائمين أنفسهم يشاركون فى إعداد الأطعمة فالسيدات تقوم بتقشير الخضراوات للطهى والرجال منهم من يساعد الطباخ فى إعداد الأطعمة، والأطفال تعد الموائد وتضع الملاعق والسلطة، ولدينا في المائدة نحن خلية نحل تعمل فى حب الله مسلم ومسيحى.

ويضيف "جميل بنايوتى" أن هذه المائدة قائمة على المحبة والتسامح، وكل الأديان بتقول عيشوا بالحب .

مائدة المحبة والتسامح (1)

وقال "عم مشيل" صاحب الدور المهم في المائدة، حيث تذوق الطعام إذا كان مضبوط التسوية والطعم أم لا، أنتظر هذه الأيام المباركة كل عام فسعادتي لا توصف بشهر رمضان كلنا فيه واحد ولا فرق بيننا الأطعمة توزع على المسلم والمسيحي.

مائدة المحبة والتسامح (2)

أما فتحى محمد السيد من رواد المائدة فقال: فكرة العمود التى يقوم بها أصحاب المائدة رائعة لأن هناك صائمات تخجلن من المجيء إلى المائدة والجلوس للإفطار؛ فأنا أخذ الطعام في العمود كى يأكلوا في المسجد الذى أقوم علي أعماله كل يوم طول شهر رمضان.