ابن خلدون سفير فوق العادة.. لقاء نارى مع تيمورلنك

تاريخ ابن خلدون
تاريخ ابن خلدون
كتب أحمد إبراهيم الشريف
ولد العالم المسلم الشهير ابن خلدون فى 27 مايو من عام 1332 ميلادية، وقد عرفه الناس من كتبه خاصة المقدمة الشهيرة المعروفة بـ مقدمة ابن خلدون، لكن كتب التاريخ تحتفظ لها بأشياء أخرى أهمها لقاؤه بـ تيمور لنك.
 
 عندما كان ابن خلدون فى مصر كان تيمورلنك يغزو البلاد التى يلقاها فى طريقه قادما من وسط آسيا إلى بلاد الشام، وعند ذلك تحرك فرج ابن برقوق، حاكم مصر، محاولا نجدة بلاد الشام فاصطحب معه القضاة وكبار المشايخ ومنهم ابن خلدون، لكن المماليك اختلفوا وعاد السلطان فرج إلى القاهرة وهنالك قرر ابن خلدون الانضمام إلى تيمورلنك.
والتقى ابن خلدون بـ تيمورلنك فى معسكره خارج أسوار دمشق فى شهر رجب سنة 803هـ/1401م، حسبما يذكر ابن حجر العسقلانى، فى رفع الأصر عن قضاة مصر، وكانت شهرة ابن خلدون هذه المرة تسبقه أيضا، فقد عُرّف لتيمورلنك بالقاضى المالكى المغربي، وحين جالسه بدأ تيمورلنك يسأله عن بلاد المغرب وأهم مدنها، لكن إجابات ابن خلدون لم تُقنع تيمورلنك على ما يبدو، قائلا:
 
"لا يقنعنى هذا، وأحبّ أن تكتب لى بلاد المغرب كلّها، أقاصيها وأدانيها وجباله وأنهاره وقراه وأمصاره، حتى كأنى أشاهده. فقلت: يحصل ذلك بسعادتك، وكتبت له بعد انصرافى من المجلس لما طلب من ذلك، وأوعبت الغرض فيه فى مختصر وجيز يكون قدر اثنتى عشرة من الكراريس المنضّفة القطع".
وكان ابن خلدون قارب السبعين من عُمره حينذاك، يقول: "فوقع فى نفسى لأجل الوجل الذى كنتُ فيه أن أفاوضه فى شيء من ذلك يستريح إليه، ويأنس به مني، ففاتحته وقلت: أيّدك الله! لى اليوم ثلاثون أو أربعون سنة أتمنّى لقاءك. فقال لى التّرجمان عبد الجبّار: وما سبب ذلك؟ فقلت: أمران، الأول أنك سلطان العالم، وملك الدّنيا، وما أعتقد أنه ظهر فى الخليقة منذ آدم لهذا العهد ملك مثلك، ولستُ ممن يقولُ فى الأمور بالجزاف، فإنّى من أهل العلم"، ثم راح ابن خلدون يفصّل له من التاريخ والواقع لماذا كوّن هذا الرأى فى تيمورلنك وجعله أعظم حاكم وسلطان فى عصره، بل سلطان الدنيا.
فى نهاية المطاف كان ابن خلدون ممن عاد فى الاجتماع مع تيمورلنك، فأعطاه الكتاب الذى ألّفه عن تاريخ المغرب وجغرافيته وأهم مدنه، فتلقفه تيمور، وأمر حاشيته بترجمته إلى اللغة المغولية، وارتفع شأن ابن خلدون فى عين تيمورلنك، وأمر به أن يخرج من دمشق ويلحق بمعسكره خارج المدينة، وهنالك ألحّ ابن خلدون فى العودة إلى مصر، فرضى تيمورلنك بذلك، وفوق ذلك أعطاه مكتوب أمان على أرواح العلماء والفقهاء والقراء فى مدينة دمشق، فكان صنيعا محمودا من ابن خلدون فى نهاية المطاف.
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اليوم.. انتظام أفشة وشريف ومرعى فى تدريبات الأهلى استعدادا لمباراة سيراميكا

كأس العرب 2025.. موعد مباراة المغرب والإمارات والقنوات الناقلة

محمد صلاح يدعم منتخب مصر قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا 2025 فى المغرب.. فيديو

مصرع طفلة عقب وصلة تعذيب على يد والدها بكفر الشيخ

علاء نبيل: هانى أبو ريدة صاحب قرار اختيار حلمى طولان ولم يتم إبلاغى برحيلى


وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال

تشييع جنازة شقيقة عادل إمام بالشيخ زايد غدا والعزاء الأربعاء المقبل

عمر متولى ينعى والدته ويطالب الجمهور بالدعاء لها

تقرير مغربى: بلعمرى فى الأهلى مقابل 500 ألف دولار

تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني


ارتفاع عدد ضحايا هجوم احتفال الحانوكا اليهودي في أستراليا إلى 16 قتيلا

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

هل سنرى أحمد السقا عريسا فى 2026؟.. النجم الكبير يجيب.. صور

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

مواعيد مباريات منتخب مصر فى أمم أفريقيا.. البداية مع زيمبابوى 22 ديسمبر

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى