"رحمة رمضان".. إحدى عادات بدو شمال سيناء فى شهر رمضان.. وليمة من لحم الأغنام على موائد إفطار عشائر سيناء فى النصف الثانى من شهر الصيام.. تقدم فى صوانٍ كبيرة على فتة من خبز الفراشيح والأرز فى الدواوين

ولائم لحوم الأغنام هى مشهد رئيسى لمجالس بدو سيناء
ولائم لحوم الأغنام هى مشهد رئيسى لمجالس بدو سيناء
شمال سيناء ـ محمد حسين

لا تزال الولائم العامرة  بلحوم الأغنام هى مشهد رئيسى لمجالس ودواوين بدو سيناء بكافة مناطقها، وتقدم هذه اللحوم بمكوناتها من خبز الفراشيح و الأرز على الطريقة السيناوية التقليدية وتبرز خلال النصف الثانى من شهر رمضان، فى إحياء لعادة " رحمة رمضان " لإطعام الطعام .

" لم تمنعنا الظروف الصعبة عن التمسك بعاداتنا وتقاليدنا فى رمضان بتقديم ولائم اللحوم " يقول " سالم حسين "، وهو على رأس مجلسه يستعد لاستقبال ضيوفه فى منطقة غرب العريش بشمال سيناء.

IMG_2267

يضيف الرجل السبعينى، إن وليمة " اللحم" لها ارتباط بديوان ومجلس كل عائلة بدوية فى سيناء فى رمضان تحديدا دونا عن بقية شهور العام، لافتا إلى أنهم من تقاليدهم الراسخة الحاضرة حتى اليوم، أنهم يتناولون افطارهم بشكل جماعى فى ساحة الديوان يفترشون الأرض الرملية، ويأكلون على " الطبالى "، وفى النصف الثانى من شهر رمضان، يبدأون عادة إطعام خير الطعام وهو "اللحم "، حيث يقوم كل شخص من بينهم بتجهيز وليمة لإفطار  كل من فى الديوان وكذا الضيوف وعابرى السبيل ويسمونها " الرحمة "، ويتناوب فى الأدوار للطعام طوال فترة النصف الثانى من شهر رمضان كل شخص او مجموعة من الأشقاء او اب وابنائه المتزوجين، والهدف منها الحصول على أجر إطعام صائم .

أضاف أنهم يختارون من الذبائح أجود ذكور الماعز من التيوس ومن الأغنام وهى أفضل من الخرفان التى يربونها او يشترونها من الأسواق، وبعضهم يعزل من ينوى نحره فى شهر رمضان لهذه المناسبة من الأغنام فور ولادته، ويعده ويجهزه من حيث التربية والتعليف لهذا الهدف فهو يعتبرها " لقمة لله" وفرصة اطعامها فى شهر رمضان للصائمين  يجب تخرج من أحسن أنواع الطعام .

IMG_2268

وتابع الحديث، "سليمان ضيف الله"، من أبناء قرية نجع شيبانة برفح سيناء، ويقيم حاليا بشرق مدينة بئر العبد، انهم فى مجلسهم، ورغم كل الظروف حريصين كل الحرص على إحياء تقاليد تربوا عليها فى شهر رمضان، وأهمها "إطعام الطعام".

أضاف أن ليس هناك افضل من أن يشاركك قريبك وصديقك وجارك طعامك وكذا ان تشاركه طعامه، والكل يجود بأفضل ماعنده من طعام ليقدمه للصائمين الذين يجمعهم شهر رمضان على مائدة إفطار موحدة، والسهر وصلاة التراويح فى جماعة.

واستطرد، أنه فى اليوم الذى يقوم الشخص بتجهيز الوليمة، سواء كان بشخصه أو مجموعة من الأشقاء وأولاد العمومة، يكون من أسعد لحظاتهم ويستعدون مبكرا بتجهيز الذبائح  وإحضار الأدوات والحطب وطهيها على النار وهذا من اختصاص الرجال فى الغالب، وللسيدات دورهن فى المنازل بتجهيز " الخبز" وهو عبارة عن ارغفة فراشيح تعد على الصاج بطريقة تقليدية.

وبعد العصر يبدأ التجهيز للصوانى التى سيقدم عليها الطعام، حيث يتم تقطيع لقم الخبز وفتها فى مرقة اللحم، وتغطى بطبقة من الأرز الأبيض وفوقها  توضع قطع اللحم فى صوانى كل واحدة منها تكفى مابين ثلاث إلى خمسة أشخاص.

IMG_2269

وتابع الحديث الشاعر البدوى "منصور القديرى"، بقوله، إن فرحة من يقدم الوليمة هى بوجود أكبر كم من الحضور لينال أجر إطعام صائم لذلك لا تجده يكتفى بإفطار من يتواجد فى الديوان، ويدعو لها كل من يعرفهم من أصدقائه وزملائه فى العمل وجيرانه، كما يخصص جزء منها "لحم نئ"، ويرسله لمن يتعذر حضوره خصوصا أرحامه من الأخوات والعمات والجدات اللواتى يسكن بعيدا، ويسمى ما يرسله " ذواق "، وفى العادة يذهب به اقرب الأشخاص لمن يقوم بالوليمة كأحد أبنائه او أحفاده ويذهب به مبكرا من بعد النحر وتقطيع اللحم  ظهرا بهدف ان من يرسل إليه يجد متسع من الوقت لطهى لفطرته وتناوله فى منزله بالتزامن مع تناولهم افطارهم ليصل الثواب ويشاركهم عن بعد فرحتهم .

أضاف " القديرى"، إن للوليمة بعض الطقوس فى تناولها، فهى يحضر حاملين صوانيها، الشباب فى مقتبل العمر يقومون بتوزيعها بشكل منظم فى ساحة الديوان، ثم يقومون بتوزيع المياه، والتمور والعصائر، وقبيل حلول موعد الإفطار، يقوم أحد من لديه علم ، أو أحد كبار السن، بالدعاء ان يتقبلها الله والدعاء لصاحبها بمزيد من الخير وللحضور بتقبل خطوات حضورهم و للأموات بالرحمة ، ومن حول المائدة من الحضور والمدعوين يؤمنون الدعاء.

IMG_2270

ومع انطلاق أذان المغرب يبدأ تناول الطعام، ويكون بالأيدى وليس بالملاعق والشوك والسكاكين حيث لايزال بدو سيناء يعتبرون أن ذلك أمرا معيبا ألا يأكل الشخص بيديه، وبعد فراغ الجميع من تناول الأفطار، وقبل قيام الشباب برفع الصوانى تسمع أحد كبار الحضور يقول عالى يقول " الفاتحة ان يتقبلها الله "، ويقرأ الجميع الفاتحة، ثم يتوجهون لصلاة المغرب، ويستكملون بشرب جميعهم الشاى، ثم تقدم القهوة العربية السادة للضيوف وكبار السن من بينهم، وبعد صلاة التراويح تناول الفواكه وغالبا ما يكون البطيخ ، ثم الحلويات .

وأشار إلى أن الفواكه والحلويات التى يتم تناولها بعد صلاة التراويح، هى من هدايا يحضرها المعزومون للوليمة، حيث كل مدعو يحضر وبرفقته هدية إما فواكه أو تشكيلات حلويات.

 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

شاهد أهداف المواجهة الأخيرة بين الزمالك ومودرن سبورت في الدورى

تذكرتي تطرح تذاكر مباريات الجولة الرابعة من دوري nile

تعرف على اختصاصات مركز التسوية والتحكيم الرياضي فى تعديلات قانون الرياضة الجديد

المشدد 15 سنة لغفير خصوصى لاتهامه بخطف واستدراج طفلة والتعدى عليها بالقناطر

طقس شديد الحرارة غدا واضطراب الملاحة ونشاط رياح والعظمى بالقاهرة 36 درجة


جفاف عشرات الآلاف من الأفدنة فى إسرائيل وتوقعات بكارثة غذائية بسبب خفض الإنتاج

كل ماتريد معرفته عن مباراة الزمالك ومودرن سبورت بالدورى

فيديو.. انبهار لجنة تحكيم مسابقة دولة التلاوة بصوت "ياسين" أصغر المتسابقين

تفاصيل مصرع شخصين وإصابة 18 آخرين فى حادث طريق مطروح

أمن البعثة المصرية لدى الأمم المتحدة فى نيويورك يتصدى لمحاولة اقتحام من مخربين


موعد مباراة الأهلي وغزل المحلة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

مخدرات ودولارات.. تفاصيل القبض على التيك توكر "نورهان حفظى"

القصاص العادل.. تفاصيل إعدام قتلة الإعلامية شيماء جمال بعد 3 سنوات من الجريمة

أرملة جورج سيدهم لليوم السابع: منتحلة صفتى جمعت مبالغ مالية كبيرة منذ عامين

قانون الإيجار القديم 2025.. بند جديد يمنح المالك حق الإخلاء الفورى دون إنذار

الرئيس السيسى يصدّق على إصدار قانون الرياضة

مفاجأة فى عينة تحليل المخدرات لسائق حادث كورنيش الشاطبى بالإسكندرية

قفزة غير مسبوقة بالحزمة الاجتماعية: علاوة الحد الأدنى تتضاعف 5 مرات بـ4 سنوات

مواعيد مباريات اليوم.. مودرن ضد الزمالك وتصفيات الدوري الأوروبي

القبض على البرلمانى السابق رجب هلال حميدة فى كفر الشيخ

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى