حكايات ألف ليلة وليلة.. حكاية مزين بغداد (5)

ألف ليلة وليلة
ألف ليلة وليلة
كتب أحمد إبراهيم الشريف
عرفنا فى الليلة الماضية كيف تسبب مزين بغداد فى فضيحة الشاب الذى ذهب للقاء حبيبته، وذلك بسبب تدخله فيما لا يعنيه.
 
وفى الليلة السادسة والثلاثين قالت: بلغنى أيها الملك السعيد، أن القاضى قال للغلمان: وما الذى فعله سيدكم حتى أقتله وما لى لا أرى هذا المزين بين أيديكم، فقال له المزين: أنت ضربته فى هذه الساعة بالمقارع وأنا أسمع صياحه، فقال القاضي، وما الذى فعله حتى أقتله ومن أدخله دارى ومن أين جاء وإلى أين يقصد، فقال له المزين لا تكن شيخاً نحساً فأنا أعلم الحكاية وسبب دخوله دارك وحقيقة الأمر كله وبنتك تعشقه وهو يعشقها، فعلمت أنه قد دخل دارك وأمرت غلمانك فضربوه والله ما بيننا وبينك إلا الخليفة أو تخرج لنا سيدنا ليأخذه أهله ولا تحوجنى إلى أن أدخل وأخرجه من عندكم وعجل أنت بإخراجه فالتجم القاضى عن الكلام وصار فى غاية الخجل من الناس وقال للمزين: إن كنت صادقاً، فادخل أنت وأخرجه فنهض المزين ودخل الدار، فلما رأيت المزين أردت أن أهرب فلم أجد لى مهرباً غير أنى رأيت فى الطبقة التى أنا فيها صندوقاً فدخلت فيه ورددت الغطاء عليه وقطعت النفس، فدخل بسرعة ولم يلتفت إلى غير الجهة التى أنا فيها بل قصد الموضع الذى أنا فيه والتفت يميناً وشمالاً فلم يجد إلا الصندوق الذى أنا فيه فحمله على رأسه.
 
فلما رأيته فعل ذلك غاب رشدى ثم مر مسرعاً فلما علمت أنه ما يتركنى فتحت الصندوق وخرجت منه بسرعة ورميت نفسى على الأرض فانكسرت رجلي، فلما توجعت إلى الباب وجدت خلقاً كثيراً لم أر فى عمرى مثل هذا الازدحام الذى حصل فى ذلك اليوم فجعلت أنثر الذهب على الناس ليشتغلوا به فاشتغل الناس به وصرت أجرى فى أزقة بغداد وهذا المزين خلفى وأى مكان دخلت فيه يدخل خلفى وهو يقول أرادوا أن يفجعونى فى سيدى الحمد لله الذى نصرنى عليهم، وخلص سيدى من أيديهم فما زلت يا سيدى مولعاً بالعجلة لسوء تدبيرك حتى فعلت بنفسك هذه الأفعال فلولا من الله عليك بى ما كنت خلصت من هذه المصيبة التى وقعت فيها وربما كانوا يرمونك فى مصيبة لا تخلص منها أبداً فاطلب من الله أن أعيش لك حتى أخلصك، والله لقد أهلكتنى بسوء تدبيرك وكنت تريد أن تروح وحدك، ولكن لا نؤاخذك على جهلك لأنك قليل العقل عجول. فقلت له: أما كفاك ما جرى منك حتى تجرى ورائى فى الأسواق وصرت أتمنى الموت لأجل خلاصى منه فلا أجد موتاً ينقذنى منه، فمن شدة الغيظ، فررت ودخلت دكاناً فى وسط السوق واستجرت بصاحبها فمنعه عني، وجلست فى مخزن وقلت فى نفسى ما بقيت أقدر أن أفترق من هذا المزين، بل يقيم عندى ليلاً ونهاراً ولم يبق فى قدرة على النظر إلى وجهه، فأرسلت فى الوقت أحضر الشهود وكتبت وصية لأهلى وجعلت ناظراً عليهم وأمرته أن يبيع الدار والعقارات وأوصيته بالكبار والصغار، وخرجت مسافراً من ذلك الوقت حتى أتخلص من ذلك القدر ثم جئت إلى بلادكم فسكنتها ولى فيها مدة فلما عزمت على وجئت إليكم رأيت هذا القبيح القواد عندكم فى صدر المكان فكيف يستريح قلبى ويطيب مقامى عندكم مع هذا وقد فعل معى هذه الفعال وانكسرت رجلى بسببه ثم أن الشاب امتنع من الجلوس.
 
فلما سمعنا حكايته مع المزين قلنا للمزين: أحق ما قاله هذا الشاب عنك؟ فقال والله أنا فعلت ذلك بمعرفتى ولولا أنى فعلت لهلك وما سبب نجاته إلا أنا ومن فضل الله عليه بسببى أنه أصاب برجله ولم يصب بروحه ولو كنت كثير الكلام ما فعلت معه ذلك الجميل وها أنا أقول لكم حديثاً جرى لى حتى تصدقوا أنى قليل الكلام وما عندى فضول من دون إخوتى وذلك أنى كنت ببغداد فى أيام خلافة أمير المؤمنين المنتصر بالله، وكان يحب الفقراء والمساكين ويجالس العلماء والصالحين، فاتفق له يوماً أنه غضب على عشرة أشخاص فأمر المتولى ببغداد أن يأتيه بهم فى زورق فنظرتهم أنا، فقلت: ما اجتمع هؤلاء إلا لعزومة وأظنهم يقطعون يومهم فى هذا الزورق فى أكل وشرب ولا يكون نديمهم غيرى فقمت ونزلت معهم واختلطت بهم فقعدوا فى الجانب الآخر فجاء لهم أعوان الوالى بالأغلال ووضعوها فى رقابهم وضعوا فى رقبتى غلال من جملتهم فهذا يا جماعة ما هو من مروءتى وقلة كلامى لأنى ما رضيت أن أتكلم فأخذونا جميعاً فى الأغلال وقدمونا بين يدى المنتصر بالله أمير المؤمنين فأمر بضرب رقاب العشرة فضرب السياف رقاب العشرة وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يترقب القرار النهائي للريان القطري لحسم مصير وسام أبو علي

مش كلها بتزود وزنك.. 7 أنواع من الجبن صحية وتساعد على فقدان دهون البطن

الأهلى يبدأ إجراءات سفر ياسين مرعى لمعسكر تونس بعد حسم الصفقة

شلبي والزناري ونيمار مقابل أحمد ربيع.. الزمالك ينهي اتفاقه مع البنك الأهلي

غادة عادل بعد خضوعها لعملية شد وجه.. ماذا تغير فى شكلها قبل وبعد؟


إخلاء سبيل عامل بكفالة 10 آلاف جنيه فى واقعة تسريب امتحانات الثانوية بالشرقية

الأهلي يرهن إعلان صفقة أسد الحملاوي برحيل وسام أبو علي

مواعيد مباريات نصف نهائي كأس العالم للأندية والقنوات الناقلة

أكرم القصاص يكتب: مصر وغزة وجرائم الاحتلال.. الإبادة والسلام الغائم ومناورات التهجير

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 7يوليو 1977 العثور على الشيخ الذهبى وزير الأوقاف السابق مقتولا برصاصة فى عينه اليسرى من خاطفيه الإرهابيين أعضاء «التكفير والهجرة»


وزير الصحة يشهد اجتماع مجلس الإدارة الـ 22 للهيئة المصرية للشراء الموحد

وزارة العمل تعلن عن وظائف فى الأردن بمرتبات تصل لـ450 دينارًا شهريًا

قائمة ملوك التمريرات في الثلث الهجومي بربع نهائي كأس العالم للأندية

الطقس اليوم.. شديد الحرارة ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 37 درجة

تلقى طلبات الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ لليوم الثالث على التوالى

اعرف الصح.. دار الإفتاء تواصل حملتها لتصحيح المفاهيم الخاطئة.. وتوضح حكم زيارة مساجد المدينة المنورة والترتيب بين فريضة الفجر وسنته.. وتجيب عن سؤال حول حكم صلاة الصبى المُميّز فى الصف الأول

اليوم .. آخر موعد للتقديم لرياض الأطفال بالقاهرة

مفاجآت فى قائمة أبرز المرشحين للتتويج بلقب كأس العالم للأندية 2025

ترامب: قريبون جدا من صفقة بشأن غزة واتفاق دائم مع إيران

إعلام حوثى: نحو 20 غارة إسرائيلية على عدة مواقع فى الحديدة باليمن

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى