سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 30 مايو 1961.. مصر تقطع علاقتها مع جنوب أفريقيا بسبب سياسة التمييز العنصرى.. و«مانديلا» يشكر عبدالناصر بعد34 عاماً

نيلسون مانديلا و جمال عبدالناصر
نيلسون مانديلا و جمال عبدالناصر
استقبلت القاهرة قادة النضال الوطنى ضد سياسة التمييز العنصرى فى جنوب أفريقيا،  واستقبلهم الرئيس جمال عبدالناصر، وبعد أيام قليلة من هذه الزيارة أعلنت مصر قطع علاقاتها مع «حكومة بيرتوريا» يوم 30 مايو، مثل هذا اليوم، عام 1961، بحسب «أحمد يوسف القرعى» فى كتابه «ثورة يوليو وتصفية الاستعمار فى أفريقيا»،  و«بيروتوريا» كانت عاصمة «جنوب أفريقيا العنصرية».
 
كان وفد القادة الأفارقة يتكون من «أوليفر تامبو»، نائب رئيس «المؤتمر الوطنى الأفريقى» وثلاثة من أعضاء حزبه، وسكرتير حزب مؤتمر الجامعة الأفريقية ورئيس حزب المؤتمر الهندى لجنوب أفريقيا، ورئيس الحزب الوطنى لجنوب غرب أفريقيا «سوانو».
 
كانت مصر وقتئذ تواصل دورها فى دعم الثورات الأفريقية ضد الاستعمار، بقيادة أسماء كبيرة، مثل، نكروما، وسيكوتورى، وكينياتا، وبن بيلا، ولومومبا، وكاوندا، ونكومو، ونيريرى، ويؤكد محمد فائق مسؤول الشؤون الأفريقية فى رئاسة الجمهورية وقتئذ ومهندس الاتصال مع كل الثورات الأفريقية فى كتابه «عبد الناصر والثورة الأفريقية»، أنه بالرغم من كل هذه الأسماء فإننا «نستطيع بكل الاطمئنان أن نقول إن جمال عبدالناصر لعب الدور الأخطر والأعظم بشهادة التاريخ، وشهادة هؤلاء أنفسهم.. استطاع أن يرد الثقة والكرامة لشعوب أفريقيا التى قهرها الاستعمار وأطبق على أنفاسها قرونًا طويلة، وزرع فى كل أفريقى ذلك الإحساس بالعزة والكرامة والكبرياء والفخر».
 
يذكر «القرعى» أنه بعد لقاء قادة النضال فى جنوب أفريقيا بالرئيس عبدالناصر، قال «أوليفر تامبو» إن الرئيس المصرى أبدى عطفه الشديد على كفاح الأفريقيين ضد سياسة التفرقة العنصرية التى تتبعها جنوب أفريقيا، وأضاف أن زيارتنا للقاهرة مثمرة جدًا، وهو يترك للأحداث المهمة المقبلة إعلان نتيجة اتصالاته فى مصر، ونستطيع الآن أن نغادر القاهرة ونحن واثقون من التأييد والتعاون المخلص من جانب الحكومة والاتحاد القومى، والاتحاد الدولى للعمال العرب فى عمل من شأنه أن يزيد الضغط على حكومة اتحاد جنوب أفريقيا لتعدل عن سياستها العنصرية البغيضة».
 
بعد أيام قليلة من هذه الزيارة أعلنت مصر قطع علاقاتها مع حكومة جنوب أفريقيا، وقالت وزارة الخارجية المصرية، فى بيانها:«إن سياسة التفرقة العنصرية التى تتبعها جنوب أفريقيا تجاوزت حدها فى إهدار حقوق الأفريقيين، واتهمت جنوب أفريقيا باستهتارها بالضمير العالمى،  وأن قصر الانتخابات على البيض إهدار لسيادة القانون، وأن استناد مصر إلى الإيمان بالمبادئ وإلى إجماع الضمير العالمى تقرر عدم اعترافها بالحكومة الجديدة فى جنوب أفريقيا، وتصر على قطع العلاقات السياسية معها وعلى سحب بعثتها الدبلوماسية من هذه البلاد».
 
يذكر«القرعى» أن ممثلى حركات تحرير جنوب أفريقيا بالقاهرة بعثوا ببرقية إلى الرئيس عبد الناصر قالوا فيها:«باسم جبهة جنوب أفريقيا التى تعمل نيابة عن ملايين المضطهدين فى جنوب أفريقيا، يود مكتب القاهرة أن يعرب لفخامتكم ولحكومة مصر وشعبها عن شكره وتقديره بالخطوات المهمة جدًا ضد حكومة جنوب أفريقيا، وطالما أبدى شعب جنوب أفريقيا موافقته وإعجابه بالدور الذى تقومون به فخامتكم وحكومة مصر فى الحركة التقدمية، وفى تحرير أفريقيا من الاستعمار بصوره القديمة والحديثة، ومن الأطماع التوسعية».
 
هذا الشكر لعبدالناصر جاء فى سياق تقدير عام له من قادة النضال فى جنوب أفريقيا، ويعبر عنه الزعيم التاريخى«نيلسون مانديلا»أول رئيس لجنوب أفريقيا»10 مايو 1994-1999، بعد سقوط سياسة التمييز العنصرى وبعد خروجه من السجن الذى ظل فيه 27 عاما، حيث يقول فى مذكراته«مسيرة طويلة نحو الحرية»، ترجمة، دكتورة فاطمة نصر، عن«دار الهلال–القاهرة»: «كانت مصر نموذجا مهما لنا فقد كان أمامنا على الطبيعة برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى أطلقه جمال عبدالناصر، فقد حدد الملكية الخاصة للأراضى الزراعية، وأمم بعض قطاعات الاقتصاد، وكانت له الريادة فى بدء برنامج سريع للتصنيع، وجعل التعليم ديمقراطيًا وبنى جيشًا حديثًا، وكانت كثير من تلك الإصلاحات هى بالتحديد مايطمح المؤتمر إلى أن يحققه، وكان الأهم بالنسبة لنا فى ذلك الوقت أن مصر كانت الدولة الأفريقية الوحيدة التى تمتلك جيشا وأسطولا بحريا وجويا يمكن أن يقارن بذلك الذى تمتكله جنوب أفريقيا».
 
لم يكن«مانديلا» أحد قادة «المؤتمر الوطنى» ضمن وفد بلاده الذى اجتمع مع عبدالناصر، وإنما زار القاهرة فى عام 1962، ووفقًا للقرعى: «وافقت زيارته زيارة الرئيس اليوغسلافى تيتيو لمصر، ولم يتح له الانتظار حتى يتفرغ الرئيس عبدالناصر لمقابلته».. يتذكر «مانديلا» ما حدث أثناء زيارته، وذلك أثناء تكريمه فى جامعة القاهرة عام 1965، حيث قال كلمته الشهيرة: «كان لدى موعد تأخر مع رجل رفعت رأسى من بعيد كى يرانى، ثم حالت ظروف قاهرة بينى وبينه لألقاه، وحين جئت إلى مصر فقد كان سوء حظى أن جمال عبدالناصر لم يعد هناك.. سأزور فى مصر ثلاثة أماكن.. الأهرامات والنيل العظيم وضريح جمال عبدالناصر». 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جلسة برلمانية حاسمة تعيد رسم ملامح التعليم في مصر وتقر حصول الصيادلة علي بدل سهر بقانون المهن الطبية.. النواب يوافق على تعديلات تشريعية تستحدث نظام"البكالوريا".. والحكومة: مجانية التعليم مصونه

الزمالك يقترب من الإنجولي شيكو بانزا جناح استريا امادورا البرتغالي

الأهلى يتسلم الاستغناء الخاص بياسين مرعي من فاركو

وزير التعليم: الطالب يختار أحد 4 مسارات فى البكالوريا و70% النجاح فى الدين

مهلة الـ3 أشهر تنتهى الأربعاء.. إدارة ترامب تضغط على شركائها لإبرام اتفاقات تجارة


ريبيرو يخطر الأهلى برفض رحيل 7 نجوم بسبب أزمة وسام أبو علي

فات الميعاد الحلقة 18.. دينا تواجه عمر بعد اكتشافها زواجه الثاني

الحسينى سمير لـ"اليوم السابع": هدفى تحقيق طفرة فى قطاع السلة بالزمالك

وزير التعليم: نظام الثانوية العامة الحالى قاس على الطلاب والأسر

وزارة العمل تنذر 7 منشآت بالقاهرة غير ملتزمة بتطبيق الحد الأدنى للأجور


وزير التعليم: "لو عايز تبقى مهندس وماجبتش مجموع البكالوريا هتديك الفرصة"

مش كلها بتزود وزنك.. 7 أنواع من الجبن صحية وتساعد على فقدان دهون البطن

الداخلية تضبط 3 قضايا جلب مواد مخدرة فى أسوان

شلبي والزناري ونيمار مقابل أحمد ربيع.. الزمالك ينهي اتفاقه مع البنك الأهلي

جامعة حلوان تعلن مواعيد وطرق التقديم لاختبارات القدرات لعام 2025/2026

الطرق البديلة قبل غلق الطريق الإقليمى لتنفيذ أعمال إصلاحات لمدة 7 أيام

الزمالك يدرس مستقبل شيكابالا بعد إعلان اعتزاله

محمد صلاح يتصدر توقعات "فانتازي الدوري الإنجليزي" في الموسم الجديد

منتخب المكسيك بقيادة أجيرى يتوج بالكأس الذهبية بثنائية ضد أمريكا.. فيديو

منى الشاذلى توجه التحية للفنانة الدنماركية ليزا لاتشنيلسين.. اعرف السبب (صورة)

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى