الصالحون.. عبد الرحمن بن عوف

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم : أحمد إبراهيم الشريف
"لقد رأيتُنى لو رفعتُ حجرًا لوجدتُ تحته فضة وذهبا".. هكذا يتكلم الصحابى الجليل عبد الرحمن بن عوف عن نفسه، لقد كان أكثر الناس الذين حققوا مقولة سقراط الشهيرة  "أيها الإنسان اعرف نفسك" ومن خلال هذه المعرفة استطاع أن يضع اسمه فى الخالدين الصالحين فى هذه الحياة.
 
إنه التاجر الأشهر فى  التاريخ الإسلامي، وُلد بعد عام الفيل بعشر سنوات، أسلم على يدي أبو بكر الصديق قبل دخول النبي إلى دار الأرقم، وكان من الثمانية السابقين للإسلام، هاجرَ للحبشة، والمدينة، وأخاه الرسول مع سعد بن الربيع، ويومها قال كلمته المشهورة "دلونى على السوق"، وخرج إلى السوق، فاشترى، وباع، وربح؛ حتى صار من أكثر المسلمين مالًا. 
 
وقد شهد سيدنا عبد الرحمن بدرًا والمشاهد كلها، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد، حتى إنه حصلت له إصابات بالغة، فقيل أنه أصيب يوم أحد بعشرين جراحة، وأن إحدى هذه الإصابات تركت عرجًا دائما فى إحدى ساقيه، كما سقطت يوم أحد بعض أسنانه، فتركت خللًا واضحًا فى نطقه وحديثه.
 
كان سيدنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه آية في الجود والكرم؛ فقد روت الأخبار أنه تصدَّق بشطر ماله على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم تصدق بأربعين ألف دينار، ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل الله، وخمسمائة راحلة، وقد باع يومًا أرضًا بأربعين ألف دينار فرّقها جميعًا على أهله من بني زُهرة، وأمهات المسلمين، وفقراء المسلمين، ورُوي أنه أعتق ثلاثين ألف بيتٍ فكان طلحة بن عبد الله بن عوف رضي الله عنه يقول: "كان أهل المدينة عيالًا على عبد الرحمن بن عوف؛ ثلث يقرضهم ماله، وثلث يقضي دينهم، ويصل ثلثًا.
 
وحين وفاته أوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله، فكان الرجل يعطى منها ألف دينار، وأَوصى لمن بقي من أهل غزوة بدر، لكل رجل أَربعمائة دينار، وكانوا مائة، فأَخذوها، وأَخذها عثمان فيمن أَخذ، وأَوصى بأَلف فرس في سبيل الله"!
 
ومع ذلك، ورغم ما أنفقه ذلك الصحابي الجليل في سبيل الله، فقد كان دائم الوجل من هذا الثَّراء؛ فقد جيء له يومًا بطعام الإفطار، وكان صائمًا، فلما وقعت عيناه عليه فقد شهيته وبكى، وقال: استشهد مصعب بن عمير وهو خير منِّي، فكُفِّن في بردةٍ، إن غطَّت رأسَه بدت رِجلاه، وإن غطَّت رِجلاه بدا رأسُه، واستشهد حمزة وهو خير منِّي، فلم يوجد له ما يدفن فيه إلا بردة، ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط، وأُعطينا منها ما أُعطينا، وإني لأخشى أن نكون قد عُجِّلَت لنا حسناتُنا.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مدحت عبد الهادى صخرة دفاع الزمالك السابق يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ"51"

التنقيب عن الآثار.. جريمة تخنق التاريخ والداخلية تلاحق لصوص الحضارة

تنسيق الجامعات 2025.. استمرار إتاحة التقدم لحجز اختبارات القدرات

اتحاد الكرة يستقر على إقامة السوبر المصري بمشاركة 4 فرق

ميلود حمدى يطالب مجلس الإسماعيلى بتعديل لائحة فريق الكرة قبل الموسم الجديد


مى فاروق تحيى سهرة خاصة لأم كلثوم بمهرجان قرطاج الدولى 16 أغسطس

هزيمة مشتركة.. مشوار تشيلسي وباريس سان جيرمان إلى نهائي كأس العالم للأندية

تعرف على موعد صرف تكافل وكرامة بالزيادة الجديدة

بالأرقام.. مودريتش يودع ريال مدريد بعد مسيرة أسطورية

غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك


هل سيتم تخفيض تنسيق الثانوي العام بالقاهرة ؟.. اعرف التفاصيل

موعد مباراة تشيلسي ضد بي إس جي فى نهائى كأس العالم للأندية 2025

العراق يرحب بإعلان "حزب العمال الكردستانى" بدء عملية تسليم السلاح

فات الميعاد الحلقة 21.. أحمد مجدي يرفض عرض محمد أبو داود حفاظًا على حضانة ابنته

الهيئة الوطنية تطلق تطبيق استعلم عن لجنتك فى انتخابات مجلس الشيوخ.. صور

ماكينات حفر الخط الرابع للمترو لا تتوقف.. طاقم مصرى يصل الليل بالنهار لإنجاز المشروع.. المكينة تحفر 22 مترا يوميا والنفق حلقات خرسانية يتم تركيبها وتصنيعها محليا.. وهذه طرق تأمين العمال تحت الأعماق.. صور وفيديو

الهيئة الوطنية تنشر آلية استعلام المواطنين عن مقر اللجان بانتخابات مجلس الشيوخ

الخارجية الفرنسية: نجدد رفضنا القاطع لأى تهجير قسرى لسكان غزة

سر تجدد اشتعال النيران في سنترال رمسيس.. مدير الحماية المدنية الأسبق يوضح

الدفع بـ4 خزانات مياه استراتيجية لإخماد حريق مصنع مدينة بدر.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى