عشماوى.. ورسائل مصر إلى الإرهاب وداعميه ومموليه وأصدقائه

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم أكرم القصاص
ربما يكون من أهم ميزات عملية المخابرات الناجحة لجلب الإرهابى هشام عشماوى من ليبيا، أنها كشفت بشكل واضح عن بعض شبكات تمويل ودعم الإرهاب فى ليبيا، وأيضًا فى المنطقة كلها. صحيح أنه لم يعد سرًا كون قطر وتركيا ودول أخرى ساهمت فى صناعة داعش والنصرة وغيرها، لكن الأمر هذه المرة بدا متعمدًا للإشارة إلى الدول التى تدعم الإرهاب بشكل واضح، بل وأيضًا الكشف عن شبكات التحالف الدعائية والسياسية والإعلامية التى تساند الإرهاب. وأن الجهات التى تمول الإرهاب وتدعمه بالسلاح هى التى تمول المنصات الإعلامية فى قطر وتركيا وأيضًا فى لندن وباريس وغيرها.
 
ما أن تم الإعلان عن تسلم مصر للإرهابى هشام عشماوى، حتى انطلقت حملات من الحزن فى قناة الجزيرة وملحقاتها، سواء القنوات التركية الممولة قطريًا، أو المحطات والقنوات المعاونة للجزيرة، ومنها منصات أوروبية مثل بى بى سى أو العربى القطرية فى لندن. وربما التفت البعض إلى لفظ استعملته يورونيوز عندما وصفت هشام عشماوى بأنه «المعارض البارز للنظام المصرى»، صحيح أن القناة اعتذرت وتراجعت،  لكن استعماله نفسه يكشف عن تعمد لفرض مصطلحات تخلط الإرهاب بالسياسة. 
 
قبل هذه الحمى التى أصابت الجزيرة ومرفقاتها، بدا أن عشماوى مجرد إرهابى محلى، لكن مع سقوطه تكشفت بعض التشابكات التى تربط الإرهاب بجهات ومنصات أخرى، يجعله أكثر تعقيدًا مما يبدو فى الظاهر. 
 
الأمر فيما يتعلق بقطر أو تركيا يتجاوز الخلاف السياسى إلى تحالف ودعم إعلامى وحقوقى للتنظيمات الإرهابية علنًا، ومن دون أى محاولة للتعامل من وراء ستار، اللعب الآن على المكشوف. قطر وتركيا تمولان التنظيمات الإرهابية فى ليبيا، وقبلها فى سوريا والعراق، وطبيعى أن يمثل سقوط قيادى إرهابى مثل هشام عشماوى ضربة للدول والأجهزة التى تدعمه،  سواء من ناحية خطورة الإرهابى أو المعلومات التى يعرفها بحكم علاقاته المتشابكة. 
 
كان تنظيم داعش والنصرة وغيرها والتى تتحرك فى سوريا والعراق وبعد الهزائم تم تهريب بعضهم إلى ليبيا، وهم ليسوا تنظيمات ذاتية لكنهم مرتزقة لها كفلاء ورعاة وجهات محركة. ويكون مصير القادة واحدًا من اثنين، إما تهريبهم إلى ملاذات آمنة أو تصفيتهم حتى تموت معهم الأسرار. 
 
ولهذا كان اصطياد عشماوى، ونقله إلى مصر عملية ناجحة كبرى تمثل انتصارًا لجهاز المخابرات المصرى واختراقًا لاتصالات وعمليات الأجهزة الأخرى التى لاشك تعيد النظر فى معلوماتها وعملائها. وفى حين اجتهدت قناة الجزيرة، وأذاعت تقريرًا ذكرت فيه أن طائرة عسكرية مصرية تحلق فوق طرابلس، وتدعم قوات الجيش الليبى وظنت القناة أنها «جابت الديب من ديله». لكن المفاجأة أن نفس الطائرة التى تحدثت عنها الجزيرة، نقلًا عن جهاز استخبارات يعمل فى ليبيا، هى نفسها التى ظهرت علنًا فى مطار القاهرة وعلى متنها الإرهابى هشام عشماوى. الرسالة لم تكن لقناة الجزيرة أو قطر ولكن كانت لكل الأجهزة التى تعمل فى ليبيا « نحن نراكم ونعرفكم».
 
وبالتالى فإن وصف الإرهابيين بأنهم معارضون، أو الجيش الوطنى بأنه ميليشيا هو لعبة ممولى الإرهاب وداعميه، والمنصات المخترقة الممولة وهى قصة أخرى.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

النيابة تحقق فى بلاغ ضد الزمالك بسبب الدباغ.. والمحامى يكشف سر الرقم الناقص

الأرصاد تزف بشرى للمواطنين وتكشف عن موعد انخفاض درجات الحرارة

رقم قياسي ينتظر محمد صلاح في مباراة نيوكاسل يونايتد ضد ليفربول

دوناروما يرحب بالانضمام إلى مانشستر سيتي بسبب جوارديولا

الداخلية تضبط صاحب سيارة تحرش بسيدة لفظيا


العثور على جثة طافية جديدة ليرتفع عدد ضحايا غرق شاطئ أبو تلات لـ7 وفيات

الهدف تحقيق الاكتفاء الذاتى من السلع الأساسية.. إعادة تشغيل مشروع إنتاج الـ30 مليون بيضة بالخانكة.. محافظ القليوبية: المشروع يضم عنابر التربية والإنتاج ويعمل بكامل طاقته فى مارس 2026 ومنافذ بيع مباشرة للمواطنين

المجلس القومى لحقوق الإنسان هيئة مفوضية مستقلة.. يھدف لتعزيز المساواة فى الحقوق والحريات وعدم التميز بين المواطنين.. يتلقى الشكاوى فى مجال حقوق الإنسان.. يعمل وفق الاتفاقيات والمواثيق الدولية بنص الدستور

بسبب الشقة.. زوجان أمام محكمة الأسرة بعد طلبها الطلاق للضرر بأكتوبر

طلائع الجيش يستضيف الإسماعيلي في مواجهة مثيرة بالدوري الليلة


من هاتفك وخلال دقائق معدودة.. كيف تبلغ عن وقائع العنف الأسرى؟

بيراميدز ينهى استعداداته الليلة لمواجهة مودرن سبورت بالدوري

التعنت الإسرائيلى يهدد فرص التهدئة.. عدم الرد على المقترح المصرى القطرى وتمسك الاحتلال بنزع سلاح حماس يفتح باب التصعيد.. برلمانيون: مصر تتحرك بثقلها الدبلوماسى لإنهاء الأزمة بدعم دولى واسع على كل الأصعدة

مساعدات استثنائية للأسر الفقيرة بقانون الضمان الاجتماعى تصرف فى 7 حالات

الأهلي ينتظر اليوم خطاب وزارة الرياضة للبدء بمرحلة توفيق الأوضاع قبل الانتخابات

موعد مباراة الزمالك أمام فاركو بالدوري المصري والقناة الناقلة

ليلة المباراة.. موعد لقاء الأهلى أمام غزل المحلة بالدوري والقناة الناقلة

مصطفى محمد فى مهمة صعبة مع نانت أمام ستراسبورج بالدوري الفرنسي

إعلان القائمة.. موعد مباراة بيراميدز ومودرن سبورت بالجولة الرابعة للدورى

الصين والهند تتقاربان على وقع تغيرات ترامب الجيوسياسية.. جارديان: زيارة كبير دبلوماسى الصين إلى الهند بداية لاستئناف العلاقات التجارية والرحلات وحل النزاع الحدودى.. واستعدادات لأول زيارة لمودى لبكين منذ 2018

لا يفوتك


شيرين .. عبثيات "البخت المايل"

شيرين .. عبثيات "البخت المايل" الأحد، 24 أغسطس 2025 12:00 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى