افطر مع رواية.. "موت صغير" رحلة ابن عربى من الأندلس بحثا عن الحقيقة

غلاف رواية موت صغير

كتب محمد عبد الرحمن

الثلاثاء، 07 مايو 2019 07:00 م

خلال شهر رمضان المبارك، نقدم لكم سلسلة "افطر مع رواية"، ونقدم من خلالها عرضا لإحدى الروايات العربية الحاصلة على الجوائز الكبرى، ونقدم لكم اليوم رواية "موت صغير" للروائى السعودى محمد حسن علوان، إحدى الروايات العربية التى حققت شهرة واسعة، فى الفترة الأخيرة، خاصة بعد فوزها بالجائزة العالمية للرواية العربية فى دورتها العاشرة 2017، وصدرت الرواية لأول مرة عام 2016 عن دار الساقى فى لندن.

والرواية عبارة عن سيرة روائية متخيلة لحياة محيى الدين بن عربى منذ ولادته فى الأندلس فى منتصف القرن السادس الهجرى وحتى وفاته فى دمشق، تتناول هذه الرواية سيرة حياة مزدحمة بالرحيل والسفر من الأندلس غربًا وحتى آذربيجان شرقًا، مرورًا بالمغرب ومصر والحجاز والشام والعراق وتركيا، يعيش خلالها البطل تجربة صوفية عميقة يحملها بين جنبات روحه القلقة ليؤدى رسالته فى ظل دول وأحداث متخيلة، مارًا بمدن عديدة وأشخاص كثر وحروب لا تذر ومشاعر مضطربة.

فى هذا الرواية لن تجد نصوص الحكم، ولا الفتوحات المكية، ولا ترجمان الأشواق، ولا غيرها من كتب ابن عربى ودرره النفيسة، لكنك تجد رسائل كبرى للإنسان، فى الحب، والسفر، والمرأة، والحياة، والبحث، والحقيقة، والنور.

كما تجسد بشكل وضع المسلمين فى أواخر عهدهم بالأندلس وحروب المرابطين والموحدين المغاربة وعهد صلاح الدين الأيوبى وما تلاها من اقتتال بين المسلمين، من خلال سرد لرحلة المتصوفة الشهير ابن عربى الطويلة من الأندلس إلى مكة، وذلك بلغة جذابة أنيقة رشيقة فى انتقالاتها وتبويبها ممتعة بلغتها وحبكتها وسرده.

ففى "موت صغير" تنزع هالة الأسطرة عن ابن عربي، لنتعرف إلى ابن عربى الإنسان، الذى من لحم ودم: يتزوج ويطلق، يبكى ويضحك، يحب ويعشق.

ومؤلف الرواية هو محمد حسن علوان، روائى وكاتب صحفى سعودى، ولد فى الرياض، المملكة العربية السعودية، فى 27 أغسطس 1979م، وتعود أصوله إلى منطقة عسير جنوب السعودية، ومن محافظة رجال ألمع، افتتح موقعه الإلكترونى الأدبى فى العام 1999. صدرت روايته الأولى، سقف الكفاية، عن دار الفارابي، بيروت، عام 2002، وتناولها بعض كبار الأدباء والنقاد السعوديين بالنقد مثل: د.غازى القصيبى، ود.عبد الله الغذامي، ود.معجب الزهراني، والناقد محمد العباس وغيرهم، وفى عام 2004 صدرت روايته الثانية، رواية صوفيا، عن دار الساقي، بيروت، ثم روايته الثالثة طوق الطهارة عن نفس الدار عام 2007 والرابعة القندس عام 2011.