مؤامرة فى بلاط على بك الكبير.. كيف تآمر على والى مصر حسين بك.. "وثيقة"

على بك الكبير
على بك الكبير
كتب أحمد منصور

تحل اليوم ذكرى رحيل على بك الكبير سلطان مصر المملوكى والذى رحل عن عالمنا فى 5 مايو 1773م، وهو مملوكي حكم القاهرة كشيخ البلد أيام العثمانيين،  وكانت حياته مليئة بالأحداث، ولكن اليوم نسلط الضوء على وثيقة حملت عنوان "مؤامرة فى بلاط على بك الكبير" وهى رسالة مؤرخة 17 مارس 1766 مرفقة بتقرير السياسى النمساوى هنرى دى بنكلر وهو رجل السلك السياسى النمساوى وسفير للنمسا.

تقدم لنا هذه الوثيقة التى جاءت ضمن الوثائق المنشورة فى كتاب كتاب النهضة العربية الحديثة " الوثائق من إعداد راندا عبد العزيز نوار وعزت عبد العزيز نوار، رواية لشاهد عيان عما كان يحاك من مؤامرات وصراعات دموية وهو مغامر إيطالى كان قد قتل عشيقته الراهبة، واستخدمه على بك فى دس السم لأحد خصومه إلا أن جارية لدى على بك الكبير افشت السر فما كان من على بك إلا أن قتلها.

وجاء نص الوثيقة "كان لى شرف الكتابة إلى سعادتكم بتاريخ 4 الجارى "مارس 1766"، عن الخلافات التى قامت فى القاهرة بين الزعماء وخاصة ضد على بك ـ والمناوشات التى كان يغذيها ويشعل أوارها وجود باشوات ثلاثة بالقاهرة وهو حمزة باشا والى مصر الحالى وسلفه الذى تعمد البقاء على غير المعتاد بحجة تسديد ديونه وثالثهم الباشا المنقول إلى جدة ويقصد هنا "حمزة باشا ومحمد راقم باشا وأحمد باشا والى جده".

وكان المتوقع أن تبلغ هذه الخلافات ذروتها عقب العيد ولكن وقعت امور لم تكن فى الحسبان أدارت عجلة الحوادث بسرعة، فمنذ سنوات عدة يستخدم حسين بك طبيبًا من أهل نابلى يدعى سلفاتورى فينجا، ويذكرون عنه أنه كان راهبا وحدث بينه وبين غحدى الراهبات ما يسين بعد أن توطدت بينهما علاقات محبة اكيدة، ولكن ليستر جرمه دس لها السم وفر إلى القاهرة عن طريق دمياط، ولك يمض عليه وقت طويل بالقاهرة حتى سحره جمال غحدى اليونانيات فتجنس بجنسيتها وتزوجها وأخذ يتكسب بالطب. ولما كان على بك يعلم أن هذا الطبيب حائز لثقة حسين بك وعطفه فقد استدعاء فى ليلة 10 الجارى واغراء على دس السم لمن حماه واحسن إليه "ودفع له ألف سكوانى مقدما ووعده بمثلها عند اتمام العملية".

  أما الطبيب فقد قبل العرض وبادر إلى التنفيذ فى الحال، ولم يقطن إحدهما إلى جارية "كانت فى حريم حسين بك قبل أن يحوزها على بك"، دفعها حب الاستطلاع إلى ترك فراشها والانصات إلى ما يدور بفرقة سيدها فى تلك الليلة الساحرة من رمضان، ومن خلال ثقب صغير امكنها أن تسمع وترى ما يدور فى داخل الغرفة، وبدافع الولاء لسيدها القديم اسرعت كسبًا للوقت وأفضت إليه بما دبرته يد الخيانة والغدر.

وبعد قليل استأذن الطبيب فى المثول بين يدى حسين بك فرحب به اكرمه على حسب العادة عندهم. وعرض الطبيب على حسين بك شرابا ليس له نظير ينعش الروح والجسد فأجاب حسين بك فى برود أنه ليس فى حاجة إلى أى دواء ولكنه يقترح ـ بعد ما سمع من تزكية الطبيب لهذا الدواء وإطنابه فى مدحه ـ أن يتقاسماه سويا ويقضيا الليلة فى بهجة وسرور. فلم يحر الطبيب جوابا وامتقع لونه وارتجفت أوصاله.

ولما كان حسين بك على يقين من إدانته فقد امر ببطحه على الأرض وضربه بالعصا حتى يدلى باعتراف صريح. وبعد أن ضرب خمسمائة عصا اعترف بأن هذا الدواء لم يكن غلا سم زعاف حضره بامر على بك. عند  ذلك امر حسين بك بالكف عن ضربه ثم أجبره على شرب السم واركبه حمارًا وأعاده إلى منزله.

ثم فطن إلى أنه طبيب وفى استطاعته ان يحضر ويتعاطى "ترياقًا" يفسد به مفعول السم فارسل إليه اثنين من رجاله للسهر على راحته حتى إذا ما شقى أعدم، وهذان بعد أن اعيتهما الحيل فى شفائه قطعًا جثته قطعًا وقذفًا بها من النافذة طعامًا للكلاب جزاء وفاقا على ما جنته يداه.

وأحس على بك بالخيانة فقام بتحريات دقيقة انتهت بالقبض على الجارية وإعدامها. ثم حاول دون جدوى جمع شمل انصاره ولكنه تبين خطر وتوقع الهزيمة. أما أعداؤه فقد أخذ عددهم يتزايد بانضمام الكثيرين والتمسوا العدالة من الباشا. فاصدر الباشا "الوالى" فرمانا ينفى على بد إلى الشام، وكانت مفاجأة له. ولكنه اطاع صاعرًا وامتطى صهوه جواده ولم يتبعه سوى خزنداره وثمانية جوخدارية وبعد أن صودرت دارة غادر المدينة فى حراسة الفين  من الجند المسلحين إلى قبة العزب "شرق القاهرة قرب باب النصر"، حيث كان عليه أن يدفع 3600 كيسًا قيمة ثلاث خزنات كانت متأخرة للباب العالى وان يقدم حسابًا عن أعماله. والمعتقد أنه نفى ولم يسدد سوى ديونه الخاصة فقط. وكان يستطيع أن يعيش عيشة راضية بمبلغ الثلاثين مليونا  من القروش التى قررت له.

أما الباشا فقد كسب يدوره عددًا كبيرًا من القرى إذ أن على بك فقد حقوقه فيما كان تحت يده من الأراضى" وحصل منها على مبالغ طائلة.

وكان اعتقاد الكثيرين أن على بك سيحكم عليه بالإعدام. وهكذا ختمت ايام على بك الطاغية. وسترى فى المستقبل كيف يكون شكل الحكومة الجديدة، خاصة وأن الباشا الحالى سياسى محنك.

وسأفيد سعادتكم بالحوادث المقبلة أولا بأول.

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

5 طرق فعالة للتخلص من دهون الخصر

5 طرق فعالة للتخلص من دهون الخصر الإثنين، 18 أغسطس 2025 08:00 ص

الأكثر قراءة

فى ذكرى ميلاد إبراهيم نصر.. من جعيدي لذكية زكريا والخال عزمي شخصيات لا تنسى

تقليل الاغتراب.. آخر فرصة للتقديم بموقع التنسيق الإلكترونى.. تفاصيل

أهداف الأحد.. أرسنال يجتاز مانشستر يونايتد وسقوط أتلتيكو مدريد

طلاب الثانوية العامة يبدأون امتحان اللغة الأجنبية الأولى للدور الثانى

الأهلي يفحص ركبة محمد علي بن رمضان اليوم استعداداً لمواجهة غزل المحلة


الطقس اليوم.. حار نهاراً ونشاط رياح يلطف الأجواء والعظمى بالقاهرة 35 درجة

أوسكار رويز يرفض إلغاء قرار طرد محمد هاني بعد شكوى الأهلي

الزمالك يعود للتدريبات الجماعية اليوم استعدادًا لمواجهة مودرن سبورت

بوروسيا دورتموند يخشى مفاجآت كأس ألمانيا أمام إيسين المغمور

رايان رينولدز يظهر في فيلم مارفل الجديد Avengers: Doomsday


المصري يختتم استعداداته لمواجهة بيراميدز فى الجولة الثالثة بالدوري

موعد مباراة الزمالك ومودرن سبورت فى الدوري المصري والقناة الناقلة

مواعيد الأتوبيس الترددى على الطريق الدائرى وموعد غلق المحطات

موعد مباراة الأهلي وغزل المحلة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

غزل المحلة: حق رعاية إمام عاشور 120 ألف دولار لـ3 أندية واتحاد الكرة مالوش دعوة

التحريات: جرعة هيروين زائدة تنهي حياة شاب داخل مسكنه في العجوزة

متحدث الصحة عن خطف الأطفال وسرقة أعضائهم: "مجرد أساطير بلا أساس علمي"

ياسين التهامى يبدأ حفله بمهرجان القلعة وسط استقبال جماهيرى كبير

تحقيقات "فتيات الواحات".. سائق النقل يكشف تفاصيل مهمة عن الحادث

تفاصيل وموعد أول أيام شهر رمضان 2026 فلكياً

لا يفوتك


5 طرق فعالة للتخلص من دهون الخصر

5 طرق فعالة للتخلص من دهون الخصر الإثنين، 18 أغسطس 2025 08:00 ص

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى