فى ذكرى الشيخ محمد رفعت.. تسجيلاته استكملها محبوه

كان واحدا ممن امتعوا أذن المستمعين، وكان لسماعه متعه خاصة، وفى تلاوته لآيات الذكر الحكيم جميل من نوع خاص، فكأنه يذهب بنا إلى أبواب السماء، فى رحلة روحانية بديعة، هكذا كان الشيخ محمد رفعت، أحد أهم مقرئى القرآن الكريم فى القرن العشرين، وأحد قراء إذاعة القرآن الكريم فى ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضى.

الشيخ محمد رفعت والذى تحل اليوم ذكرى ميلاده ووفاته معا، إذ ولد فى 9 مايو من عام 1882، ورحل فى ذات اليوم من عام 1950، ترك خلفه تسجيلات للقرآن الكريم والآذان، تبقى دائما من الأروع فى ذاكرة الإذاعة والجمهور المصرى، لكن ربما تلك التسجيلات ليست جميعها له، كما أن تسجيلات القارئ الجليل لم تتبق كلها.

فبحسب كتاب " ألحان من السماء..الجزء الأول" تأليف صلاح الدين عبد الغنى، فإن الأجيال التى أعقبت الشيخ محمد رفعت حرمت من الاستمتاع لصوته الفذ الذى ظهر قبل أن تلحق مصر بوسائل التكنولوجيا الحديثة فى التسجيل، إضافة إلى إهمال الإذاعة التى بدأت إرسالها فى مايو 1934م، وعاصرها الشيخ حتى رحيله فى مايو 1950، فلم يتم الاحتفاظ بتسجيل لتلاوته، وما نراه الآن من القليل من تسجيلات شيخنا يرجع إلى بعض من عشاقه ومحبيه الذين قاموا بجمع تسجيلات الشيخ وإعادة تقديمها للإذاعة فى منتصف الستينيات.

ووفقا لما جاء  بكتاب "صنايعية مصر" استطاع محبو الشيخ أن يجمعوا 287 أسطوانة، وتضم 19 سورة، مدتها 21 ساعة، وفى سبيل أن تقدم الإذاعة هذه التسجيلات بأدق شكل ممكن تمت الاستعانة بالشيخ أبو العينين شعيشع، والذى فجر منذ سنوات مفاجأة، حيث اعتراف بأن الشرائط التى تذيعها الإذاعة كانت بها أجزاء ناقصة وأن الإذاعة اضطرت لإكمالها بصوته، وقال: "إنه فعل ذلك فى نحو خمسة أو ستة أشرطة من أفضل تسجيلات الشيخ".

وأرجع ذلك إلى أن بعض الهواة الذين يسجلون للشيخ كانت تسقط منهم بعض الآيات عندما يقلبون وجه الأسطوانة، فاستدعاه أمين حداد مدير الإذاعة وقتها، وطلب منه ضرورة استكمالها، فرحب شعيشع بالفكرة، خاصة أنه واحد من أشهر تلاميذ الشيح رفعت، وكان أشهر من قام بتقليده.