تاريخ السلفيين بمصر.. تعرف على السجل الأسود لجماعة الجهاد الإسلامى وصراعها

غلاف كتاب سلفيو مصر
غلاف كتاب سلفيو مصر
كتب أحمد إبراهيم الشريف

تخوض مصر حربا كبيرة ضد الإرهاب، الذى حاول الإفساد فى الأرض، وسفك الدماء، وفى سبيل هذه الحرب صارت معرفة هذه الكيانات المتطرفة ضرورة لا بد منها، ويأتى ذلك من خلال الكتب والدراسات والمواد الإعلامية.

 

ومؤخرا صدر كتاب "سلفيو مصر" للإعلامى والباحث محمود الوروارى، يناقش فيه نشأة وصعود الجماعة السلفية فى مصر، ويتتبع بدايات السلفية منذ وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - حتى اللحظة الحالية، وكيف تحول بعض المغالين فى النصف الثانى من القرن العشرين من دعاة للسلفية إلى جهاديين يطالبون بالحكم عن طريق العمل المسلح والصدام مع الدولة.


وممن أفسح لهم الكتاب مجالا جماعة "الجهاد الإسلامى":

يقول محمود الوروارى: "ولم تتكون أى جماعة إسلامية فى إطار الحركة الإسلامية الحديثة بعد تأسيس "شباب محمد" و"القطبيين" إلا فى عام 1964 عندما تأسست الخلايا الأولى لتنظيم الجهاد المصرى.

 

نشأة تيار الجهاد فى مصر وأسبابها:

نشأت أول مجموعة جهادية فى مصر حوالى عام 1964 بالقاهرة، وكان أبرز مؤسسيها ثلاثة هم: علوى مصطفى (من حى مصر الجديدة)، وإسماعيل طنطاوى (من حى المنيل)، ونبيل مرعى (من حى المعادي) وكانوا جميعا طلبة فى الثانوية العامة وقتها، ولقد تخرج إسماعيل فى كلية الهندسة فيما بعد بينما تأخر نبيل مرعى دراسيا ثم التحق بكلية الآداب بجامعة بيروت.

 

أصبحت هذه المجموعة تنظيما يضم عددا من المجموعات فى القاهرة والجيزة والإسكندرية، وربما قليل من المحافظات الأخرى، وكانوا جميعا من طلبة ثانوى أو الجامعة لكن التنظيم استمر سنوات كبر فيها كل صغير، وكان من بين أعضاء هذا التنظيم أيمن الظواهرى فى نهاية الستينيات، كما كان من أعضاء هذا التنظيم يحيى هاشم ورفاعى سرور، وأيضا كان من أعضائه محمد إسماعيل القادم من الإسكندرية، كما انضم لهذا التنظيم فى نفس الفترة (نهاية الستينيات) مجموعة الجيزة التى كان من أبرز قادتها مصطفى يسرى وحسن الهلاوى لكن هذه المجموعة سرعان ما انفصلت فى أوائل التسعينات عند أول بادرة خلاف مع التنظيم.

 

انشقاق فى التنظيم ونشأة تنظيم يحيى هاشم:

بعد هزيمة 1967 ثم محاكمة قادة سلاح الطيران المصرى الذين اعتُبروا مسئولون عن الهزيمة 1968، ومجىء الأحكام مخففة، خرجت مظاهرات حاشدة من الطلبة والعمال فى القاهرة والإسكندرية ضد نظام الرئيس جمال عبد الناصر محتجة على الأحكام والهزيمة معا واستمرت هذه المظاهرات لفترة.

 

وانتهز يحيى هاشم، وهو وكيل نيابة، المظاهرات ضد عبد الناصر والتحم بالجماهير للإطاحة بعبد الناصر لأنه كان يشعر فى وقت سابق أن طريق الانقلاب العسكرى بالطريقة التى تبناها تنظيم الجهاد بقيادة إسماعيل طنطاوى هو طريق طويل سيستغرق عشرات السنوات إن لم يكن مستحيلا أصلا. ولقد خطب يحيى هاشم فى الجماهير المحتشدة الذين حملوه على الأعناق وطافوا به قليلا بالشوارع قبل أن يلقى القبض عليه، وحيئذ بدأت المشاكل والخلافات ليس بين يحيى والسلطات ولكن بين يحيى هاشم ومعه مجموعة كان أبرزها رفاعى سرور من جهة ويقابلهم فى الجهة الأخرى إسماعيل طنطاوى وعلوى مصطفى وبقية التنظيم، كان رأيى يحيى هاشم ومن معه أن خطة التنظيم مستحيلة التحقق وأن الوقت مناسب لكشف حقيقة عبد الناصر ونظامه للناس بعد الهزيمة وتأليبهم عليه والقيام بمشروع تغييرى ذى طابع جماهيرى إما ثورة شعبية وإما حرب عصابات.

 

وفى المناقشات ظهرت خلافات عديدة أخرى أبرزها أن إسماعيل طنطاوى وفريقه يرون حتمية الالتزام بالشكل الظاهرى (من لحية الرجل ونقاب المرأة) بينما يرى يحيى يحيى وفريقه عدم حتمية ذلك فى ظروف عدم قيام الحكم الإسلامى فى البلاد كى تتيسر حركة التنظيم السرية.

 

ولم تفلح كل محاولات الوفاق وانشق يحيى وفريقه وأسسوا جماعة أخرى، وفى عام 1975 اشتبكت مجموعة يحيى هاشم مع الأمن فى الجبل، وتمت تصفية يحيى هاشم ومحموعة من القادة وسجن آخرون. وبذلك انتهت جماعة يحيى هاشم.

 

إثر حرب أكتوبر 1973 تفجر خلاف آخر بين أعضاء التنظيم بشأن مدى إسلام ضباط الجيش من أعضاء التنظيم الذين شاركوا فى الحرب خاصة من مات منهم فيها، وكان من ضمن الذين ماتوا شقيق علوى مصطفى، وتزعم علوى القول بأنهم شهداء بينما أصر آخرون على أنهم غير شهداء لأنهم قاتلوا تحت راية الطاغوت، على حد زعمهم.

 

حاول إسماعيل طنطاوى التوفيق بين الطرفين دون جدوى، وانشق علوى عن التنظيم، كما فارق آخرون التنظيم دون أن يعملوا فى إطار تنظيمى آخر، واستمر التنظيم بقيادة إسماعيل طنطاوى، وظل معه كثيرون أشهرهم نبيل البرعى وعصام القمرى وأيمن الظواهرى، وكان معهم فى ذلك الوقت أو بعده بقليل سيد إمام الشريف.


استقلال مجموعة الجيزة:

وإثر تعدد الخلافات هذا اقترح حسن الهلاوى من قادة مجموعة الجيزة على مصطفى يسرى القائد الأرفع منه أن تستقل المجموعة عن إسماعيل طنطاوى، إلى أن تنتهى الخلافات عنده، وبهذا استقلت المجموعة إلى حين.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

قمة ألاسكا.. أكسيوس: بوتين يسعى لتجنب مناقشة حرب أوكرانيا مع ترامب

شرم الشيخ للمسرح الشبابى يعلن تفاصيل مسابقة التأليف المسرحى

قرار جديد من النيابة بشأن المتهم بإصابة 4أشخاص وإتلاف 3سيارات بكوبرى أكتوبر

ترتيب الدورى المصرى قبل مواجهة الأهلى وفاركو الليلة

حكاية تعامل هدى سلطان مع أفراد عائلتها بشخصية "فاطمة تعلبة"


ميلانيا ترامب تطالب نجل بايدن بمليار دولار تعويض بسبب جيفرى ابستين

مصير المطلقة المتمكنة من شقة "إيجار قديم" بعد إقرار القانون الجديد

بين سلام أوكرانيا واتفاق نووى.. هل يصبح زيلينسكي ضحية ترامب وبوتين

البريد أبرزها.. 3 طرق لتلقى طلبات حجز وحدات بديلة لمستأجرى الإيجار القديم

سفير الجزائر فى مصر: نستهدف زيادة التبادل مع القاهرة إلى 5 مليارات دولار


شديد الحرارة رطب نهارا حار ليلا.. تفاصيل الطقس والظواهر الجوية المرتقبة

مواعيد مباريات اليوم.. ليفربول ضد بورنموث في افتتاح الدوري الإنجليزي والأهلى ضد فاركو

المؤبد وغرامة تصل 5 ملايين جنيه عقوبة إغراق المخلفات الخطرة فى البحر

الطقس اليوم.. شديد الحرارة ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 وأسوان 49

أسرع قطارات السكة الحديد.. اعرف مواعيد قطار تالجو اليوم الجمعة 15-8-2025

قناة إسرائيلية: جهات إيرانية اخترقت هاتف وزيرة الداخلية الإسرائيلية السابقة

الأمم المتحدة تدين خطة سموتريتش الاستيطانية

"بوليتيكو": أوروبا تتأرجح بين الأمل والخوف مع لقاء ترامب وبوتين

ليلى علوى: الحمد لله أنا كويسة ومحبتكم نعمة من عند ربنا (فيديو)

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 15-8-2025 في ملاعب العالم والقنوات الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى