الموت بأخطاء الآخرين على الطريق

محمود عبد الراضى
محمود عبد الراضى

حادث مروع شهده طريق الأوتوستراد، أسفر عن مصرع 14 شخصا وإصابة 10 آخرين عقب تصادم سيارتين بسبب السرعة المرتفعة.

الحادث المروع فى تفاصيله، لم يكن الأول من نوعه، ولن يكون الأخير، فحوادث الطرق ارتفعت بصورة ملحوظة وملفتة للانتباه، وضحاياها ربما تخطوا عدد ما فقدتهم مصر فى حروبها.

وبالرغم من الإجراءات الحاسمة التى تتخذها الإدارة العامة للمرور ضد المخالفين للتعليمات المرورية سواء فى تجاوز السرعة أو عدم فحص السيارات بصفة مستمرة وغيرها من المخالفات الأخرى، تبقى سلوكيات السائقين والمواطنين السبب الرئيسى فى معظم الحوادث.

السرعة الجنونية لقائدى المركبات خاصة "الميكروباص" تقف وراء معظم الحوادث التى تحصد مزيدا من الأرواح، فلا يبالى السائق المتهور بحياة المواطنين الذين يستقلون سيارته، ويدخل فى سباق مع زملائه "على الخط" فى محاولة للحصول على أكبر عدد من "التوصيلات" وجمع الأموال، حتى لو كان الأمر على جثث الأبرياء.

الأخطر من ذلك القيادة بسرعة جنونية مع تعاطى السائق للمخدرات، فتكون المصيبة متوقعة لا محالة، ويمكنك الوقوف على عدد متعاطى المخدرات من صفحات الحوادث التى تعلن يومياً عن نجاح رجال المرور فى ضبط سائقين "مبرشمين".

الإهمال يقف فى كثير من الأحيان وراء حوادث الطرق، من خلال عدم الكشف الدورى على السيارات وإجراء الصيانة الدورية، وعدم الكشف على الإطارات التى تتسبب فى معظم الحوادث.

الأمر لا يحتاج لقوانين لتقليص حوادث الطرق، بقدر الحاجة لضمير ووعى وثقافة، فضمير السائق والتزامه بالتعليمات المرورية يحمى الأرواح، وثقافتنا بالسلوكيات المرورية السليمة تحد بالتأكيد من نزيف الدماء على الأسفلت.

كلنا بالتأكيد مأمورون بالحفاظ على الأنفس وحمايتها من المخاطر، فلن تنقلب الدنيا رأساً عن عقب لو التزمنا ولم نتحدث فى الهاتف المحمول أثناء القيادة، ولن نخسر شيئا إذا تركنا مسافات أمان كافية بيننا والسيارات الأخرى.

لا يعقل أن نسمع الأغانى بأصوات صاخبة داخل السيارات دون سماع من حولنا، فلا نفهم من ينبهنا على خطر، وأحياناً ننشغل بالأغانى عن الطريق، ونأكل ونشرب و"ندردش" على الفيس بوك والواتس والقيادة مستمرة.

لن تضيف مواكب العُرس التى تتمايل بالسيارات يميناً ويساراً بهجة على الزفاف، لكن الأمر قد لا يستقر فـ"عش الزوجية"، وإنما ينتهى الموكب غالباً فى مياه ترعة أو بحر، أو حادث مروع على الطريق، فتتحول الفرحة لحزن وألم وندم بعد فوات الأوان.

إذا كنا جميعاً ـ أنا وأنت ـ نعانى من حوادث الطرق بفقد قريب أو حبيب، علينا أن نبدأ بأنفسنا، نلتزم أثناء القيادة، فنجبر من حولنا على الالتزام، ونتوخى الحذر حفاظاً على أرواحنا وحياة آخرين، فكم من أشخاص فقدوا حياتهم بسبب أخطاء الآخرين.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأمم المتحدة تدين خطة سموتريتش الاستيطانية

لمسة الأبطال.. محمد صلاح ضمن قائمة ملوك الحسم في تاريخ الدوري الإنجليزي

أعظم العسكريين بالتاريخ الفرعونى.. تمثال الملك تحتمس الثالث بمتحف الغردقة

ليلى علوى: الحمد لله أنا كويسة ومحبتكم نعمة من عند ربنا (فيديو)

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 15-8-2025 في ملاعب العالم والقنوات الناقلة


تعرف على حالات يحق لرجل المرور سحب التراخيص من السائق على الطرق

أخبار 24 ساعة.. التعليم: تطبيق أعمال السنة على طلاب الثالث الإعدادى بدءا من 2028

بيان الفصائل الفلسطينية: نقدر الجهود المصرية الكبيرة بقيادة الرئيس السيسى

وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى

قرار مهم لوزير التربية والتعليم بعد قليل


7 سيارات إطفاء تحاول السيطرة على حريق بمصنع بلاستيك بالقناطر الخيرية

26 شهيدا بنيران قوات الاحتلال فى غزة منذ فجر اليوم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى