فيس بوك والتضليل القاتل بمعلومات أخطر من الرصاص

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم أكرم القصاص
قد يظن البعض أن المقصود بالأخبار المضللة والمغلومة يتعلق فقط بالسياسة وصراعاتها، أو بالتشهير واختلاق الأخبار وتزييفها، فيما يتعلق بالأفراد أو السياسيين، لكن الواقع أن هناك مجالات تتخذ فيها المعلومات والأخبار المزيفة بعدا أكثر خطورة وبعضه قاتل، وعلى سبيل المثال، فإن المعلومات الطبية الخاطئة تتسبب سنويا فى ضرر مباشر لأعداد مضاعفة من البشر.
 
 وتروج بوستات منسوبة لمصادر طبية تنصح مرضى أنواع معينة بتناول أدوية كيميائية أو طبيعية، من شأنها أن تضاعف المرض. هناك بوست شهير عن فوائد اللبان الدكر لعلاج الفشل الكلوى، وقد شيره ونشره مئات وربما آلاف، وبالرغم من صدور تحذيرات من متخصصين، فإن البوست لايزال متداولا، بالرغم من خطورته ولا أحد يعرف مصدره ومثله كثير. 
 
الأخطر هو المعلومات التى تنتشر منسوبة لمراكز طبية أو دعاية مدفوعة عن مراكز لعلاج أمراض مستعصية أو إجراء جراحات خطرة، وهذه المعلومات لا ينطبق عليها شكلا مواصفات الأخبار المفبركة، لكنها تمثل جزءا مهما من عمليات تضليل مدفوعة الأجر،  ويدخل فيها إعلانات عن العلاج بالأعشاب أو الحجامة من مراكز وهمية.
 
لقد كان الرهان عند التبشير بعصر المعلومات والاتصالات، على أن هذه الوسائل سوف تجعل حياة البشر أسهل، وتصنع نوعا من المساوة  وعدالة توزيع المعارف بشكل يسهل على الأقل  تعليما اتخاذ القرار الأفضل، لكن واقع الحال جعل إمكانية التلاعب والتضليل أكبر، مما يساهم فى فقدان الثقة بأدوات التواصل، وكل هذا نتاج لحالة من الاحتكار يمارسها من هم أكثر احترافية فى استخدام أدوات التواصل بشكل يقلل من حجم التجهيل.  
 
وبالتالى، فإن نشر استطلاعات الرأى والدراسات التى تكشف عن شيوع الأخبار والمعلومات المضللة، وتوجيه النقد للفبركة والتضليل هو الدفاع عن حق الناس فى أن تتلقى المعلومات الصحيحة حتى يكون لديها خيارات التحليل وبناء التصورات بشكل صحيح.
 
 وبالتالى فإن الحرب على الفبركة والأخبار المضللة والأشخاص الكاذبين إنما هو دفاع عن أدوات تواصل حقيقية تتيح عصرا للمعلومات وليس عصرا للتضليل، ثم إن الشكوى من الأخبار المضللة لا تتوقف علينا، والظاهرة لا تتعلق فقط بنا لكنها ظاهرة عالمية، ومن هنا نشأ اهتمام مشترك لدى قطاعات متعددة بالمجتمعات العالمية تدعو لدراسة ما يجرى فى العالم الافتراضى ومحاولة تنقيته، مما يجتاحه من أخبار وتقارير وصور وفيديوهات مزيفة. 
 
ولا أحد يمكنه التكهن بما سوف يكون عليه فيس بوك وباقى أدوات التواصل، وهل هناك إمكانية لمواجهة التضليل والتزييف والتلاعب بحيث تكون النسبة الأكبر للأخبار والمعلومات الصحيحة والنسبة الأقل للكاذبة. 
لا يفترض الرهان كثيرا على أن تنجح الإجراءات والقرارات فى مواجهة الأخبار والمعلومات الكاذبة، وقد أعلنت إدارة فيس بوك مرات اتخاذ خطوات لمواجهة الأخبار المفبركة والمضللة، لكن لم يحدث وربما لا تستطيع أداة فيس بوك السيطرة على الأمر، خاصة أن هناك نوعية من الأخبار المضللة يصعب كشفها أو اعتبارها مزيفة، وقد أشرت إلى الأخبار القديمة التى تم تغيير تاريخها، أو الفيديوهات الملعوب فيها بشكل احترافى، وهناك يوميا تقدم فى الجرافيك وبرامج ضبط الصوت والصورة بشكل يجعل من الصعب كشف الحقيقى من المزيف، حيث يمكن تفصيل الأصوات على الأصوات الحقيقية، وبالتالى من السهل صناعة فيديوهات مفبركة يصعب على غير المحترفين كشفها.
 
ويمكن لهذه التقنيات أن تدعم التزييف والفبركة، خاصة أن الاستطلاعات والدراسات كلها تشير إلى أن أغلبية جمهور فيس بوك وأدوات التواصل من السهل أن يصدق الشائعات ويتداولها ويتفاعل معها بشكل كبير حتى قبل إعلان نتائج استطلاع الرأى الأخير، الذى كشف عن أن 86%  من مستخدمى فيس بوك وأدوات التواصل تعرضوا لخداع الأخبار المضللة، وأن المستخدم المصرى من بين الأكثر تصديقا لهذه الأخبار المفبركة، حيث إن المستخدم لا يدقق فى التواريخ أو الصور وربما لا يقرأ ما يقوم بإعادة نشره، لكن الرهان على نمو وعى جماعى من خلال إعلان المعلومات الحقيقية وإتاحتها بعدالة، بما يقلل من تأثير التضليل. الفيس بوك أو أدوات التواصل هى وسائل لها ميزات وأعراض جانبية مثل كل الأدوات المتاحة، ويمكن بالمزيد من التركيز أن تكون أدوات تواصل وليست أدوات تضليل. وبالتالى فالأمر لا يتعلق بحب هذه الأدوات أو كراهيتها، لكنه يتعلق بالاستعمال الأفضل.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محمد رمضان: أصعب كلمة اتقالت لى فى بدايتى سيب التمثيل لناسه

تعطيل الدراسة غدًا بشمال سيناء لسوء الأحوال الجوية

دخل علينا غرفة النوم.. تفاصيل اقتحام أتوبيس مدارس شقة سكنية فى بدر.. صور

برونو فرنانديز يقود مانشستر يونايتد أمام بورنموث في الدوري الإنجليزي

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى


حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

شرط وحيد من الأهلى للموافقة على رحيل مصطفى شوبير للاحتراف الخارجى فى يناير

ملخص وأهداف المغرب ضد الإمارات 3-0 اليوم فى نصف نهائى كأس العرب

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة


رسالة غضب من ترامب إلى نتنياهو بسبب غزة وسوريا.. ماذا قال البيت الأبيض؟

الطقس غدا.. أجواء شتوية وأمطار واضطراب بالملاحة والصغرى بالقاهرة 13

الأهلى يعلن التنازل عن مقاضاة مصطفى يونس

الأرصاد تحذر هذه المحافظات من أمطار خلال ساعات وتتوقع وصولها إلى القاهرة

الأهلي يترقب وصول يوسف بلعمري للقاهرة لإجراء الكشف الطبي

أليو ديانج يرفض طريقة زيزو في الرحيل عن الأهلى

أحكام سجن بالجملة ضد أهالى شبراهور بسبب إيصالات أمانة.. اعرف القصة

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

باب الالتماسات يعيد الفرصة لطلاب لم يحالفهم الحظ فى القبول بكلية الشرطة

التشكيل المتوقع لمنتخب مصر أمام نيجيريا.. الشناوي في حراسة المرمى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى