مصر تتوصل لاتفاق مع إسرائيل لحل النزاع الدولى حول توقف تزويدها بالغاز من خط سيناء.. دفع 500 مليون دولار على 8 سنوات ونصف بدلا من 1.7 مليار .. وخبراء يؤكدون: الاتفاق يحول مصر لمركز إقليمى للطاقة

أخيرا وبعد سنوت من المفاوضات أسدل الستار على الخلاف بين مصر وإسرائيل حول توقف إمدادات الغاز المصرى إلى إسرائيل من خط سيناء نتيجة ما شهددته المحافظة من تدهور فى الأوضاع بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير.

مساء أمس أصدرت الهيئة المصرية العامة للبترول، والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية، بيانا بشأن اتفاق التسوية مع هيئه كهرباء إسرائيل.

وقال البيان، إنه فى ضوء الحكم الصادر بتاريخ 4/12/2015 من غرفة التجارة الدولية (ICC)، ضد الهيئة المصرية العامة للبترول والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس)، بأحقية هيئه كهرباء إسرائيل فى الحصول على تعويضات تقدر بحوالى1.7 مليار دولار أمريكى، بالإضافة الى مبلغ الفوائد.

وأضاف البيان، أنه حرصاً على توفير المناخ الجاذب للاستثمار، توصلت الهيئة المصرية العامة للبترول، والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس)، بمساندة ودعم الجهات الحكومية المعنية، إلى إتفاق ودى لحل النزاع القائم بين الأطراف وتسوية وتخفيض مبلغ الحكم الصادر لصالح هيئة كهرباء إسرائيل إلى مبلغ تسوية قدره 500 مليون دولار أمريكى.

وقال البيان، إنه بتاريخ 16يونيو 2019، تم توقيع اتفاق التسوية من قبل الأطراف والتى تتضمن أهم النقاط التالية: 

1- بعد الوصول إلى تاريخ الإغلاق، تاريخ تفعيل اتفاق التسوية من قبل الأطراف، سيتم تنازل هيئة كهرباء إسرائيل عن جميع الحقوق الناشئة أو المتعلقة بحكم التحكيم الصادر لصالحها.

2- قيمة التسوية: مبلغ وقدره 500 مليون دولار أمريكي يتم سداده على مدار8 سنوات ونصف بواقع سداد مبلغ وقدره 60 مليون دولار كدفعة مقدمة فى تاريخ تفعيل اتفاق التسوية، وسداد مبلغ وقدره 40 مليون دولار بعد ستة أشهر من تاريخ تفعيل اتفاق التسوية، وسداد المبلغ المتبقى بواقع عدد 16 قسط نصف سنوى بمبلغ وقدره 25 مليون دولار، سيتم ضمان سداد المدفوعات عن طريق استصدار خطاب اعتماد مستندى من البنك الأهلى المصرى، وفقاً لإحكام القانون المصرى.

3- فى حالة عدم الالتزام بالسداد لمدة قسطين، وعدم قدرة هيئة كهرباء إسرائيل الحصول على قيمة مبلغ التسوية المتبقى تحت اتفاق التسوية من خلال طلب الإسراع بسداد المبلغ المتبقى من خلال الاعتماد المستندى البنكى الصادر لها، يحق لها إنهاء اتفاق التسوية شريطة قيام هيئة كهرباء إسرائيل برد كافة المبالغ التى تم الحصول عليها بموجب اتفاق التسوية.

وتعليقا على نجاح مصر يقول خبير بترولى  لـ" اليوم السابع"،  إن  نجاح مصر فى إبرام الاتفاق مع إسرائيل يؤكد دعم تحول مصر لمركز إقليمى للطاقة، ويزيد من التعاون فى هذا المجال .

ويضيف أن هذا الاتفاق سيساهم فى دعم العلاقات البترولية وبالتالى استقبال الغاز الإسرائيلى وتنشيط عمليات النقل والبيع والشراء مما يزيد من تدفق الغاز المصرى إلى أوروبا فى ظل الرفض الأمريكى لمشروع خط الغاز الجديد الذى تدشنه روسيا لتزويد ألمانيا بنحو 18%  وارداتها من الغاز، حيث أعرب الرئيس الامريكى ترامب عن هذا الأمر صراحة، وبالتالى الفرصة متاحة أمام مصر بالتعاون مع إسرائيل وقبرص واليونان لزيادة تدفقات الغاز الى أمريكا .

وكشف خبير بترولى ، أن الاتفاق أنهى الخلاف مع شركة كهرباء إسرائيل، وهو اتفاق جيد لإنهاء الخلاف الدولى ويصب فى المصلحة الاقتصادية نتيجة انقطاع الغاز خلال السنوات الماضية عن إسرائيل بسبب ما شهدته سيناء من إرهاب .

وأوضح الخير البترولى أن ما يهمنا أن هذا نهج دبلوماسى ناجح قادته مصر بحسن ليقاة وحسن تفاوض لإنهاء الخلاف مع إسرائيل فى ظل حسن الجيرة وفى ظل المنهج الجديد فى التعامل مع النزاعات الدولية مما يؤكد قوة الدولة المصرية.

جدير بالذكر أنه فى عام  2015، أمرت غرفة التجارة الدولية مصر بسداد تعويض قدره 1.8 مليار دولار لشركة كهرباء إسرائيل المملوكة للدولة بعد انهيار اتفاق لتصدير الغاز إلى إسرائيل عبر خط أنابيب بسبب هجمات شنها متشددون في شبه جزيرة سيناء المصرية.

وطعنت مصر على القرار واليوم تم التوصل إلى اتفاق نهائي تُسدد بموجبه مصر 500 مليون دولار على مدى ثمانية أعوام ونصف العام.