«كلبش 3».. الفن يدافع عن مصر

محمد الدسوقى رشدى
محمد الدسوقى رشدى
بقلم محمد الدسوقى رشدى
لو سألتنى عن العمل الدرامى الأهم فى هذا العام، ستأتى الإجابة دون تردد أو شك: «كلبش3»، هذه العودة الدرامية للاشتباك مع الواقع المصرى السياسى بحكاية تغزو تفاصيلها وينتشر شخوصها فى كل المناطق والمساحات السياسية والإعلامية والمجتمعية والحقوقية والصحفية والدولية لتدور تفاصيل معاركهم بشكل يرسم صورة واضحة ومشتبكة ومعبرة عما تخوضه مصر من صراع قوى وعنيف مع قوى دولية تتلاعب بالأفكار مستخدمة كل الطرق المشروعة وغير المشروعة من أجل تدمير هذا الوطن، ليظهر «كلبش 3» كسلاح من أسلحة القوى الناعمة المصرية، الفن الذى طالما كان أحد أجنحة هذا الوطن التى يطير بها فوق كل المخاطر وكل عملية استهداف للوعى. 
 
يمتلك «كلبش 3» ميزة غابت عن البيئة الدرامية المصرية منذ فترة طويلة، مسلسل قريب مما يدور داخل عقل المواطن المصرى، يجيب له عن أسئلة كثيرة حائرة عن طبيعة اللعبة السياسية فى المنطقة فى فترة ما بعد الربيع العربى، ويعيد معه ترتيب أجزاء الصورة المبعثرة حتى يحصل على إجابات تخص ألغازا كثيرة حول طبيعة ما تتعرض له مصر من مخططات هدم وتشابك المال مع لعبة السياسة، والربط ما بين تحريك الإعلام والتلاعب بالسوشيال ميديا وإعادة ضبط عدة مصطلحات اضطرب التعامل معها خلال السنوات الماضية على رأسها إعادة تعريف ورد الاعتبار للمعارض الوطنى المختلف مع السلطة المشاكس لها، ولكنه لا يقبل أبدا خيانة وطنه لمساعدة أجهزة مخابراتية أو أهداف خارجية، وإعادة تعريف دور الإعلامى وعلاقته بالدولة فى إطار قائم على الحوار والمصارحة والمكاشفة، كما يظهر فى علاقة المذيعة شهيرة باللواء جلال. 
 
على المستوى الدرامى ربما يحتاج «كلبش 3» إلى إيقاع أسرع وحبكات درامية أكثر إثارة، ولكن تبقى رسالة «كلبش 3» قوية وقادرة على تعويض تلك النقائص، نشعر بامتنان حقيقى أمام هذا الاشتباك الدرامى القوى مع الواقع المصرى وقدرة حلقات المسلسل على تفكيك المخاطر التى تتعرض لها مصر وتقديمها فى وجبة درامية قادرة على جذب جمهور التليفزيون خاصة من الشباب.
 
سليم الأنصارى واللواء جلال السعيد وباقى كتيبة المسلسل، نجحوا فى لفت انتباه المصريين لما يدور فى الأجواء السياسية من مؤامرات وخطط استهداف للمجتمع المصرى وسيناء والدولة المصرية عموما أكثر مما نجح بعض المذيعين أصحاب الأصوات العالية فى تحقيق الهدف، فلقد نجح باهر دويدار وبيتر ميمى وباقى فريق العمل، فى أن يشيروا دون صراحة مطلقة للدولة المعادية لمصر، وكيف تخطط لاستهداف الدولة المصرية عبر الإعلام والسوشيال ميديا والإرهاب، كما نجح المسلسل فى أن يقدم تلك الوجبة دون اتهام أو تخوين، بل كانت حلقات المسلسل حريصة كل الحرص على تقدير دور المعارضة الوطنية وإبراز دورها فى تلك الحرب من أجل حماية مصر، ولم يستسهل صناع المسلسل ويقدموا الشباب أصحاب الرأى المخالف للسلطة فى بعض الملفات وكأنهم خونة، بل نجحوا فى مشاهد متعددة أن يبرزوا المشكلة التى يتعرض لها هؤلاء الشباب من خلال حصارهم بمجموعة من الأخبار والمعلومات والأفكار المغلوطة، وهو ما نجح المسلسل فى التعبير عنه خلال الحلقات الأخيرة وتحديدا مع زيارة شباب جمعية زوجة «أدهم صفوان»، هشام سليم، إلى سيناء للتحقق من طبيعة الوضع على الأرض هناك، وكيف تحولت آراء الشباب واختلفت، واكتشفوا أن ما ينشر وما يبث لهم عن سيناء معلومات مغلوطة، حتى فى مشهد استشهاد الضابط حسام أثناء مواجهة الإرهابى، كان باهر دويدار وبيتر ميمى حاضرين بذكاء معتاد حينما انتصرا للفكرة على الأكشن وقدما رؤية مغايرة لمشهد درامى اعتاد الناس فيه الاهتمام بالتفجير والنار والدموع، فوجدوا حوارا رائعا بين الضابط حسام والإرهابى يلخص معركتنا الفكرية مع الإرهاب خلال السنوات الماضية.
 
« كلبش 3» هو أكبر دليل على عظمة القوى الناعمة، وقدرة الفن على إحداث الفارق والتغيير، وتحويل دفة الأحداث ومواجهة المتلاعبين بالعقول، لذا تبدو التحية واجبة لكل صناع هذا المسلسل الذين خالفوا الخطوط السائدة فى السوق الدرامية والخاصة بالخلطة الدرامية الشعبية المعتادة فى رمضان، والإصرار على وجود «كلبش 3» فى هذا السباق بما يحمله من رسالة مهمة وخلطة سياسية جادة قادرة على أن تشتبك مع الواقع ومشاكله، وتحلل وتفند المخاطر بنجاح يمكن رؤيته فى هذا الاهتمام الشعبى بالمسلسل الذى أتمنى أن يفكر منتجه ومخرجه فى تحويل حلقات هذا المسلسل بعد جلسات مونتاج قاسية تدمج حلقات «كلبش 3» بشكل لا يخل برسالته وتحولها إلى فيلمين يتم نشرهما على كل المواقع ومراكز الشباب والمدارس، لأن فى «كلبش 3» إجابات عن أسئلة كثيرة تدور فى عقل المواطن والشاب المصرى بخصوص السنوات الماضية، ودراما سليم الأنصارى قادرة على أن تمثل تلك الخريطة الاسترشادية التى تحل ألغاز الواقع المتشابك فى الساحة السياسية الدولية.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

سباق الحذاء الذهبي في أوروبا يشتعل مبكرا.. هاري كين يدشن موسمه مع بايرن ميونخ بهاتريك تاريخي.. جواو بيدرو يتألق مع تشيلسي.. أمم أفريقيا 2025 تهدد حلم محمد صلاح.. ومبابي وهالاند يستعدان للانقضاض على الجائزة

براد بيت يعود للعمل بعد وفاة والدته.. تقرير: يتصرف بمهنية رغم المأساة الشخصية

الدوري المصري بعد 3 جولات.. 8 فرق بدون انتصارات

حبس شخص متهم بتزوير تأشيرات السفر للشباب فى الجيزة 4 أيام

البنتاجون فى مرمى نيران ترامب.. وزير الدفاع يقيل رئيس وكالة استخبارات ومسئولين كبار.. رويترز: تناقض تقييم أثر الغارات على منشآت إيران مع إدعاء الرئيس الأمريكى تدمير الأهداف ربما يكون سببا.. وانتقادات لدونالد


الشحات ينافس عمر كمال على خلافة محمد هانى في تشكيل الأهلى أمام المحلة

وست هام ضد تشيلسي.. استيفاو يحقق رقما قياسيا مع البلوز بالدوري الإنجليزي

ضبط 3 عناصر إجرامية بالمنيا لنصبهم على المواطنين

فى أحدث تطهير للبنتاجون.. هيجسيث يقيل رئيس وكالة استخبارات ومسئولين كبارًا

مستشفى الأهلى.. 6 لاعبين خارج الخدمة فى مباراة غزل المحلة بسبب الإصابة


أرقام تصنع الثقة.. مصر على الطريق نحو اقتصاد أكثر صلابة: مارس 2024 لحظة التحول الكبرى.. تراجع التضخم لـ12.8% فبراير 2025 إنجاز محورى وبيئة أكثر استقرارا للمستثمر.. طفرة فى الاستثمارات الأجنبية خلال عام واحد

مواعيد مباريات اليوم.. مان سيتي أمام توتنهام وليفانتى مع برشلونة

القاهرة الإخبارية: 23 شهيدا جراء عدوان الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم

طاحونة المندرة بالإسكندرية.. أقدم طاحونة غلال منذ عهد محمد على باشا.. أنشئت عام 1807م.. وظهرت فى فيلم "آثار على الرمال".. إنشاءها تزامن مع إرسال طلاب العلم إلى أوروبا.. وخبير أثرى: سجلت فى الآثار

المصري يتصدر.. ترتيب دوري نايل قبل انطلاق الجولة الرابعة غدا

غدا.. انطلاق الدورى المصرى للكرة النسائية بمشاركة 16 فريقا

نابولي يستهل حملة الدفاع عن لقب الدوري الإيطالي أمام ساسولو الليلة

ختام موسم حصاد القمح بالوادى الجديد .. توريد 568 ألف طن قمح للصوامع بنسبة 109% وزيادة 65 ألف طن عن العام الماضى.. تنفيذ 1200 حقل إرشادية بأفضل أنواع التقاوى وإجمالى المساحة المنزرعة 343 ألف فدان

كايروكى وتووليت يختتمان النسخة الثالثة من مهرجان العلمين الجديدة 2025

معابد مونتو الأثرية فى الطود والمدامود تقترب من رحلة العودة للحياة بحملات تطوير وتجميل شاملة.. محافظ الأقصر يتفقد أزماتها ويتابع حل مشكلاتها على أرض الواقع.. ويؤكد: ستكون جاهزة قريباً لإدراجها بخارطة الزيارات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى