وأضاف خلال لقاء بمسجد الإيمان بمدينة نصر، أن من جملة العهود التي أوجب الشرع الحنيف الالتزام بها “عهد الأمان” والذي يعني في العصر الحاضر: ما تمنحه الدولة من تصريح، أو تأشيرة، أو إذن بالدخول إلى أراضيها ، سواء أكان سائحًا ، أم زائرًا، أم مقيمًا، بموجب الأعراف، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية في التعامل مع الدبلوماسيين ، ومن في حكمهم ، أو بموجب الاتفاقيات الثنائية بين الدول ، فيصبح هذا العهد الذي أعطته الدولة له مُلزمًا لكل مواطنيها، والمقيمين بها ، لا يجوز نقضه ، أو الالتفاف عليه ، أو التحلل منه ، لا شرعًا، ولا قانونًا.
وأشار إلى أن من رأى مخالفة تمس أمن وطنه ، أو تخالف النظام العام لدولته ، فليس له إلا أن يرفع الأمر لأهل الاختصاص ، حتى تتمكن أجهزة الدولة من محاسبته في ضوء ما تقتضيه وتنظمه القوانين ، فليس لآحاد الناس محاسبته على ما بدر منه ، أو التعرض له بسوء ، وإلا صارت الأمور إلى الفوضى وعدم الانضباط .
وأكد الشيخ محمد محمد ندا مدير إدارة أوقاف شرق مدينة نصر، أن الإسلام دين حفظ العهود والعقود ، دين لا يعرف الغش ، ولا الخداع ، فلم يثبت عنه (صلى الله عليه وسلم) ولا عن أحد من أصحابه (رضوان الله عليهم) أنهم نقضوا عهد أمان منحوه لأحد قال تعالى :”إنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ” ، موضحا أن عظمة الإسلام تتضح وتتجلى في أعلى صورها حينما أمر الله (عز وجل) نبيه (صلى الله عليه وسلم) أن يجير ويأمن من استجاره ، ولو كان مشركًا ، بل ولو كان محاربًا.
وقال الدكتور بسيوني عبد الحميد عبد العزيز إمام المسجد، إنه يجب علينا جميعًا الحفاظ على العهود والمواثيق التي تلتزم بها الدولة تجاه كلِّ إنسان يدخل إلى بلادنا ، وأن نكون متعاونين ومتضامنين على حفظ دمه ، وعرضه ، وماله ، كما أن من واجبنا حسن استقباله ، وإكرامه؛ ليرى عظمة ديننا ، وعمق حضارتنا ، مبينا أن الإسلام دين العدل والتسامح والتعايش السلمي ، وأنه إذا انتقل المسلم لبلد آخر، سواء أكان من بلاد المسلمين ، أم من غيرها ، فإن التأشيرة التي تمنحها هذه الدولة له – كعهد أمان ، يأمن به على نفسه – هي في المقابل عهد أمان منه لأهل هذا البلد ؛ يأمنون به على أنفسهم وأموالهم ، ويُلزمه ذلك أن يخضع لقوانين هذا البلد ، ويلتزم بها ، حتى يكون خير سفير لدينه ، ووطنه ، وحضارته ، حتى لا يقع تحت طائلة قوله تعالى : “وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ”.