كيف نفهم.. عملة فيس بوك الجديدة تثير المخاوف فى العالم.. "ليبرا" تسهل المعاملات التجارية لمن لا يملكوا حسابات بنكية.. فرنسا وألمانيا أبرز المعترضين لخطورتها على المستهلكين وتعرض اقتصاد البنوك التقليدية للانهيار

كتب محمد تهامى زكى

الأحد، 23 يونيو 2019 04:00 م

أعلن موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، مؤخرا عن اعتزامه إطلاق عملة رقمية جديدة تحمل اسم "ليبرا" من العام المقبل، وقال إنه سيتسنى للمستخدمين الدفع بهذه العملة عبر تطبيقاته الخاصة وعبر تطبيق واتساب.

فى السطور التالية نستعرض أهداف هذه العملة وآلية عملها وأيضا مخاوف عدد من الدول العظمى من تفعيل العمل بها منها فرنسا وألمانيا.

ما هى العملة المشفرة ليبرا؟

هى عملة رقمية لامركزية مشفرة، أعلن عنها موقع فيسبوك مؤخرا، وسيتم إطلاقها خلال العام المقبل 2020، وستعتمد على تقنية "بلوك تشين" جديدة، ولن تعمل على فيسبوك فقط، بل على الشركات الـ28 القائمة عليها منها، فيزا، باى بال، أوبر، ليفت وسبوتيفاى، ستقبل التعامل بالعملة المشفرة، التى ستديرها جمعية تتخذ من جنيف السويسرية مقراً لها.

فيس بوك وعملات

ما هى "البلوك تشين"؟

"البلوك تشين" هى التقنية التى تعتمد عليها العملات الرقمية، ولها تطبيقات أخرى فى مجال الأعمال بمثابة سجل للتعاملات أو ما يسمى بـ"دفتر الأستاذ".

عملة فيس بوك الجديدة ودولارات

ما الهدف من إطلاق العملة الرقمية الجديدة؟

يعتبر الهدف الأساسى من عملة فيسبوك الجديدة كما قال مهند الأعمى، مدير بيم كابيتال، هو تسهيل المعاملات التجارية وليست المضاربة فى أسواق العملات الرقمية، مشيراً إلى أن لدى فيسبوك 2.5 مليار مستخدم يوفرون قاعدة أساسية لهذه العملة، كما أنها ستتيح لمستخدمى فيسبوك الذين لا يملكون حسابات بنكية إجراء التحويلات والمعاملات المالية للمرة الأولى.

عملة فيس بوك الجديدة

هل "ليبرا" تتشابه مع "بيتكوين"؟ وما الفرق بينهما؟

وفقا لـ"العربية نت"، فالعملتان عكس بعضهما البعض، والفرق بين ليبرا وبيتكوين، هو أن عملة فيس بوك الجديدة متاحة للتداول والتحويل عبر وواتساب وماسنجر، كما أنها مدعومة ببعض العملات كالدولار واليورو، وقيمتها مستقرة ومرتبطة بسلّة عملات، ومدعومة من قبل 28 جهة عالمية، أسرع فى إجراء المعاملات.

أما البيتكوين فيتم تداولها على منصات محددة وغير مدعومة وغير محكومة من أى جهة مركزية، كما أن قيمتها متذبذبة وغير مدعومة ومطوّرها غير معروف وتعدينها يحتاج إلى تكلفة عالية وأبطأ لإجراء المعاملات.

عملة فيس بوك الجديدةss

ما هو الدافع وراء إطلاق فيسبوك لعملة ليبرا؟

بحسب ما قاله مارك زوكربيرج، مؤسس فيسبوك، فإن مهمة منظمة "ليبرا"، تتمثل فى إنشاء بنية تحتية مالية عالمية بسيطة، تمكن مليارات الأشخاص حول العالم من الدفع باستخدام العملة الرقمية الجديدة، متوقعا أن يكون للدفع عبر الهاتف الذكى تأثير إيجابى مهم على حياة الناس، لأنك لست مضطرا لحمل الأموال النقدية أو دفع رسوم إضافية مقابل التحويلات، فهذا مهم للأشخاص الذين لا يستطيعون الوصول إلى البنوك التقليدية أو الخدمات المالية، ولكن يوجد فى الوقت الحالى حوالى مليار شخص ليس لديهم حساب بنكى ولكن لديهم هاتف محمول.

هل هناك محفظة لهذه العملة؟ ماذا يطلق عليها؟

أوضحت فيسبوك، أن عملة ليبرا لديها محفظة اسمها "كاليبرا"، وهى محفظة رقمية يمكن الوصول إليها كتطبيق مستقل ودمجها فى ماسنجر وواتساب، ومصممة لتمكين أى شخص من تخزين الأموال بشكل آمن مجانًا على هواتفه والسماح للناس بإرسال واستقبال الاموال بشكل آمن فى جميع أنحاء العالم، دون أى رسوم للمستهلكين، لكن هناك تفكير فى فرض رسوم رمزية ومخفضة جدا للتجار، كما أنه من المنتظر تقديم خدمات مالية أخرى مثل القروض التى يمكن أن يستفيد منها الناس.

هل عملة "ليبرا" آمنة؟

أوضح زوكربيرج أن الدفع عبر "ليبرا" سيعتمد على تقنية "بلوك تشين" مما يجعلها متاحة لأى شخص لديه اتصال بالإنترنت ولديه رسوم وتكاليف منخفضة، وهو مضمون من خلال التشفير الذى يساعد على الحفاظ على نقودك بأمان، كما سيتم تخصيص فريق من الخبراء فى إدارة المخاطر يركز على منع الناس من استخدام "كليبرا" لأغراض الاحتيال، وأنه إذا فقد أى عميل عملاته بطرق احتيالية سيقوم "فيسبوك" بتعويضه عنها.

عملة فيس بوك

هل هناك مخاوف من تداول العملة ليبرا؟

بالفعل هناك مخاوف عملية من تطبيق هذا النظام، وكان من أبرز المعترضين عليها فرنسا وألمانيا، حيث قال برونو لوماير، وزير المالية الفرنسى، إن عملة "ليبرا" المشفرة يجب ألا تصبح عملة ذات سيادة، مؤكدا فى تصريحات لإذاعة "أوروبا-1"، أنه لا يمكن أن يحدث، ويجب ألا يحدث، داعيا مسؤولى البنوك فى مجموعة السبع إلى إصدار تقرير عن خطة فيسبوك الشهر المقبل.

كما حذر ينس فايدمان رئيس البنك المركزى الألمان، من هذه العملات الرقمية الجديدة، مؤكدا أنها تبدو أقل قابلية للتقلبات وتنطوى أيضا على مخاطر يمكن أن تمثل خطورة بالنسبة للمستهلكين، مشيرا إلى أنه بمجرد استخدام هذه العملات على نطاق واسع، فسيكون النموذج الاقتصادى للبنوك التقليدية عرضة للانهيار، وهو ما يمكن أن يؤثر على تعاملاتها وعملياتها فى الأسواق المالية.