"دماء فى حمام سباحة".. وفاة طفل فى ظروف غامضة بالسلام.. أصدقاؤه: "اختفى مرة واحدة ومحدش شافه إلا وهو غرقان".. والده: "سيدة شافت مجموعة شباب بيضربوه ويغرقوه فى الميه".. شهود: إهمال المنقذين تسبب فى الوفاة

دماء جديدة، أطفال يودعون الحياة نتيجة إهمال، ولغز لم يكشف، وأب لا حيلة له ولا شفيع.

دماء جديدة أثارت الغضب داخل مدينة السلام، بعد أن توفى طفل داخل حمام سباحة، دون الكشف عن سبب الوفاة، فتارة يشيع البعض بأنه اصطدم بشىء صلب وغرق داخل المياه، وتارة أخرى يشاع أن مجموعة من الشباب قاموا بضربه وإلقائه داخل المياه، وبين هذا وذاك أمرت النيابة العامة بتشريح جثة الطفل لبيان الحقيقة، والتأكد من وجود شبهة جنائية من عدمه.

بدأت القصة بجروب بين 5 شباب، بالصف الأول الثانوى، بعد انتهاء امتحاناتهم قرروا التنزه داخل حمام سباحة قريب من منازلهم، اتفق الشباب على أن يكون يوم السبت هو يوم فرحتهم وتنزههم.

 اتجه الشباب نحو حمام السباحة المقصود، وظلوا به لمدة تقارب الساعتين، وفجأة وبدون أى مقدمات على الصوت وتزاحم الشباب حول حمام السباحة على صوت " فى غرقان فى الميه"، حاول المنقذون أن ينقذوا الطفل الذى تبين وجوده داخل المياه لأكثر من ربع ساعة كاملة دون أن يراه أحد ينازع الموت وحيداً.

نجح المنقذين فى استخراج الطفل، ليتفاجاء الأصدقاء بصوت واحد " ده محمد صحبنا"، حاول المتواجدين إحراء عملية التنفس الصناعى دون فائدة، زاد كل هذا الألم ألم أخر برفض المتواجدين نقل الطفل للمستشفى بسيارتهم الخاصة، وانتظار سيارات الأسعاف التى لم تصل إلا بعد ساعة كاملة من الحادث.

نقل الطفل لمستشفى السلام، لكن روحه كانت قد غادرت جسده، شاهدة على هذا الأهمال المميت، لينقلب يوم طالما حلم به هؤلاء وخططا له فى سبيل سعادتهم إلى يوم حزن ودماء، لم ينسوه طيلة حياتهم.

ويقول إبراهيم خليل إبراهيم، والد الطفل محمد، إن نجله ذهب مع أصدقائه لحمام سباحة أعتادوا عليه داخل المدينة، إلا أنه هذه المرة لم يعود بروحه، عاد بجسد بلا روح.

وأضاف والد الضحية "لليوم السابع"، أنه كان خارج البلاد وفقاً لعمله بإحدى الدول العربية، وسمع الخبر فقرر النزول لمصر فوراً، مؤكداً أن هناك إحدى السيدات جاءات إلى المستشفى وصرحت بأنها رأت عدد من الشباب يتناوبون على ضرب الضحية، وإلقائه داخل حمام السباحة لإغراقه، إلا أنها رفضت الشهادة بهذا إلا بعد مرافقة زوجها، وتركت رقم هاتفها فقط مع والدة الضحية.

وأشار والد الضحية، إلى أن أقوال جميع من كان بحمام السباحة، لا تفيد بشىء خاصة أنهم لم يروا شىء وفقاً لأقوالهم، حتى أصدقاء "محمد" لم يروا شىء وهو أمر محير ولغز لم يخل حتى الأن.

عرف عن الطفل "محمد" ذمائه الكبير، حتى أنه فى ظل أزمة تابلت الثانوية العامة خلال الامتحانات، استطاع أن يفك شفرات التابلت والتعامل معه، بكل سهولة نظراً لذكائه، كما عرف عنه حسن خلقه وعدم افتعاله للمشاكل سواء بدراسته أو بين أقرانه.

"اليوم السابع" تواصلت مع شهود عيان على الواقعة، وأكد حسام سيد، أنه كان داخل حمام السباحة بصحبة صديقه وأطفالهم، وفور انتهائهم من الاستحمام، سمعوا صوت يفيد بأن هناك طفل غريق داخل حمام السباحة، موضحاً أن حمام السباحة به 5 منقذين لم يعلموا عن غرق الطفل إلا بعد مدة كبيرة داخل المياه، نتيجة إنشغالهم بالحديث فيما بينهما.

وأضاف شاهد العيان، أن المنقذين حاولوا إجراء التنفس الصناعى دون فائدة، وأن بعض المشرفين رفضوا اصطحاب الطفل داخل سيارتهم الخاصة للمستشفى بعد تأخر وصول الإسعاف، مؤكدا على حالة الإهمال التى ساعدت على موت الطفل، وحالة اللغز فى وفاته وكيف تمت.

من جانبه يقول الحاج مصطفى، إن الإهمال وراء وفاة الطفل " محمد" داخل حمام السباحة، بعد أن طل الطفل داخل المياه مدة ليست بالقليلة دون أن يقوم أى من المشرفين بدوره فى مراقبة الأطفال داخل المياه.

وقد أمرت نيابة السلام، بإهلاء سبيل كلا من "منال محمد، مهاب أحمد، أدهم عبد المطلب، عبد الله عمر، يوسف سامح، رضا محمد، محمد مبروك، عمرو محمد"، بضمان محل إقامتهم فى التحقيقات التى تجرى معهم.

كما أمرت النيابة بتشريح جثة الطفل، لبيان أسباب الحادث، وبيان وجود شبهة جنائية من عدمه.

ترجع الواقعة لتلقى قسم السلام، إخطار من مستشفى السلام، يفيد بوصول الطفل "محمد.ا" مصاب بشرخ بالجمجمة، وفى حالة نزيف تام، مما أدى لوفاته على الفور.

وبتقنين التحريات، تبين أن  الطفل كان يسبح بأحد حمامات السباحة بمدينة السلام، واصطدم بأحد الحواجز وظل ينزف داخل حمام السباحة دون مراقبة من المسئولين.