«تريند رجل النملة وشات العازب».. شركاء النميمة فى عصر المعلومات!

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم أكرم القصاص
ربما لايكون المعلق الرياضى وحده هو الذى يجهل «أن موريتانيا» دولة عربية، ولن يجد كثيرون لديهم شجاعة لإعلان عدم معرفتهم. والموضوع لا يتعلق فقط بمعلومات الجغرافيا والتاريخ، ويصل إلى واقع، فيه المعلومات أكثر، بينما المعرفة والوعى والحوار أقل.
 
 وبينما يغرق عالم أدوات التواصل فى معارك النميمة، وصراعات التشنيع. ويشكو كثيرون من هذا فإن التيار الأغلب لرواد التواصل، هو من يمنح النميمة قوتها ويضعها فى «الترند». احتلت قضية اللاعب الشهير صدارة مشهد التداول على أدوات التواصل، وبلغت أعداد من «شيروا» مقاطع فيديو أو «برينت سكرين» آلاف خلال ساعات، وتتصدر نميمة الاشتباكات حول تصريح فنانة عربية، أو تويتة لإعلامية مجهولة، أو مشهد لمذيع يصرخ وتتراجع قضايا السياسة والثقافة إلى آخر طابور الاهتمامات. ولو ظهر فيديو لرقصة «رجل النملة»، أو لقطة «شات» العازب، سوف يحتل «الترند» بلا مناقشة.
 
البعض يتهم الإعلام، أو التعليم، بأنه وراء هذا الجهل بينما السيادة فى كل هذا لأدوات التواصل.. فهل الجمهور هو الذى «يصنع أم يريد». المستخدمون شركاء أصليون هم من يصعد بالترند ومن يلقى فى النسيان. وإذا كان الكل يشكو من شيوع التفاهة فمن يصنعها؟. كل هذه أسئلة تمثل الإجابة عليها فهم ما يجرى فى عصر نعرفه بأنه عصر المعلومات بينما نكتشف أننا نعرف أقل ونتحاور أقل. 
 
وهنا مفارقة.. المعلومات الآن فى عصر الثورة التقنية، أضعاف ما كان متاحا قبل عشرين عاما، وهى معلومات على طرف الإصبع، أى معلومة يريد الواحد منا معرفتها ما عليه إلا أن يبحث عنها فى «جوجل»، لدرجة أن الثقة فى عصر المعلومات تدفع البعض للبحث عن أشيائهم الضائعة فى جوجل. ناهيك عن ملايين الصفحات فى كل المعارف والفنون والتسالى والعلوم والطبيخ واللعب والحب والنصائح والتنمية والعمل وربط الكرافتة ومسح الزجاج وتقشير البطاطس وتخصيب اليورانيوم.
 
ومع هذا فإننا كثيرًا ما نكتشف عند أول اختبار أننا وسط كل هذه المعلومات والمعارف، لا نعرف الكثير بل ونجهل معلومات ضرورية وأساسية. وحتى على مستوى التواصل، وبقدر ما تتزاحم وتتزايد أدوات التواصل فإن إنسان هذا العصر يعانى العزلة، حيث تتقطع العلاقات الإنسانية وتحل مكانها علاقات محفوظة ومجمدة ومشاعر «محنطة». 
 
أصبحنا نستبدل الزيارات بالمكالمات، والرسائل، بل حتى الرسائل الحية تحل مكانها جاهزة وملصقات مكررة لا تحمل أى مشاعر. فضلًا عن أن أدوات التواصل مع فوائدها الكثيرة، تتحول فى بعض الأحيان إلى أدوات اغتياب واغتيال فى بعض الأحيان. وحيث تتراجع الجدية لصالح السطحية، والمعارف لصالح التفاهة، وتحل النميمة مكان الحوار، ويتصدر المشهد من هم أقدر على استخدام الأدوات وليس الأكثر معرفة، وقد نصل فى عصر المعلومات لنكتشف أن واجهات الإعلام يحتلها الأكثر ضجيجًا، وقدرة على السب والتشنيع. والواقع أن الأمر لدينا فى عالمنا العربى أكثر وضوحًا. ففى أوروبا والغرب نجد الجاد بجانب الهزلى، والعميق مع السطحى، والأكشن مع الدراما بينما يتركز نصيبنا فى «دوشة» ويتراجع الوعى. ونظل نشكو من شيوع الضجة ونقص الوعى.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

منتخب مصر الأول يطير للمغرب للمشاركة فى كأس الأمم الأفريقية

الرئيس السيسي يرحب بتوقيع اتفاق الدوحة للسلام بين الكونغو وتحالف نهر الكونغو

مجلس الوزراء يوافق على 14 قرارا خلال اجتماعه اليوم.. تعرف عليها

أزمة هجومية تضرب سيراميكا قبل مواجهة الأهلى فى كأس عاصمة مصر

وزارة الداخلية تحبط محاولة 3 أشخاص توزيع أموال بمحيط لجان البساتين


BBC: محمد صلاح يحظى بدعم جماهيرى ورسمى غير مسبوق بعد أزمة ليفربول

بعد مصرع نيفين مندور.. حوادث مأساوية أنهت حياة فنانين بعيدا عن الكاميرا

شرط محمد صلاح للبقاء مع ليفربول بعد أزمة سلوت

ليفربول يبلغ وكيل محمد صلاح موقفه من رحيل الملك المصرى

حالة الطقس.. الأرصاد تكشف خرائط الأمطار خلال الساعات المقبلة


بعد وفاة الفنانة نيفين مندور.. إرشادات مهمة للتعامل مع الحرائق داخل الشقق

نيفين مندور.. عاشت حياة مليئة بالأزمات ورحلت فى نهاية مأساوية

150قناة عالمية تذيع مباريات كأس أمم أفريقيا 2025

مصطفى أبو سريع يعلن انفصاله عن زوجته ويعلق: كانت حق الأم المثالية لأولادي

مواعيد مباريات اليوم.. باريس سان جيرمان مع فلامنجو ومان سيتي ضد برينتفورد

مصرع الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم اللى بالى بالك فى حريق بمنزلها

حبس سائق 10 سنوات تسبب فى مصرع 4 وإصابة آخرين فى بلبيس بسبب السير عكس الاتجاه

نهائى كأس العرب 2025.. تفوق عرب أفريقيا على آسيا فى النهائيات

وزارة التربية والتعليم: امتحانات نصف العام فى مواعيدها والدراسة مستمرة حتى نهاية ديسمبر.. وتؤكد: المديريات التعليمية تحدد 4 يناير موعد تقييمات الترم الأول للمواد غير المضافة و10 من نفس الشهر للمواد الأساسية

زيادة 15٪ سنويا.. قانون الإيجار القديم يضع قواعد جديدة للأجرة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى