تحية لرجال الجيش والشرطة فى شمال سيناء

كريم عبد السلام
كريم عبد السلام
بقلم كريم عبد السلام
ونحن نتجادل ونختلف حول مستوى منتخبنا فى بطولة أفريقيا، ونحن نشجع بحماس وندعو إلى تغييرات حتى نقدم كرة أحلى، ونحن ننقسم حول استبعاد عمرو وردة أو رجوعه لتشكيل المنتخب، ونحن نرتاد المقاهى والمطاعم والاستادات ونعود إلى بيوتنا فرحين وننام مطمئنين، هناك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، يواجهون فئران وكلاب وضباع الإرهاب الأسود فى شمال سيناء، فيقتلون منهم من يقتلون ويأسرون من يأسرون، وقد ينفجر أحد الكلاب بحزامه الناسف أو يلقى بقنبلة إسرائيلية تجاه كمين شرطة أو يطلق آر بى جى من سلاح تركى مهرب من أنفاق غزة، فيسقط شهداء أبرار حتى ننعم نحن بالأمن والأمان وحتى نفرح مع المنتخب فى بطولة أفريقيا وحتى نباهى الأمم بقدرتنا على تنظيم البطولات المبهرة واستضافة الآلاف من 24 دولة أفريقية. 
 
أدعوكم فقط وأنتم تتناولون طعامكم أو تشاهدون المباريات أو تحتفلون مع أقاربكم وأحبابكم فى مختلف المناسبات الاجتماعية، أن تتذكروا هؤلاء الرجال المخلصين من جيشنا وشرطتنا، وهم يواصلون الليل بالنهار لا يرهبهم أعداؤكم ولا يخافون من الموت، ولا يتأثرون بالخونة الذين يستهدفون أن يصيبوكم أنتم بالحزن والقلق أو يشعرونكم أنكم غير آمنين فى وطنكم أو أنكم غير قادرين على إنجاز شىء مبهر يمكن أن يتحدث عنه العالم.
 
من ناحية أخرى، تكشف الأحداث الإرهابية المتتابعة فى شمال سيناء ومحاولات عجز التنظيم الدولى للإخوان وخلاياه التابعة عن تعكير صفو المصريين والعكننة عليهم فى عز فرحتهم بتنظيم كأس الأمم الأفريقية أو إشعار الضيوف إن مصر غير آمنة، أو الإيحاء للعالم بأن الإنجاز الذى تحقق على مستوى التنظيم والتأمين والافتتاح المبهر للبطولة لن يكتمل، لأن الجماعات الإرهابية إياها تستطيع أن ترتكب جرائمها فى كل وقت.
 
لم يتبق لتنظيم الإخوان الإرهابى وخلاياه التابعة إلا أن يعبر عن نفسه بوضوح كتنظيم إرهابى ويرفع السلاح فى وجه الشرطة والجيش والمؤسسات الأمنية عموما، من خلال عمليات عشوائية لخلايا متناثرة تحاول أن تثبت عدم اندثار التنظيم بالكامل فى مصر، وأن له أذرع ورجالا يواجهون السلطة، رغم الضربات الموجعة التى تلقاها ورغم تجفيف النسبة الأكبر من منابع تمويله.
 
الجانب الإيجابى فى هذه الحوادث الإرهابية المتناثرة، أنها تجعل المواجهة مع تنظيم الإخوان وخلاياه التابعة أمنية تماما دون أى بعد سياسى أو أيديولوجى ودون أى غطاء حمائى من جهات دولية أو استخباراتية أجنبية، كما تجعل مظلوميتهم التى يسوقونها بالإعلانات المدفوعة فى وسائل الإعلام الغربية، وفى قنوات التحريض من الدوحة إلى أنقرة ولندن، مجرد كلام فارغ لا ينطلى على أحد لا فى مصر ولا خارجها.
 
ولعلكم تذكرون كيف اندفعت جماعة الإخوان الإرهابية، وفق قاعدة تقسيم الأدوار، إلى صناعة حدث كاذب على مواقع التواصل الاجتماعى، وعبر منصاتها فى قطر وتركيا ولندن على عدة مسارات، وقاد المسار الأول قطعان الهاربين من مصر بعد ثورة 30 يونيو الذين تباروا فى لطم الخدود والنواح على من تم الحكم عليهم فى قضية النائب العام السابق، ثم يصلون إلى النقطة الفاصلة، وهى أن الممارسة السياسية فى مصر خطأ، وأنه لا بد من حمل السلاح والموت، ولكن بعد الإيقاع بأكبر قدر من المصريين، وهكذا دعا يحيى موسى وأحمد المغير وبلال حسام، مسؤول الإعلام فى شبكة رصد، وعبد الرحيم الصغير، إلى ضرورة القيام بأعمال إرهابية وحمل السلاح تجاه كل ما يمثل الدولة المصرية ومصالحها، لأن هدف كل عضو فى الجماعة هو الموت، ولكن مع أكبر عدد من المصريين.
 
المسار الثانى الذى تحركت فيه قطعان الجماعة، هو إحياء المظلومية الكاذبة من جديد لتصوير الجماعة وأعضائها ضحايا للنظام المصرى تارة وللقضاء المصرى تارة أخرى، فوجدنا من يظهر على القنوات الإخوانجية إياها ويقول: إن أعضاء الجماعة يقتلون بدون محاكمات فى مصر، ومن يقول إن الأحكام القضائية لا تتناسب مع طبيعة الجريمة، وأن هناك ترصدا لكل من ينتسب للإخوان.
 
المسار الثالث الذى تسير عليه جماعة الإخوان الإرهابية هو المسار الحقوقى، فالجماعة تتحرك بدعم قطرى تركى بريطانى لمخاطبة المنظمات الحقوقية الدولية، من خلال بيانات ومعلومات مغلوطة وتقارير مفبركة حول الأحكام القضائية والاختفاء القسرى والاعتقال بدون قرار قضائى والحبس الاحتياطى، مع الدعم الكامل من منصات قطر وتركيا ولندن لنشر هذه التقارير، ومن ثم اللعب على ترسيخ صورة نمطية حول حقوق الإنسان فى مصر، أولا اختزالها فى حقوق من يسمون بالنشطاء السياسيين، وثانيا حشر الإرهابيين وأعضاء خلايا الإخوان المسلحة والمتهمين فى قضايا الإرهاب والعنف ضمن زمرة النشطاء السياسيين أو المعارضة السياسية زورا وبهتانا.
 
ومع ذلك، فالتاريخ القريب والبعيد يقول بأن الجماعات الإرهابية الطارئة مثل جماعة الإخوان ستنتهى حتما إلى العدم، ولن يبقى إلا تضحيات الشهداء ورجال القوات المسلحة والشرطة الذين نجحوا فى حماية وطنهم والعبور به فترة مظلمة من فترات الاستعمار الجديد، فتحية مجددا لكل شهدائنا الأبرار ولرجالنا الذين يدافعون عنا فى شمال سيناء ضد المشروعات الاستعمارية الجديدة، وفى مواجهة كلاب الإرهاب.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

قانون الإيجار القديم 2025.. بند جديد يمنح المالك حق الإخلاء الفورى دون إنذار

وزير الإنتاج الحربى يتابع سير العملية الإنتاجية بشركة شبرا للصناعات الهندسية

الرئيس السيسى يصدّق على إصدار قانون الرياضة

تفاصيل بلاغ أرملة جورج سيدهم ضد منتحلى شخصيتها لجمع تبرعات باسمها

دولارات وذهب.. أبناء شقيقة أحمد شيبة يسرقون ملايين من شقة خالهم بالعجمى


استشهاد 10 فلسطينيين و إصابة آخرين فى قصف بمناطق متفرقة بقطاع غزة

إقالة مسئول رفيع بالخارجية الأمريكية بسبب عبارة "لا ندعم التهجير القسرى للفلسطينيين"

مفاجأة فى عينة تحليل المخدرات لسائق حادث كورنيش الشاطبى بالإسكندرية

قفزة غير مسبوقة بالحزمة الاجتماعية: علاوة الحد الأدنى تتضاعف 5 مرات بـ4 سنوات

الرئيس السيسى يتوجه إلى السعودية تلبية لدعوة الأمير محمد بن سلمان


القبض على البرلمانى السابق رجب هلال حميدة فى كفر الشيخ

جنود الإنسانية على طريق غزة.. شهادات سائقين مصريين من قلب قوافل المساعدات بين التفتيش والملاجئ الخرسانية.. كواليس لحظات الخطر داخل الاحتلال عبر معبر كرم أبو سالم.. كريم: كل تعب يهون والمهم نوصل لإخواننا بالقطاع

مواعيد الأتوبيس الترددى على الطريق الدائرى وموعد غلق المحطات.. انفوجراف

سواريز يسجل ثنائية فى فوز إنتر ميامى ضد تايجرز تحت أنظار ميسى.. فيديو

المقاولون العرب يستضيف حرس الحدود بحثا عن الفوز الأول في الدورى

موعد قرعة دوري أبطال أوروبا 2025-2026.. صلاح ومرموش يترقبان

محافظة الجيزة تتصدى لمخالفات البناء.. إزالة 6 أبراج فى حى الهرم ومجازاة مسؤولين لتقاعسهم عن تنفيذ قرارات إزالة.. المحافظة تحذر المواطنين من شراء وحدات سكنية داخل عقارات مخالفة.. والمحافظ: لن نتهاون مع المخالفين

النائب العام الليبى يقرر حبس صاحب مزرعة أطلق أسده على عامل مصرى

فرص عمل فى الأردن برواتب تصل إلى 24 ألف جنيه.. اعرف الشروط والتفاصيل

استشهاد 5 فلسطينيين في قصف الاحتلال مركز إيواء لنازحين في مدينة غزة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى