حدث تاريخى على أرض الفيوم.. افتتاح أول مقبرة ملكية من العصور الوسطى بهرم اللاهون.. "الآثار": العثور على "شبشب" وكأس ملكى عمرهما 3 آلاف عام.. ووجوه خشبية وتمائم من 2500 سنة.. واكتشاف 21 مقبرة لحقب مختلفة (صور)

فى حدث تاريخى ومهم على أرض محافظة الفيوم، افتتحت وزارة الآثار، اليوم الجمعة، أول مقبرة ملكية يرجع تاريخها لعصور الدولة الوسطى بهرم سنوسرت الثانى الشهير بهرم اللاهون، مؤكدة أنه لأول مرة يتم الوصول لحجرة الدفن داخل الهرم، بعد نجاح البعثة الأثرية بمنطقة اللاهون فى إزالة الرديم من داخل وحول الهرم.

"شبشب" عمره 3 آلاف سنة

وأعلنت وزارة الآثار، عن العثور خلال أعمال الحفائر المقابر بمنطقة اللاهون بالفيوم، على "شبشب" عمره 3 آلاف سنة بحالة جيدة.

وقال سيد الشورة، مدير عام آثار الفيوم، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، إن الشبشب يرجع إلى العصر اليونانى الرومانى، وصنع من الجلد، وكان لطفل نظرا لصغر مقاسه.

وجوه خشبية أثرية دقيقة من 2500 سنة

وعرضت وزارة الآثار، وجوه خشبية أثرية دقيقة الصنع واستخدمت فيها ألوان جذابة عمرها أكثر من 2500 سنة فى صناديق زجاجية بمحيط هرم اللاهون، عثر عليها فى أعمال التنقيب التى تمت بعدد من المقابر بمنطقة اللاهون الأثرية.

وقال سيد الشورة، مدير عام آثار الفيوم، إن المقبرة من الجرانيت وبها تابوت جرانيت ويتم الوصول إليها من خلال ممرات عمقها 15 مترًا تحت سطح الأرض ويتم محاولة فتحها منذ عام 1989 عندما دخلها العالم الأثرى بيترى، ولكن لعمقها ووجود الممرات والأتربة لم تنجح محاولات عديدة لافتتاحها سابقا، وتم افتتاحها هذا العام وهو حدث تاريخى غير مسبوق.

اكتشاف 21 مقبرة أثرية ترجع لعصور مختلفة بالفيوم

كما أعلنت وزارة الآثار عن الكشف عن 21 مقبرة تاريخية من خلال أعمال الحفائر التى تمت بمنطقة اللاهون الأثرية بمحافظة الفيوم.

وقال سيد الشورة مدير عام آثار الفيوم فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إنه تم الكشف عن 21 مقبرة يرجع تاريخها لعصور مختلفة وهى عبارة عن مقابر صخرية منحوتة بالكامل داخل ربوات صخرية مرتفعة عن سطح الأرض ذات طرز معمارية مختلفة منها ما هو بئرية عبارة عن بئر نحوت بالصخر ويؤدى إلى صالة أو صالتين وكانت توضع بها توابيت وأخرى عبارة عن درج سلم منحوت فى الصخر ويوؤدى إلى صالة بها فتحات للدفن وشاعت فى العصر البطلمى.

كأس ملكى عمره 3 آلاف سنة

وعرضت الوزارة، كوبا من الفايانس عليه خرطوش يحمل اسم الملك أوسركون الأول ملك الأسرة الثانية والعشرين، عثر عليه بأعمال الحائر الأثرية بمنطقة اللاهون بمحافظة الفيوم.

وقال أشرف صبحى، مدير الحفائر والبعثات بمنطقة آثار الفيوم والمشرف على أعمال الحفائر بمنطقة اللاهون، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن الكوب عمره حوالى 3 آلاف سنة ومصنوع من الفايانس ويحمل خرطوش للملك أوسركون الأول أحد ملوك الأسرة الثانية والعشرين.

تمائم نادرة عمرها 2500 عام

وعثرت البعثة التى تولت أعمال الحفائر بـ21 مقبرة بمنطقة اللاهون الأثرية على بعض التمام والمنتجات الخرزية التى ترجع الى العصور اليونانية الرومانية ويصل عمرها أكثر من 2500 عام.

كما أنه تم العثور على الكثير من حبات الخرز الأنبوبية والحلقية من الفايانس والزجاج والعظم ومجموعة رائعة من التمائم لبعض المعبودات منهم الإله بيس، سخمت، تاورت، باستت، حجوتي، عين الودجات.

كيفية الدخول لأول مقبرة من عصور الدولة الوسطى

وبعد الإعلان عن افتتاح أول مقبرة فى تاريخ مصر من عصور الدولة الوسطى بهرم سنوسرت الثالث بالفيوم، وإذا كانت لديك رغبة فى زيارتها، نستعرض لك كيف ستكون رحلة دخولك للمقبرة.

يتم الدخول الى الهرم من خلال البئر الرئيسى الموجود أسفل مقبرة إحدى الأميرات ويبلغ عمقه 16 متر ويؤدى الى ممر نصل منه الى حجرة الدفن وكان هذا الممر ممتلئ بالرمال والأحجار وبتنظيفة عثر على السدادة الحجرية التى وضعت بعد الإنتهاء من شعائر ومراسم دفن الملك ومن هذا الممر نصل الى ردهة شبه مستطيلة وكان يوجد فى الجانب الغربى منها كوة كبيرة ربما لوضع تمثال ونصل منها الى ممر صاعد يبدأ من الردهة الأولى حتى الثانية والتى تجدها مستطيلة أيضا وتم إزالة الرديم الذى كان يملؤها بالكامل وتوصلنا الى ممر صاعد يبدأ منها حتى الصالة المواجهة لحجرة الدفن وهى مكسوة بالكامل من الحجر الجيرى من قبل قطاع المشروعات ثم نصل الى النفق الذى يقع فى الجدار الجنوبى للممر بين الصالة المواجهة لحجرة الدفن وتم العمل بهذا الممر ورفع الرديم منه وعثر على 5 ممرات وكانت مغطاة بطبقة رقيقة من الملاط الأبيض ويوجد آثار لسدادات حجرية كانت تغلقه وبالجدار الجنوبى لغرفة الدفن نصل الى غرفة القرابين التى عثر بها بترى على الكوبرا الذهبية التى كانت مثبتة فى تاج الملك ثم نصل منها الى غرفة الدفن وهى مكسوة بالكامل بالجرانيت وعثر بها على تابوب من الجرانيت بدون غطاء.

تاريخ هرم اللاهون

هرم سنوسرت الثانى أو كما يطلق عليه اللاهون يقع بالقرب من قرية اللاهون التى تبعد 22 كيلو مترا جنوب شرق الفيوم وعرفت فى النصوص التاريخية باسم "را حنت" بمعنى "فم البحيرة"، ويرجع تاريخ المنطقة الى عصور ما قبل التاريخ حتى العصر اليونانى الرومانى إلا أن فترة ازدهارها تاريخيا يرجع إلى عصر الدولة الوسطى حيث إنه بعد حكم الملك إمنمحات الثانى غير ملوك الأسرة الثانية أهراماتهم من دهشور الى الفيوم وربما وقع اختيارهم على منطقة اللاهون لأنها تقع عند مدخل الفيوم بين إقليم الفيوم ووادى النيل ويعد موقعها متميزا حيث يطل على الأراضى التزراعية التى تم استصلاحها فى هذا الوقت حيث كان ملوك هذه الأسرة يهتمون بالزراعة.

أما أعمال الحفائر الخاصة بالهرم فلم يتم عمل حفائر للهرم منذ دخول العالم الأثرى بيترى الى الهرم عام 1989 سوى بعض الأعمال الداخلية ولم يتم إستخراج الرديم خارج الهرم من عمق يزيد عن 16 مترا من مختلف الممرات والدهاليز وإستكملت البعثة المصرية أعمال الحفائر هذا العام.

وعن وصف الهرم فالهرم تم بناؤه مرتفعا عن الصخر الطبيعى بـ12 مترا ومعظم أجزائه مشيدة من الطوب اللبن ثم تم كساؤه بالحجر الجيرى من الخارج وقد بلغ إرتفاعه وقت بناءه 48 مترا وكان طول ضلع قاعدته 106 أمتار، ويحيط بالهرم جدارين أحدهما من الحجر والآخر من الطوب ويوجد من الناحية الجنوبية 4 مقابر أعدت لدفن أفراد الأسرة المالكة ومن أهم هذه المقابر الأميرة سات حاتور أيونيت التى اكتشفت فيها مجموعة من الحلى الرائعة المحفوظة بالمتحف المصرى بالقاهرة ومتحف المترو بوليتان بنيويورك وشرق الهرم يوجد بقايا معبد الوادى على بعد 1600 متر وهو مخرب تماما ومن شماله أطلال مدينة العمال القائمين على بناء الهرم ومن الناحية الشرقية حائك كبير من الطوب اللبن يرجع أنه خصص لدفن زوجة الملك أو ابنته وبالقرب منه 8 مقابر صخرية.