ويعيش عباس محمود العقاد

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
لو شئنا وضع قائمة بأهم مائة مفكر فى تاريخ مصر، حتما سوف يكون عباس محمود العقاد واحدا منهم، ولو شئنا وضع قائمة بأهم عشرة مفكرين فى تاريخ مصر حتما سيكون عباس محمود العقاد واحدا منهم.. هذه حقيقة أؤمن بها تماما. 
 
ولد عباس العقاد فى يونيو 1889 ورحل فى 1964، ولا يزال الحنين إليه جارفًا، ولا تزال المقارنات تعقد بينه وبين الكتاب والمفكرين فى عصره والعصور التى تلتها، والتى عادة ما تنتهى لصالحه.
 
كثيرة هى المواقف الواضحة والجادة والحازمة التى كان عباس محمود العقاد بطلها، منها وقفته تحت قبة البرلمان حينما كان نائبًا فيه فى عهد الملك فؤاد، الذى أراد أن يلحق تغييرًا فى بعض مواد الدستور، فوقف العقاد وقال قولته الشهيرة "إن الأمة على استعداد لأن تسحق أكبر رأس فى البلاد يخون الدستور ولا يصونه"، هذه الكلمة المهمة كلفت العقاد تسعة أشهر من السجن سنة 1930 بتهمة العيب فى الذات الملكية.
 
وكذلك يحسب للعقاد "عبقرياته" التى استطاع من خلالها أن يقدم نوعًا من الخصوصية الإسلامية والعربية المهمة، وعلينا ملاحظة شىء مهم، هو زمن كتابة العبقريات، فالغرب كان محتلًا لمعظم الدول العربية، والمحتل عادة ما يكون هو النموذج الفكرى، يحاول الناس تقليده والبحث عن قوته، لذا فإن ما كتبه العقاد باكتشاف مناطق القوة فى التاريخ العربى والإسلامى والشرق كفيل للوقوف فى وجه هذه الفكرة، وتأكيد قدرة الشعوب الشرقية على صناعة عظمتها.
 
وفيما يتعلق بشخصه الذى تحول لـ"قدوة"، فالجميع يعرف أن العقاد كان رجلًا عصاميًا علّم نفسه بنفسه، حتى أصبح من أهم كتاب ومفكرى عصره، وحتى قال عنه البعض "جامعة معرفية تمشى على قدمين".
 
جانب آخر يكشف عنه تاريخ العقاد، فالكاتب الكبير كان معروفًا عنه حبه لشخص سعد زغلول، زعيم ثورة 1919، وكتب عنه ووصفه بالعملاق، وكان الزعيم من جانبه يحب العقاد، ويصفه بالكاتب الجبار، وبالطبع العقاد كان وفديًا، لكن ذلك لم يمنعه من الصدام مع مصطفى النحاس، واختلافه معه، بما يؤكد أن العقاد لم يكن يقدس الفكرة، ويدافع عنها بالباطل، بل يقف مع ما يراه ويظنه الحق.
 
وظل الرجل غير قابل للبيع والشراء حتى أن السفارة البريطانية عرضت عليه خمسة آلاف جنيه دفعة أولية، مع راتب شهرى يصل إلى ألفى جنيه، نظير أن يتوقف عن الهجوم عنها، لكن العقاد رفض وطرد مبعوث السفارة البريطانية.
 
تجربة العقاد تدفع كل كاتب للتفكير فى سؤال: لماذا يحترم الناس عباس محمود العقاد ويقدرونه حتى لو اختلفوا معه؟، الناس يفعلون ذلك لأن العقاد كان صاحب موقف معين، وهكذا يجب أن يكون الكاتب دائمًا.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اليوم الحكم على مدرس متهم بهتك عرض طالبة فى الطالبية

المغرب والإمارات في صدام ناري بنصف نهائي كأس العرب 2025

مواعيد مباريات الجولة الثانية في كأس عاصمة مصر

مادورو: فنزويلا طورت نظام دفاعها الوطنى رداً على الضغوط الأمريكية

تعرف على أرقام جروس مع الزمالك فى ذكرى عودته لخوض الولاية الثانية


لأول مرة.. هدير عبد الرازق وطليقها أوتاكا في قفص واحد.. اليوم

مواعيد مباريات اليوم الإثنين 15-12-2025 والقنوات الناقلة

كأس العرب 2025.. موعد مباراة المغرب والإمارات والقنوات الناقلة

تعرف على آخر موعد لتقديم الإقرار الضريبي على الدخل لعام 2025

تشييع جنازة شقيقة عادل إمام بالشيخ زايد غدا والعزاء الأربعاء المقبل


عمر متولى ينعى والدته ويطالب الجمهور بالدعاء لها

صور نادرة لـ إيمان شقيقة الزعيم عادل إمام وأرملة الراحل مصطفى متولى

تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

الإسكندرية تنتهى من تصنيف مناطق الإيجار القديم.. يشمل 9 أحياء وبرج العرب.. حى شرق ووسط والعجمى الأكثر اتساعا.. حى غرب والعامرية وبرج العرب الأقل فى فئة المميز.. وفئة المتوسط تشمل جميع الأحياء.. صور

نقابة الصحفيين تطالب بعدم تصوير جنازة أو عزاء شقيقة عادل إمام احتراما لرغبة الأسرة

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

أمن الإسماعيلية يحبط محاولة خطف طفلة من إحدى القرى السياحية

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى