أزمنة الشعر - «11».. ملامح قصيدة النثر المصرية فى اللحظة الراهنة

كريم عبدالسلام
كريم عبدالسلام
كريم عبد السلام
هل هناك ملامح جمالية محددة لقصيدة النثر المصرية فى اللحظة الراهنة؟ عندما بدأت أكتب هذه السلسلة من المقالات حول أزمنة الشعر، لم يكن فى ذهنى خطة محددة، ولكننى كنت أنطلق من محبة الشعر فقط والانتصار له والإشارة إلى عدد من نماذجه المكتوبة حديثا ومحاولة فتح حوار بين الشعراء ليكتبوا بأنفسهم عن تجاربهم وعن تجارب زملائهم، دفعا للمقولات الضحلة الرائجة حول غلبة نوع معين من الأدب، واستشرافا لآفاق القصيدة المصرية بعيدا عن مدرسية الكتابات النقدية التى نراها على صفحات المجلات والصحف.
 
فى البداية، كنت أريد الكتابة عن عشرين ديوانا حديثا لعشرين شاعرا وشاعرة، أرصد فيها الملامح الجمالية فى قصائد هؤلاء الشعراء المختلفين بالطبع، ثم أترك الحوار لزملائى ليستكملوه، كل بطريقته وأسلوبه، لكن المهم أن يستمر الحوار حول الشعر الراهن بين الشعراء أنفسهم، بما يضمن ملء الفراغ النقدى، والخروج من حالة الصمت والتواطؤ على القصيدة الجديدة رغم نماذجها الجيدة الكثيرة والمتعددة، لكننى مع الكتابة والمناقشة التى حدثت مع عدد من الشعراء، أرغب الآن فى مقاربة مجموعة من الأسئلة الجمالية حول القصيدة المصرية الراهنة، والبحث عن أساليبها المتعددة وأجوائها المختلفة ومناخاتها التى تستلهم عوالم متباينة، ما حفزنى إلى طرح هذه الأسئلة أيضا، أننا ومن خلال الكتابات النقدية المطروحة ندرك بوضوح أن ثمة أفكار مشاع هى أقرب إلى الكليشيهات، تحكم العقلية النقدية بعامة حول قصيدة النثر المصرية الراهنة، كما أن هناك جماليات مشاع تتحكم فى عقول وأساليب بعض الشعراء، إلا أننا وبعد أكثر من عشرين عاما على ما يمكن أن نسميه الانفجار الكبير فى القصيدة المصرية الحديثة وتحول المتن الشعرى العام إلى قصيدة النثر يمكننا أن نقترب من أساس نظرى لهذه القصيدة، ليس من خلال تعريف الجماليات وتحديدها، بل من خلال طرح الأسئلة حول هذه الجماليات والسعى لتقديم اقتراح شخصى بالإجابة مع الحرص على ترك المجال مفتوحا أمام إجابات أخرى
 
هل يمكن مثلا القول بأن قصيدة النثر المصرية الراهنة هى قصيدة اللفتة واللقطة والإيماءة؟
 
هل يمكن مثلا القول بأن قصيدة النثر المصرية الراهنة هى قصيدة الذات لا الموضوع؟ وهل يمكن الفصل بينهما أصلا؟ 
 
هل يمكن القول مثلا بأن قصيدة النثر المصرية هى قصيدة القضايا الصغرى لا الكبرى؟ وهل هناك قضية صغرى أو كبرى فى القصيدة؟
 
هل يمكن القول بأن قصيدة النثر المصرية الراهنة متورطة ومنحازة وصدامية، أم أنها محايدة ومنفصلة وباهتة؟
 
هل يمكن القول بأن قصيدة النثر المصرية الراهنة نفسها قصير؟ وأن شعراءها يميلون فى الأغلب إلى القصائد القصيرة والمقاطع، وأن المتن الغالب يفتقد القصائد الطوال والكتب الشعرية التى تتقصى عالما واحدا؟ 
 
هل يمكن القول بأن القصيدة المصرية الراهنة هى قصيدة إيروسية مندفعة إلى آفاق من الحرية التعبيرية، أم أنها مقموعة خائفة مطاردة؟
 
هل يمكن القول مثلا بأن قصيدة النثر المصرية الراهنة بعيدة عن الفانتازيا ولصيقة بالواقع ومحدداته؟
 
هل يمكن القول مثلا بأن قصيدة النثر المصرية الراهنة لا علاقة لها بتاريخ الشعر العربى، وأنها منبتة عنه، وأقرب فى بنيتها للقصيدة الغربية الحديثة؟
 
هل يمكن تحديد أغراض غالبة لقصيدة النثر المصرية الراهنة على غرار الأغراض الشعرية للقصيدة المصرية والعربية فى عصورها المختلفة؟
 
ما علاقة قصيدة النثر المصرية الراهنة بالمكان؟ وهل يمكن القول بأنها متصلة عضويا بمكانها أم أنها منفصلة وتحلق فى سديم كونى؟
 
هل قصيدة النثر المصرية الراهنة مجرد اندفاعات عاطفية بدون عدة معرفية تسندها، أم أنها تنطلق من خلال نماذجها الأفضل، من تصورات جمالية ومعرفية محكمة؟
 
ما طبيعة العلاقة بين قصيدة النثر المصرية الراهنة والزمن؟ وهل يمكن التفرقة بين قانون «الآن» الذى تندرج تحته معظم القصائد ومفهوم «زمن المغامرة الشعرية» الذى يخلق تياره الزمنى المتجاوز للحاضر والماضى والمستشرف للمستقبل؟
 
هل تنفتح قصيدة النثر المصرية الراهنة على اللغة والعالم من خلال اقتراحات بالتجديد اللغوى يكون منشؤها الخيال وامتلاك تصور عن القصيدة والعالم والوعى بدور اللغة ووظائفها، أم أننا إزاء طريق ضيق متهالك داخل اللغة تتزاحم عليه القصائد، مثل طرق وسط المدينة ساعة الذروة.
 
بعد أكثر من عشرين عاما على موجتها الكبرى فى التسعينيات من القرن الماضى، هل يمكن القول بأن قصيدة النثر المصرية الراهنة أقرب إلى الاستقرار منها إلى القلق والتمرد؟ أقرب إلى الكلاسيكية منها إلى التجريب؟ أقرب إلى المنطق منها إلى الجنون المحبب فى الشعر عموما؟ 
 
هل يمكن القول بأن قصيدة النثر المصرية الراهنة قد راكمت أشكالا وقواعد جمالية وأسلوبية خلال العقود الثلاثة الماضية؟ وأننا ننتظر ثورة شعرية جديدة تنقلب على ما رسخته من قواعد وأساليب؟
 
وللحديث بقية..

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

نوال الدجوى.. ماذا قالت التحريات الأولية عن سرقة فيلا 6 أكتوبر ؟

قبل تولى مهمة تدريب الأهلى.. الجناحان وصانع الألعاب أهم عناصر الهجوم عند ريفيرو

فرص عمل للصيادلة بمرتبات تصل لـ9400 جنيه.. تفاصيل

اتحاد اليد يوافق بالإجماع على مشاركة الأهلي والزمالك في مونديال الأندية

ريال مدريد يحدد سعر بيع رودريجو بـ132 مليون دولار وسط اهتمام إنجليزي متزايد


حال حصد الدرع الـ45.. عماد النحاس عاشر مدرب وطني يقود الأهلي للتتويج بالدوري

الإدارة الأمريكية لـ"إسرائيل": أوقفوا الحرب على غزة وإلا سنتخلى عنكم

سعرها وصل مليون جنيه.. طرح لوحة سيارة مميزة رقمها "ع سـ ل 11" بالمزاد

الجميع بخير.. رعاية طبية متواصلة لحجاجنا في الأراضي المقدسة

الدورى الإنجليزى: تراجع أرقام صلاح التهديفية يعقد فرصه نحو كتابة التاريخ


فهد المولد.. هل يعود إلى الملاعب بعد غيبوبة تجاوزت 8 أشهر وأرقام مميزة؟

رسميًا.. المجلس الأعلى للإعلام يتلقى شكوى الزمالك ضد إعلان "اتصالات"

مكافأة 10 ملايين دولار.. أمريكا ترصد هدية لمن يدلى بمعلومة عن حزب الله

جنود إسرائيليون يتنكرون في زى نسائى لاختطاف قائد بحركة حماس.. تفاصيل

مقترح الرابطة يمنح قبلة الحياة لـ3 أجانب فى الأهلي قبل مونديال الأندية

بعد أن فقد وعيه.. طائرة تقل 200 راكب تسافر من ألمانيا لإسبانيا بدون طيار

تعيين رئيسة النقل بـ"إيجماك" يثير غضب المستثمرين لمخالفته قانون الكهرباء بالفصل عن القابضة.. اختيار عضو "جهاز المرفق" ورئيس التفتيش التجارى بمجالس الإدارات يشكك في قانونيتها.. والوزير يوجه بمراجعة القرارات

النيران تطارد كريم عبد العزيز في مشروع x بسبب هنا الزاهد.. اعرف الحكاية

إنفلونزا الطيور.. البرازيل تعلق صادرات الدجاج إلى الصين وأوروبا والأرجنتين

تزوجى من غيرى ولا تحرمى نفسك من شىء.. آخر كلمات إيلى كوهين فى وصيته

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى