الإرهاب ومؤيدوه.. خبراء دبة النملة وعمقاء التحليل الثابت والمتحرك!

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم أكرم القصاص
جزء من أهداف الإرهاب هو خلق حالة من التشويش والارتباك والشك والمبالغة فى قدرات التنظيمات الإرهابية، والتقليل من قدرات القوات الوطنية، والمدهش أن هذا الأمر يتكرر مع كل حادث إرهابى، لكن أحدا لا يتعلم، ولدينا فائض من الادعاء والعمق السطحى يكفى ويفيض، يوفره خبراء الافتراض السطحى على مواقع التواصل. الذين يسعى كل منهم لجمع اللايكات والظهور فى صورة العالم الخبير بشؤون الإرهاب والتكتيك والاستراتيجية.
 
ويمكن مع كل حادث إرهابى التفرقة بين مؤيدى الإرهاب وداعميه وبين معاونيه رغما عنهم، ومن دون قصد، وربما بحسن نية أو رغبة فى جمع اللايكات والشير والظهور فى صورة الخبير العلامة الفهامة .
 
  ومع كل عمل إرهابى هناك ردود أفعال متوقعة من المنصات المؤيدة للإرهاب، التى تمثل ظهيرا دعائيا للإرهاب، تحتفى بأى عملية وتبالغ فى وصفها، ولا يمكن توقع أن تأتى إدانة أو انتقاد للإرهاب من قناة الجزيرة وتوابعها فى تركيا ولندن، التى تنشر بيانات الإرهابيين، وتدافع عنهم، ثم تبدأ فى تحليلات تحاول فيها إلقاء اللوم على الثغرات الأمنية، وما أن تتجه القوات الأمنية للقبض على الإرهابيين وترد على نيرانهم، ساعتها تظهر منظمات حقوق الإرهاب، وتنتفض وتبرز أوراق حقوق الإرهاب، وتنصب مناحات، وكيف تمنع السلطات الإرهابيين من ممارسة حقهم فى التفجير والضرب وإطلاق الرصاص.
 
وكان آخر مثل هو ما جرى فى العريش صباح عيد الفطر، عندما هاجم الإرهابيون كمينا أمنيا بالعريش بالأسلحة الثقيلة والمتفجرات، وواجهتهم القوة الموجودة وقتلت منهم خمسة وقبضت على بعضهم وطاردت الباقين لتقتل بعضهم وتقبض على الآخرين.. ولو راجعنا رد فعل قنوات دعم الإرهاب يمكن مشاهدة تقلباتهم تأييدا للإرهاب، ودفاعا عن الإرهابيين.  
 
 أما عن خبراء « الكل حاجة» لدينا فقد كانوا جاهزين لتكرار موشحات التحليل والملامة، على «الناشف». قليلون فى العالم الافتراضى من يعترفون بنقص المعلومات، ويحاولون قراءة الصورة بشكل متواضع، لكن «هيهات» نحن أمام خبراء «عمقاء»، يعرف كل منهم دبة النملة، وأغنية «الصرصار»، ودواخل الإرهاب والحروب النظامية وغير النظامية. 
 
 الواحد منهم بعد لحظات من أى حادث إرهابى واستنادا إلى مجرد خبر يتحول إلى خبير فى الإرهاب والهجمات المرتدة، ينخرط فى تحليل الأمر وإصدار أحكام مرتديا وجه الحزن أحيانا، ووجه الخبير الناصح الأمين أحيانا أخرى، بصرف النظر عما يعرفه بالفعل حول الموضوع.  الذى لا يتجاوز بوست أو لينك وضعه «فريند» افتراضى.
 
قضية الإرهاب لا تختلف لدى خبراء التحليل عن أى موضوع آخر، اقتصادى أو اجتماعى، تعليمىى أو صناعى، محلى أو دولى. هذا الخبير جاهز ويتحدث فى شؤون الإرهاب وما يجرى فى العريش، بنفس الطريقة التى يتناول فيها أمور الثورة السودانية، أو التطورات الجزائرية، وكرة القدم، ومسلسلات رمضان، وسوريا والعراق والدولار والجنيه والدينار. 
 
نفس الصمت والوجه والقناع، لا يتوقف الواحد منهم ليلتقط أنفاسه،  هو يستند فقط إلى آخر بوست على «تايم لاينه»، ليبدأ فى  إصدار الأحكام، وتوجيه اللوم، فيشرح أى محلل لشؤون التكتيك الاستراتيجى، «المستطيل التربيعى». 
 
اللافت للنظر أن خبراء «كل حاجة» عندنا جاهزون دوما للإدلاء بالرأى والتحليل فى أى من قضايا الكون، الواحد منهم يفتى فى الفرق بين الكمين الثابت والتحرك، ويلوم القوات فى الميدان، لأنها  لم تأخذ بنصائحه العميقة حول ضرورة اتباع خططه الجديدة للمواجهة. 
 
وبالطبع هناك فرق بين مؤيدى الإرهاب وبين خبراء بعضهم حسنى النية أو باحثين عن لايكات، يخاف الواحد منهم من الاعتراف بالجهل. فينخرط فى الإدلاء بتحليلات وأراء مرتبكة أو ناقصة إو سطحية أو يحلل معلومات أساسا مضروبة، ومثل هؤلاء يساهمون فى خلق حالة الارتباك أو التشويش وأحيانا يخدمون الإرهاب.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اعترافات المتهم بقتل زميله داخل مطعم فى كرداسة

أحمد حداد يتعاون مع لطيفة فى "هوينا هوينا" ضمن ألبومها الجديد

غدًا.. انتهاء ماراثون امتحانات الثانوية العامة 2025

إحالة قضية مواطن من القرم دعا إلى تدمير جسر "كيرتش" إلى المحكمة

حبيبتى ملاك الأغنية الوحيدة من كلمات أمير طعيمة بألبوم الهضبة "ابتدينا"


الخارجية الأمريكية: ترامب يواصل مساعيه لإنهاء النزاع في أوكرانيا

تفاصيل التحقيق مع متهم بالنصب على المواطنين بزعم توفير فرص عمل بالخارج

تعرف على موعد انطلاق استعدادات الأهلي للموسم الجديد ومعسكر تونس

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية


الحماية المدنية تواصل عمليات تبريد حريق سنترال رمسيس

ردود فعل إيجابية لـ فيلم Superman مع العروض الأولى

بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية.. مصر تُحصّن مستقبلها الديمقراطي بذاكرة شعب لا ينسى تجارب الوجع.. كيف استغلت الجماعة الإرهابية الدين للوصول إلى الحكم؟.. ووعى المصريين كشف خدعة "الإسلام هو الحل"

فات الميعاد الحلقة 19.. هل يكتشف أحمد صفوت كذبة أسماء أبو اليزيد؟

صوت أمير عيد بأغنية نقطة بيضا فى الحلقة السابعة من مسلسل مملكة الحرير

سجل بياناتك لتصلك نتيجة الثانوية العامة 2025

بطل ابن بطل.. نور امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من العطاء بحريق رمسيس.. الوالد استشهد فى موقعة الواحات والابن جسد البطولة فى حريق السنترال.. والدته لـ"اليوم السابع": اللي خلف ما ماتش وكلنا فداء مصر

قهوة الزباد.. رحلة أغلى فنجان فى العالم من بطن حيوان إلى مائدة الأثرياء

الحماية المدينة تسيطر على حريق مصنع دمياط دون خسائر بشرية.. صور

إيلون ماسك يخسر 15.3 مليار دولار من ثروته بعد إعلان تأسيس حزب أمريكا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى