نجاح مزدوج يحرق أوراق الإرهاب.. حرب معلومات وأخرى ضد التضليل

أكرم القصاص
أكرم القصاص
أكرم القصاص
كل من يتابع ملفات الإرهاب محليا وإقليميا، يعرف أن الحرب ضد التنظيمات الإرهابية طويلة النفس، وأن المواجهة الأمنية تقوم على المعلومات وأيضا على الروح المعنوية والنفسية للقوات وللمواطنين.
 
وهو أمر يعرفه داعمو الإرهاب وممولوه، ولهذا يسعون دائما إلى نشر معلومات وتقارير مزيفة وتسريبات مجهولة المصدر ليفتحوا الباب نحو جدل عقيم، وما أشرنا إليه فإن مؤيدى وداعمى الإرهاب طبيعى أن يؤيدوا العمليات الإرهابية، وأن تنطلق منصات الدعاية مثل الجزيرة وتوابعها من قنوات ممولة من قطر فى تركيا ولندن، يضاف إليها اللجان الإلكترونية. 
 
وإذا كانت هذه القنوات لها مصلحة فى تأييد الإرهاب، فإن بعضا من يدعون الخبرة من محللى فيس بوك بحسن نية أحيانا وسوئها بعض الأحيان، ينخرطون فى نشر وإعادة نشر المواد والمعلومات المزيفة التى تبدأ من أرقام مبالغ فيها للشهداء وصولا إلى إعادة نشر تسريبات مشكوك فيها، فضلا عن تحيلات ساذجة وتساؤلات سطحية يطلقها حاليون خلف الكيبورد لا يعرفون ما يجرى خلف جدران غرفهم، وهو جزء من حرب إضافية تخوضها قوات الأمن من جهة تسعى للسبق بالمعلومات، ومن جهة أخرى تواجه منصات الدعاية الإرهابية.
 
 ومن حسن الحظ أن الإجابات جاءت بسرعة من أجهزة الأمن، ردا على هجوم عيد الفطر، وخلال أقل من 12 ساعة على هجوم الجرذان على كمين البطل 14 فى العريش اتخذت قوات الأمن خطوات أوسع لمواجهة العناصر الإرهابية، ونجح أبطال الكمين فى مواجهة هجوم كثيف لعشرات الإرهابيين بالأسلحة الثقيلة، ومع هذا قتل خمسة من الإرهابيين وتتبعت قوات الشرطة الفارين وحددت أماكن اختبائهم وعندما حاصرتهم أطلقوا النار واضطرت القوات للرد عليهم وقتلت منهم 14، وتبعتهم بثمانية ثم أربعة، نجاح قوات الأمن يرجع إلى سرعة التقاط وتحليل المعلومات، وسرعة التحرك بشكل يمنع الإرهابيين من الفرار. 
 
الرد السريع يجيب عن أسئلة من نوعية إذا كانت قوات الشرطة تعرف مكان اختباء العناصر فلماذا لا تستبق وتهاجمهم، والإجابة تأتى من معرفة طبيعة هذه التنظيمات التى تكمن لفترات طويلة، وتسعى لتنفيذ عملية هدفها إحداث ضجة ونشر صورة أو فيديو ينفى انتهاء وهزيمة هذه التنظيمات، والإرهابيون يعلمون أنهم لا قبل لهم بالمواجهة، وإنما فقط يهاجمون على طريقة الجرذان، يخرجون من الجحور ليهاجموا ويعودوا بسرعة، وهو ما لم يتوفر خلال العملية الأخيرة، حيث لحقت بهم قوات الأمن وحققت السبق، ومن هنا تأتى الإجابة لأن خروج جرذان الإرهاب يكشفهم ويجعل هناك إمكانية لاصطيادهم، وهو نجاح مزدوج للقوات التى  تخوض حربا بالمعلومات والسلاح وتواجه سيلا من الأكاذيب من منصات الإرهاب.
 
وبالطبع من الصعب إعلان كل التفاصيل حول العمليات التى تتم لمطاردة واصطياد الإرهابيين، مع الأخذ فى الاعتبار الطبيعة الجبلية والصحراوية واتساع المسافات التى تجعل هناك احتمالات لتسرب بعض الإرهابيين، لكن هذا لا يمنع من كون الخطط الموضوعة ناجحة بنسبة كبيرة، والدليل أن العمليات الإرهابية انخفضت خلال ثلاث سنوات من مئات إلى عشرات ثم أحاد سنويا، مع العلم أن التنظيمات الإرهابية تتدفق عليها الأموال والأسلحة، فضلا عن كميات الأسلحة المخزنة طوال الأعوام الأولى فى ظل انفلات الأمن، وقد حققت العملية سيناء 2018  نتائج عظيمة تظهر فى تراجع الإرهاب بشكل كبير وانتهائه تقريبا خارج مربع محدود فى العريش بينما البلد كلها آمنة.
 
وبالفعل فإن ما تحقق على الأرض طوال السنوات الأربع الماضية يمثل إنجازا لقوات الجيش والشرطة، فى مواجهة تنظيمات تتلقى التمويل والمعلومات والسلاح وتعمل ضمن مخطط واسع وتترابط مع عناصر إرهابية غربا وشرقا، ومع هذا فإن الوضع تحت السيطرة بفضل قوات الجيش والشرطة التى تعمل طوال الوقت، وتراعى المدنيين وطبيعة العمل وسط مدن وتجمعات سكنية، وهى أمور تجعل المهمة أكثر صعوبة لقوات الأمن، بينما الإرهابيون ليس لديهم أى حواجز إنسانية تمنعهم من قتل المدنيين إن استطاعوا.
 
وكل هذه التفاصيل مهمة وتقدم إجابات على ما هو مطروح من أسئلة، وهى أمور يدركها أغلبية المصريين، ويقدرون الدور البطولى للقوات المسلحة والشرطة، ويتغافل منه أو يجهله خبراء «الولاحاجة» ومعهم منصات دعم الإرهاب.  
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

"إنت الوحيد".. أغنية من كلمات وألحان تامر حسني في ألبومه بتوقيع شريف مكاوي

محاولات لإنهاء أزمة سيف الجزيرى في الزمالك

بعد ملاحقة إبراهيم سعيد للحجز على ممتلكاته.. اعرف المستندات اللازمة للدعوى؟

بعد نظر أولى الجلسات.. معلومات عن محاكمة المتهمين بخلية اللجان الإدارية

من أجل مياه نظيفة صالحة.. تحسين نوعية المياه على رأس أولويات الحكومة.. الانتهاء من التقييم البيئى والفنى للمنشآت الصناعية على مصارف كتشنر وبلبيس وبحر البقر.. وخفض أحمال التلوث من الصرف الصناعى على بحيرة المنزلة


مناقشة كتاب "عن المسرح سألونى" لـ عصام السيد بمكتبة مصر العامة

مرسى مطروح مصيف السعادة.. متعة السباحة والمناظر الخلابة تُحسن المزاج وتجدد النشاط.. ملايين المصريين والسياح أسرى طبيعة مطروح البكر.. والشواطئ على موعد مع ذروة المصيف والصخب الجميل بعد نهاية امتحانات الثانوية

المقاولون العرب يقترب من ضم ثنائي كهرباء الإسماعيلية في الميركاتو الصيفي

غدًا.. انتهاء ماراثون امتحانات الثانوية العامة 2025

حبيبتى ملاك الأغنية الوحيدة من كلمات أمير طعيمة بألبوم الهضبة "ابتدينا"


مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 9-7-2025 والقنوات الناقلة

رجلان غيرا نظرة توم هانكس للحياة.. اعرف القصة بمناسبة عيد ميلاده

تعرف على موعد انطلاق استعدادات الأهلي للموسم الجديد ومعسكر تونس

صورة قديمة للراحلة رجاء الجداوى فى شبابها تستمع بالمصيف

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

السجن 10 سنوات لـ7 متهمين بدفن شاب حيا داخل ماسورة مياه فى المحلة

الاهلى يستقر على تمديد وتعديل عقد أليو ديانج في معسكر تونس

ردود فعل إيجابية لـ فيلم Superman مع العروض الأولى

دي بول يقترب من مجاورة ميسي فى انتر ميامي

حفل فضل شاكر..حقيقة أم وهم؟

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى