لو هبطت التوراة على سيدنا موسى فى مصر.. لماذا لم تكتب بـ«الهيروغليفية»؟! «20»

دندراوى الهوارى
دندراوى الهوارى
بقلم دندراوى الهوارى
فى سفر الخروج الإصحاح الثانى يقول نصا: «وَلَمَّا فَتَحَتْهُ رَأَتِ الْوَلَدَ، وَإِذَا هُوَ صَبِيٌّ يَبْكِى.. فَرَقَّتْ لَهُ وَقَالَتْ: «هذَا مِنْ أَوْلاَدِ الْعِبْرَانِيِّينَ».. وهنا يقصد أن هذا الحديث ورد على لسان زوجة فرعون، عندما وجدت الصندوق الذى يحمل الطفل «موسى».. والتأكيد على أن الشكل والسحنة العبرانية كانت لها خصائصها المختلفة على الشكل والسحنة المصرية..!!
 
والقرآن الكريم فى سورة القصص يقول المولى عز وجل: «وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِى وَلا تَحْزَنِى إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ».. كما قال فى نفس السورة: «وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِى وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ».
 
إذن سيدنا موسى عليه السلام، ولد فى مصر، وتربى وعاش فى مصر، وتلقى الرسالة فى مصر، بدليل أنه ذهب بصحبة أخيه هارون إلى الفرعون وقالا له ما أُمرا به «إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ. أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ».. وقال أيضا المولى عز وجل فى نفس السورة: «قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ، وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِى فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ، قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ، فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّى حُكْمًا وَجَعَلَنِى مِنَ الْمُرْسَلِينَ. وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَىَ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِى إِسْرَائِيلَ».
 
ثم تستمر القصة حتى طاردهم الفرعون بجيشه، والحادث الجلل الذى انتهت إليه المطاردة بغرق الفرعون وجيشه الجرار، وأن خسف الله الأرض بقارون أيضا.. إذن الرسالة هبطت وحسب السياق على سيدنا موسى فى مصر، فلماذا لم تكتب التوراة باللغة المصرية القديمة السائدة حينها، وكانت تكتب بخطوطها الثلاث «الهيروغليفية والهيراطيقية والديموطيقية»..؟!
 
الحقيقة أن هناك أبحاثا وأراء لبعض خبراء الآثار والتاريخ، وأيضا من المهتمين بشأن الحضارات القديمة وعلم الأديان، حاولت أن تؤكد أن التوراة فى بداية هبوط الرسالة على سيدنا موسى كتبت بالهيروغليفية، وهى اجتهادات لا يوجد دليل علمى واحد يؤكدها، سواء وثيقة من أوراق البردى، أو نقش مدون على جدران معبد من المعابد أو أى شاهد آثرى..!!
 
وهناك من يؤكد أن هبوط الرسالة على بنى إسرائيل، والمتمثلين فى الهكسوس المحتلين لمصر ويتخذون من أواريس عاصمة لملكهم، ومكانها حاليا محافظة الشرقية، كانوا يتحدثون الأرامية أو العبرانية، وهى أيضا اجتهادات نظرية لا تدعمها أى أدلة علمية سواء وثائق أو شواهد أثرية، بل العكس، فإن التاريخ المصرى يؤكد أن الهكسوس عندما احتلوا مصر، حاولوا التقرب بشدة من المصريين، عن طريق التحدث باللغة المصرية القديمة، والكتابة بخطوطها، وعلى رأسها «الهيروغليفية»، كما تقربوا لآلهة المصريين واتخذوا منها آلهة لهم، ومن ثم يجيدون اللغة المصرية القديمة، ولو التوراة كتبت بالهيروغليقية، لكان أمرا مقبولا.
 
لكن الأخطر ما يردده اليهود أنفسهم، من أن التدوين لم يُعرف تاريخيا إلا على أيدى بنى إسرائيل، وأنهم أول من دونوا التوراة، والروايات التاريخية، وهو محض افتراء شديد، لأن المصريين القدماء توصلوا للتدوين قبل هبوط التوراة بأكثر من ألفين سنة، وتحديدا منذ بدء عصر الأسرات، والدليل ما تم تدوينه من نقوش على جدران المعابد والمقابر، والمسلات والتماثيل، وغيرها من الشواهد الآثرية، والوثائق سواء المدونة على ورق البردى أو الأحجار.
 
إذن يبقى السؤال الملح والمهم، الذى يبحث عن إجابة، ولا يوجد إجابة قاطعة تؤكد أن التوراة كتبت باللغة المصرية القديمة «الهيروغليفية» أو بالعبرية أو الأرامية، مع الوضع فى الاعتبار أن هناك أدلة آثرية قاطعة تؤكد أن التوراة اقتبست كثيرا من النصوص الأدبية المصرية المكتوبة بالخط الهيروغليفى، وسنكشفها فى المقال المقبل إن شاء الله.
 
وللحديث بقية إن شاء الله.
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إحالة أوراق متهم بقتل سائق توك توك فى المحلة للمفتى والنطق بالحكم 12 يونيو

مصر تتعرض لزلزال بقوة 6.3 ريختر.. البحوث الفلكية: مركزه جزيرة كريت النشطة زلزاليا بالبحر المتوسط.. عمقه ساهم فى شعور سكان الدلتا به.. والزلازل العميقة أقل ضررًا على سطح الأرض.. وتوابعه ضعيفة وغير مؤثرة

لاستيعاب الكثافة المرورية.. مجلس الوزراء يوافق على طلب لمحافظة الجيزة

أبرز الاتفاقيات الموقعة بين السعودية وأمريكا خلال زيارة ترامب.. تعرف عليها

هيئة الأرصاد تكشف حقيقة تعرض مصر لـ العاصفة شيماء


وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025

وزارة التعليم: إضافة 20% من درجات العربى والتاريخ بالثانوية الدولية للمجموع

كباكا قائد منتخب الشباب: تعاهدنا على تخطي المغرب ولن نفرط في اللقب

كل ما تريد معرفته عن أزمة مباراة القمة قبل القرار المنتظر غداً

الأهلي يناقش مع ريفيرو استمرار النحاس وشوقي في جهازه المعاون


رسالة عاجلة من وزارة الخارجية للمصريين المقيمين في ليبيا

دفاع الفنان محمد غنيم: إنهاء إجراءات إعادة المحاكمة وحبس موكلى لحين تحديد جلسة

فى معلومات.. الفرق بين زلزال 1992 وزلزال كريت المفزع

قصر ترامب الطائر.. "NBC": أعمال تحويل طائرة قطر لرئاسية تكلف أمريكا مليار دولار

راغب علامة ينتهى من تسجيل أحدث أغانيه "حبيبتي أحلى واحدة" مع عصام كاريكا

مصر تدعو المواطنين المتواجدين فى ليبيا بتوخى أقصى درجات الحيطة

تفاصيل معركة "الخوى" بين الجيش السودانى والدعم السريع.. مقتل 800 من الميليشيا

محمد صلاح يتصدر هدافي الدوريات الخمس الكبرى ومبابى يطارد بقوة

اشتباكات مسلحة وفوضى أمنية فى ليبيا.. فرار أخطر السجناء من سجون طرابلس

تفاصيل زلزال "نص الليل".. سكان القاهرة والمحافظات يشعرون بهزة أرضية بقوة 6.4 ريختر.. البحوث الفلكية: قوى نسبيًا.. واستغرق أقل من 20 ثانية.. ورصدنا هزتين ارتداديتين.. والهلال الأحمر: لم ترد بلاغات بوقوع أضرار

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى