مجيد طوبيا.. قلب لا تحتمل خفته

محمد عبد الرحمن
محمد عبد الرحمن
محمد عبد الرحمن

ذهبت مساء الخميس الماضى إلى الاحتفالية التى أقامتها مؤسسة "بتانة" الثقافية للأديب والروائى الكبير مجيد طوبيا، بمناسبة بلوغه الثمانين من عمره،  وكانت الأمسية رائعة تجمع حول الرجل أحباب وتلاميذ وقراء، جاءوا فقط كى يهنئوا الأديب الكبير بيوم ميلاده، كاشفين بوجه أو بآخر نسيان المؤسسة الرسمية لقيمة الرجل وتاريخه.

بالطبع كان هدفى الأساسى رؤية مجيد طوبيا، أن أراه فى مكان عام، أن أسمع مبدع "أبناء الصمت" خاصة أنه لاذ هو أيضا بالصمت فى سنواته الأخيرة، وقد ظهر الرجل بقامة قصيرة، يقاسم ظهره انحناءه تلازمه من أثر الزمن، جلس على المنصة فى منتصفها بالضبط محاطا بالأحبة، بينما راح الجميع يتبارون من أجل الاحتفاء بصاحب "تغريبة بنى حتحوت"، وبأعماله وإبداعاته، كل ذلك ومجيد طوبيا صامت لم يتحدث إلا قليلا، يقلب نظرات هادئة بين المتحدثين والحضور، أحيانا يكون  شاردا، يدخن فى شراهة واضحة، غير عابئ بشىء ولم يكترث بشىء، بعض الذكريات الجميلة التى قالها الأصدقاء كانت ترسم على وجهه ابتسامة، لكنه سرعان ما كان يعود إلى وحدته، كأنما قلبه متعلق بشىء آخر أو باحثا عن شيء آخر صغير لا تحتمل خفته.

أثناء الندوة، وبينما الجميع يتحدث عن إبداع "مجيد"، فى عالمى الأدب والسينما، ظهرت طفلة صغيرة فى الصف الأول، أخذت تلهو وتضحك وتغنى لا يعنيها من هذا العالم شىء، ما أن لمحها "مجيد" حتى اتسعت ابتسامته بشكل واضح، وتحرك قليلا فى جلسته كأنه يستعد للقيام من مكانه انتظر أن تأتيه الصغيرة، تمنى أن تقترب فيداعبها، وأراد أن يسترجع معها ذكريات طفولة ولت.

لسببا ما أخذت والدة الطفلة، الصغيرة وتراجعت بها إلى الخلف، ربما اعتقادا منها أن الصغيرة تكاد تفسد الاحتفالية بلهوها، تراجعت الأم وصغيرتها إلى الخلف، وتراجع معاها حضور "مجيد"، لكنه ظل يبحث بعينيه وقلبه عن الطفلة التى رآها سريعا واختفت، كأنها ملاك جاء لتوه من السماء، بالطبع الطفلة لم تتوقف عن الحركة، وكلما تعالى صوتها، يبتسم "مجيد"، وكأن صوتها الرقيق يداعب قلبه، تسكت الطفلة، يعود مرة أخرى للشرود، وما أن تحدث صوتا آخر، حتى تعود الابتسامة مرة أخرى سريعة إلى وجهه، باحثا عنها، غير عابئ بكل هؤلاء الذين جاءوا إليه، وكأنه ود بداخله أن يحتفل مع تلك الصغيرة احتفالا من نوع خاص، احتفال أرق وأصغر يليق بمقام طفلة فى عامها الثالث.

الطريف أن الصغيرة ظهرت متأنقة ومرحة، كأنها قررت هى الأخرى أن تحتفل بالـ"مجيد" الذى أكمل عامه الثمانين، وجعلته يتمنى أن يطير ويود أن يعود شابا ولو دقائق معدودة من أجل الاحتفال معا.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

التعليم: تحصيل 50 جنيها مقابل خدمة التعليم التفاعلى و25 جنيها للمنصات

موسم رحيل الأساطير فى ملاعب العالم.. شيكابالا ومعلول ومودريتش الأبرز

ملخص وأهداف مباراة بالميراس ضد تشيلسي فى كأس العالم للأندية 2025

الزمالك يستعد للموسم الجديد بلائحة قوية من إعداد يانيك فيريرا

ترامب مرحبًا برد حركة حماس: قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة خلال أيام


اعترافات لصوص محتويات سيارة فى القاهرة: نسرقها بأسلوب كسر الزجاج

المحكمة الدستورية تفصل بعد قليل فى دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم

الكلام يبدأ من 10 ملايين دولار.. الأهلى يفتح المزاد على وسام أبو على

شيكابالا أحدث أبطال فيلم "كابتن بدرجة إعلامى فى ملعب الفضائيات" بعد الاعتزال

اليوم عاشوراء.. صيامه سنة نبوية تكفّر ذنوب عام مضى


تصل إلى الحبس 7 سنوات.. عقوبة تنتظر السائق المتسبب فى حادث الطريق الإقليمى

3 حالات يجوز فيها للطفل الحصول على معاش شهرى.. تعرف عليها

الزعيم عادل إمام يغيب عن حفل زفاف حفيده.. صور

قدم الآن.. فرص عمل فى تأمين محطات المترو بمرتبات تصل لـ10 آلاف جنيه

موعد انطلاق الدورى المصرى في الموسم الجديد 2025- 2026

وائل القباني: رفضت طلب الرمادي بمشاركة زيزو مع الزمالك أمام بيراميدز فى نهائى الكأس

رامى إمام يحتفل بزفاف حفيد عادل إمام بحضور المقربين

فلومينينسي ضد الهلال.. شباك الزعيم تستقبل الهدف الثانى فى الدقيقة 70 (فيديو) وصور

محمد فؤاد يغنى "أنا بين إيديك" لابنته وزوجها فى حفل زفافهما (صور)

الفصل فى دعوى عدم دستورية طرد المصريين وغير المصريين بقانون 1977

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى