بريطانيا تسقط فى "فخ أمريكى" صممه بولتون في تورطها مع إيران.. كاتب بالأوبزرفر: لندن غرقت فى وسط أزمة دولية غير مستعدة للتعامل معها بسبب "بريكست".. واحتجاز الناقلة كشف عزلتها الدبلوماسية وهشاشتها العسكرية

كتبت رباب فتحى
قال الكاتب البريطانى سيمون تيسدال، إن جون بولتون مستشار الأمن القومى بالبيت الأبيض وأحد الصقور فى الإدارة الأمريكية هو من يقود المواجهة الأمريكية مع إيران، ومع محاولته الحثيثة لترويض طهران لا يهتم بمن قد يتعرض للأذى، حتى وإن كان هذا الضرر الجانبى يشمل حليفًا وثيقًا مثل بريطانيا.
 
 
 
وأضاف أن بولتون عندما سمع أن قوات البحرية الملكية البريطانية استولت على ناقلة نفط إيرانية قبالة جبل طارق في يوم الاستقلال الأمريكي، كانت فرحته كبيرة، حيث قال عبر تغريدة على موقع "تويتر" إن "الأخبار الممتازة: احتجزت المملكة المتحدة ناقلة النفط العملاقة جريس 1 المحملة بالنفط الإيراني المتجه إلى سوريا في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي".
 
واعتبر فى مقاله بصحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، أن رد فعل بولتون المبهج عكس أن احتجاز الناقلة كان مفاجئًا، لكن بالنظر إلى  الأدلة يتبين أن العكس هو الصحيح، وأن فريق بولتون للأمن القومي كان متورطًا بشكل مباشر في تصنيع حادثة جبل طارق. 
 
وأوضح أن ما حدث هو أن السياسيين المحافظين، المشغول انتباههم باختيار رئيس وزراء جديد، والمنافسة على السلطة، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، "تعثروا في فخ أمريكي"، متابعا: "باختصار، يبدو أن بريطانيا نصب لها فخا".
 
وأضاف تيسدال أن عواقب قضية جبل طارق أصبحت واضحة الآن، بعد أن أدى الاستيلاء على ناقلة جريس 1 مباشرة إلى احتجاز الحرس الثوري الإيراني يوم الجمعة ناقلة بريطانية، ستينا إمبيرو، في مضيق هرمز. على الرغم من أنها لم تقدم صلة واضحة، فقد تعهدت إيران سابقًا بالرد على "قرصنة" جبل طارق البريطانية. وهى الآن انتقمت. 
 
واعتبر الكاتب البريطانى أنه نتيجة لذلك، غرقت بريطانيا في وسط أزمة دولية غير مستعدة للتعامل معها، فالتوقيت لم يكن أسوأ لاسيما أن رئيس الوزراء البريطانى، وهو من المفترض بوريس جونسون، سيدخل داونينج ستريت هذا الأسبوع، فى الوقت الذى كثر فيه الحديث عن أن بريطانيا على شفا خروج غير منظم من الاتحاد الأوروبي ما يعزل أقرب شركائها الأوروبيين، كما أن علاقتها بأمريكا فى عهد ترامب متوترة بشكل فريد.
 
 
وأضاف الكاتب أن الكثير من هذا القلق كان يمكن تجنبه، حيث إن بريطانيا عارضت قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران، وهو ما أثار أزمة اليوم. وراقبت بقلق سياسة ترامب-بولتون المتمثلة في فرض "أقصى ضغط"، والتي تنطوى على عقوبات عقابية وفرض حظر على شحنات النفط، وهى السياسة التى جعلت حتى أكثر الإيرانيين اعتدالا، متشددين. 
 
ولكن حتى في الوقت الذي دعمت فيه بريطانيا محاولات الاتحاد الأوروبي لإنقاذ الصفقة النووية، حاولت تيريزا ماي وجيريمي هانت، وزيرة الخارجية، أن يدعما كلا الاتجاهين - للحفاظ على معسكر ترامب، حيث أيديا علنًا شكاوى واشنطن من أنشطة إيران النووية "المزعزعة للاستقرار" وبرنامج الصواريخ، وهاجما إيران عندما تجاوزت القيود النووية المتفق عليها.
 
ولكن فشلت بشكل كبير، الحكومة في تعزيز الحماية للسفن التي ترفع العلم البريطاني التي تعبر الخليج بعد هجمات مايو ويونيو. كان هذا جزئيًا لأن البحرية الملكية المستنفدة تفتقر إلى القدرة على القيام بدوريات كافية. لكن ذلك كان أيضًا لأن المسئولين كانوا يخشون أن ترفع بريطانيا من صراعها المسلح مع إيران عبر تعزيز صورتها العسكرية.
 
لكن بالنسبة لبولتون، فإن جذب بريطانيا بشكل لا لبس فيه إلى جانب أمريكا كان نتيجة مرغوبة. لذلك عندما بدأت أقمار التجسس الأمريكية المكلفة بالمساعدة في منع صادرات النفط الإيرانية بما يتماشى مع الحظر العالمي الذي فرضه ترامب، في تتبع جريس 1 في طريقها، كما يزعم، إلى سوريا، رأى بولتون فرصة.
 
واعتبر الكاتب أن انتقام إيران عن طريق خطف ناقلة النفط ستينا إمبيرو قد كشف عزلة بريطانيا الدبلوماسية وهشاشتها العسكرية والاقتصادية.
 
وقد نصحت الحكومة السفن البريطانية بتجنب مضيق هرمز، وهو اعتراف بأنها لا تستطيع حمايتهم. لكن ما بين 15 و30 ناقلة تحمل العلم البريطاني تعبر المضيق كل يوم. إذا توقفت التجارة، فقد يكون التأثير على أسعار الطاقة حادًا.
 
وأضاف تيسدال أن نداء هانت للحصول على الدعم الدولي لبريطانيا لم يلق آذانا مصغية، باستثناء فرنسا وألمانيا، حيث لم تظهر الصين واليابان ودول أخرى تعتمد على النفط من الخليج أي مؤشر على المساعدة. لا تتضمن خطة الولايات المتحدة لتشكيل تحالف متعدد الجنسيات لحماية الملاحة الخليجية سوى عدد قليل من المشاركين. وفي الوقت نفسه، فإن وعد ترامب بدعم بريطانيا له قيمة عملية ضئيلة - ويتحمل مخاطر متأصلة.
 
وختم الكاتب مقاله قائلاً إن مناورة بولتون نجحت. على الرغم من مخاوفها، انضمت بريطانيا إلى خط المواجهة بين واشنطن وإيران.
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة الأهلي وغزل المحلة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

جثمان الراحل تيمور تيمور يغادر المستشفى متجها إلى القاهرة

تشييع جنازة الراحل تيمور تيمور بعد صلاة ظهر اليوم من مسجد المشير

من الصغر للكبر.. كريم عبد العزيز نجم صنع المجد فى السينما وحطم الأرقام القياسية

ملخص وأهداف مباراة ريال مايوركا ضد برشلونة 3-0 فى الدورى الإسبانى


اللحظات الأخيرة فى حياة تيمور تيمور.. أنقذ ابنه من الغرق قبل وفاته غرقا

أشرف زكى يكشف سبب رحيل مدير التصوير تيمور تيمور: توفى غرقا

استعدوا لأهم الظواهر الفلكية.. خسوف كلى للقمر يراه الوطن العربي في هذا الموعد

موعد آخر موجة حارة فى صيف 2025.. الأرصاد تكشف حقيقة بداية الخريف

وفد من وزارة الثقافة ونقابة الممثلين يزور نجوى فؤاد فى منزلها بعد استغاثتها


تعاون جديد بين أحمد سعد وياسمين عبد العزيز.. فيديو وصور

هنادي مهنا تعيش نشاطا فنيا بمسلسل وفيلمين

بوتين: روسيا تفضل وقف القتال فى أوكرانيا وقمة آلاسكا جاءت فى وقتها

الداخلية تضبط 2 تيك توكرز تقدمان محتوى رقص بحوزتهما أقراص مخدرة.. فيديو

فيلم ريستارت يحتل المركز التاسع ضمن قائمة الأفلام الأكثر تحقيقًا للإيرادات

محافظ القاهرة يشكل لجنة هندسية لبيان مدى تأثير حريق بحى بولاق على العقار

بركاتك يا أم النور.. الآلاف يشاركون فى احتفالات صوم السيدة العذراء بكنيستها الأثرية بمسطرد.. الأنبا مرقس: لها مكانة خاصة فى نفوس المصريين.. وراعى الكنيسة: محطة تاريخية فى مسار العائلة المقدسة بمصر.. صور

وزيرا خارجية مصر والجزائر يبحثان تطورات الأوضاع في غزة

الأقصر للسينما الأفريقية يطلق استمارة قبول الأفلام لدورته الخامسة عشرة

فيلم الشاطر يحقق 80 مليون جنيه خلال شهر من عرضه بالسينمات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى