صور.. مواطن بالدقهلية يشتكى: الصرف الصحى يهدد منزلى بالانهيار

الدقهلية سارة الباز

الإثنين، 22 يوليو 2019 06:00 ص

منزل عم سيد الجندى، مهدد بالانهيار فى أى لحظة بسبب الإهمال، والتقصير فى تنفيذ مشروع الصرف الصحى من أجل تحقيق أعلى المكاسب، حتى ولو كان الثمن هو إزهاق أرواح الأبرياء.

تصدع فى الطريق العام وجدران المنزل

يقول الحاج سيد الجندى: حدث انهيار فى بيارة الصرف الصحى الموجودة أمام منزلى بالشارع الرئيسى فى مدخل مدينة تمى الأمديد وتسببت فى حدوث تصدع بأرض الشارع بالطريق العام، وامتد لمسافة 12 مترا حتى وصل للرصيف ثم جدار وأرض مدخل البيت، فتقدمت بشكوى وجاءت لجنة من شركة المياه والصرف الصحى، ولم يتمكنوا من تحديد السبب، وأرسل مجلس المدينة لى إخطارا بقرار إخلاء المنزل برقم 292 بتاريخ 12/6/2019، وحينما سألتهم أخبرونى أن هذا إجراء هدفه حمايتهم لوجود خطورة، وتحسبا لحدوث انهيار للمنزل.

الانهيار يتكرر

وأضاف بأن انهيار البيارة تسبب فى نزولها 2.5 مترا عن سطح الأرض، وتم إغلاق الشارع خوفا من وقوع أحدهم فيها، وتم تحويل مسار الطريق بمعرفة مجلس المدينة لشارع آخر، لافتا إلى تكرار المشكلة بشكل شبه دورى كل ثلاثة شهور، ليتم الردم بالزلط والرمل دون معالجة السبب الحقيقى للهبوط، وتتكرر المشكلة فى نفس المكان وفى بيارات أخرى فى شارع مجاور على بعد 100 متر، وأخرى على بعد 300 مترا.

وأشار إلى تضارب الأقوال وإلقاء جميع الأطراف بالمسئولية على بعضها، وقال: شركة المياه والصرف الصحى تؤكد أن السبب ليس له علاقة بالصرف، ومجلس المدينة يؤكد كذلك أنه ليس له علاقة بالمشكلة مع العلم بوقوعه خلف منزلى، ومديرية النقل والمواصلات كذلك.. إذن فأين المشكلة، ومن المسئول عن الحل؟.

الرجل يستغيث بالمسئولين.. ولا حياة لمن تنادى

وأوضح "الجندى" أن المنزل ليس قديما إذ تم بناؤه فى عام 1995م، ومكون من 5 طوابق، وفى وقت بنائه كانت تمى الأمديد ما تزال قرية، ولا يوجد بها صرف صحى، وكان الأهالى يعتمدون على الطرنشات، والآن بعد أن أصبحت مدينة يوجد فى الشارع عمارات تضم 10 و12 طابقا.

وأشار إلى تقدمه بالعديد من الاستغاثات والشكاوى عبر الخط الساخن بمحافظة الدقهلية، وشركة المياه والصرف الصحى، وقام بالاعتصام مع أسرته داخل مقر مجلس المدينة لكن دون جدوى.

الخبراء يؤكدون: إهمال مهندس الصرف الصحى هو السبب.. وانهيار المنازل المحيطة وارد

تعددت الأقاويل وكثرت علامات الاستفهام حول ما إذا كان السبب جيولوجى، أم هندسى، أم له علاقة بوجود منطقة أثرية بالمدينة؛ لذا توجهت اليوم السابع بالسؤال للخبراء المختصين، فجاءت إجاباتهم كالآتى:

يرى الدكتور محمود لطفى ليلة، مدرس الجيولوجيا تحت السطحية بكلية العلوم بجامعة المنصورة أن الصدع موجود فى الطبقة السطحية من الأرض والأسفلت؛ لذا فهو مرتبط ببيارة الصرف الصحى، والسبب هو إهمال مهندس الصرف الصحى، ووجود خطأ إنشائى فى البيارة نفسها.

ويؤكد المهندس الاستشارى محمد نجيب، على أن سبب المشكلة هو وجود تهريب لمياه الصرف تحت الأرض، الأمر الذى يؤدى إلى سحب التربة خصوصا إذا كانت ناعمة وضعيفة، فتنهار بعد فترة تتناسب عكسيا مع كميات المياه المتسربة، فكلما زاد التسريب تكرر الانهيار للبيارة وتصدع الأرض والمبانى على فترات قصيرة متقاربة، خصوصا إذا رافقه تسريب من مواسير مياه الشرب، لافتا إلى أن المسئولية تقع بشكل أساسى على عاتق المهندس المنفذ لمشروع الصرف والمشرف عليه، لأن الخطأ خطأ فى الإنشاء والتنفيذ، وتم تمريره دون إصلاح أو محاسبة من قبل المشرف على تنفيذ المشروع.

وشدد على ضرورة الكشف على مواسير المياه والصرف الصحى وحل المشكلة بشكل جذرى وفقا للشروط والمواصفات الهندسية الصحيحة؛ لتجنب وقوع كارثة محققة بانهيار المنزل المقابل للبيارة، ليس هذا فحسب، بل وربما باقى المنازل المحيطة به؛ لأن انتشار المياه المتسربة سواء من الصرف الصحى أو مياه الشرب سريع الانتشار فى التربة، وسيمتد إلى المنازل والمناطق المحيطة.

وفاة 3 وإصابة آخر بحادث بيارة الصرف الصحي

جدير بالذكر وقوع حادث ببيارة قرية صدقا المجاورة لتمى الأمديد منذ حوالى شهر توفى على إثرها 3 عمال من بينهم أب وابنه، وإصابة ابنه الثانى نتيجة انهيار الأعمدة الخشبية المقامة داخل البيارة أثناء محاولتهم تسليك البيارة بعد ارتفاع منسوب المياه.

وتلقى اللواء محمد حجى، مدير أمن الدقهلية إخطارا من مأمور مركز تمى الأمديد يفيد بوصول كل من عبد الرحمن كامل 51 سنة، مقيم أشمون بمحافظة المنوفية، ونجله محمود 27 سنة، وهشام صالح خضر، 24 سنة، مقيم بالقنطرة شرق الإسماعيلية، جثث هامدة، بالإضافة إلى إصابة محمد عبد الرحمن كامل، 25 سنة بالاختناق، لمستشفى تمى الأمديد العام.

وتم إسعاف الأخير، وتبين أن الأب المتوفى هو المقاول المسئول عن المشروع من الباطن، وأن سبب الوفاة هو الغرق داخل بيارة صرف صحى، أثناء محاولة تسليكها لارتفاع منسوب المياه بها، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة.