القارئة نورهان حاتم البطريق تكتب: كابوس التنسيق وعقدة كليات القمة

مكتب التنسيق
مكتب التنسيق

وتتوالى  سلسلة  تعقيدات  الثانوية  العامة، فما  أن  انتهينا  من  مشاهد  وقوف الأمهات  أمام  اللجان، مروراً  بفترة  امتحانات  دامت  إلى  أكثر  من  شهر والتى تباينت  فيها  آراء  الطلاب  حول  صعوبة  الامتحان  فى  بعض المواد و سهولة البعض  الآخر منها، وتضارب  الأقاويل  بين  مؤيد  ومعارض،  ورصد  حالات  من  البكاء  والانهيار على  شاشات  التليفزيون عقب  انتهاء الامتحان، وصولاً  إلى  إعلان نتائج  الثانوية  العامة، حيث  حالة  من  التوتر سادت  البيوت  المصرية خلال  الأيام  القليلة  الماضية، واستعمر الخوف  قلوب أولياء  الأمور، وكذلك دب  القلق  فى  نفوس  الطلاب  بسبب  حالة  الانتظار  الطويل  التى  قضوها بين  مراكز  الانترنت  وأمام  شاشات  الحاسوب  والهاتف  الخلوي، مترقبين مصيرهم الذى سيحسم  فى دقائق معدودة، والذى  يعد بالنسبة لهم  مسألة  حياة أو موت، فهو  بمثابة خطوة  إما  أن تساعد على  تحقيق  الحلم، وإما أن تشيعه لمثواه  الأخير.

 

الثانوية العامة ليست نهاية العالم، إنما  مجرد  خطوة فى  رحلة  تعليمية  طويلة، فمن لم  يحالفه  الحظ  فى  الحصول على  نتيجة  مرضية، فهذا  لا يعنى  أن  الدنيا  قد  انتهت، ولكن  قد  تكون البداية  التى  تضعك  على  الطريق  الصحيح، مشكلتنا  لا تكمن  فى  المجموع  البسيط  ولكن  فيما  ترسب  فى  عقولنا  من  قديم  الزمان  بشأن  الركض  وراء  كليات  الطب  والهندسة، لاسيما  أن  هذه  الكليات  لا يلتحق بها إلا أوائل  الثانوية العامة وأصحاب  النتائج  المرتفعة.

 

نحن  لا ندفع  أبناءنا  لدراسة  ما يرغبون  به بحيث  تكون  الحصيلة  النهاية  هو  الالتحاق  بالكلية  التى يتوقون  الانضمام  إليها، إنما  نجعلهم ينكبون على  مكاتبهم لساعات طويلة  من  أجل  الحصول  على  مجموع  مرتفع  وحسب، دون النظر إلى حجم  الإجهاد  والتعب  الذى يتعرضون له، وما يتلقونه  من  ضغط  نفسى وتشويش  فكرى  أثناء تلك السنة الدراسية، فمازال  السواد  الأعظم  يتعامل  مع  الثانوية على  أنها سنة  المصير ، وليست  مجرد  بوابة  عبور  ينتقل  بها  الفرد  من خلالها  إلى  دراسة  ما يروق  له، وكذلك  أيضا  مازال الأغلبية العظمى تقيس مدى  تفوق  أبنائهم، وفقاً  لمعايير  التنسيق، فإذا  كان  المجموع  يفوق  متطلبات  التنسيق  من درجات، فهذا  يعنى اجتهاد  ابنه  وتميزه، و ما  دون  ذلك  يعنى  هزيمة ساحقة  للأب  وفشل  ذريع  للابن، دون  الالتفات  لميول  الطالب  أو  رغباته  حتى  وأن ما حصل  عليه  يتماشى  مع  ما  يحلم  بدراسته.

 

أثق  تمام  الثقة  لو أن كليتى  التجارة والآداب  تتطلب مجموعا  أكبر من  كليتى  الطب  والهندسة، لقطع  الطلاب أميالاً لكى ينضموا إليها، وكذلك  لتهافت  عليها اولياء  الأمور من  قبلهم  محفزين  إياهم  للالتحاق بها، لا شأن للمسألة  بمجموع  يتخطى  95%، إنما  بعادات  وتقاليد مقيتة وأعراف لعينة  توارثنها  عبر الأزمنة  المتعاقبة  والعصور  المختلفة  تتعلق  أكثر  بالواجهة الاجتماعية، و المكانة  بين أفراد  العائلة  والأقارب.

 

حققوا  أحلامكم أنتم، وليست  أحلام التنسيق، انضموا إلى  الكليات  التى  كنتم  تحلمون  بها منذ  نعومة  أظافركم،ولا تنساقوا وراء ما سيقوله  الناس  عنكم، واضربوا بالعادات  والتقاليد عرض  الحائط، وابحثوا  عن  هويتكم  وما يحقق تميزكم  حتى  وإن  خالف ذلك ميول الناس وأهوائهم.

 

 

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

على الحجار يحيى حفلا غنائيا فى ساقية الصاوى.. 24 ديسمبر

10 إجراءات من مركز المناخ لإنقاذ القمح المتأخر.. تعرف عليها

كواليس مفاجأة مونتيري المكسيكى لـ"أهلى البدري" لحرمانه من تكرار إنجاز المونديال

الفوز الأول.. كأس عاصمة مصر تفتح باب الحلم لسيراميكا أمام الأهلي

موعد بداية كأس أمم أفريقيا ومواعيد مباريات منتخب مصر.. إنفوجراف


انهيار سد فى ولاية واشنطن.. والسلطات الأمريكية تصدر أوامر إخلاء للسكان

محافظ القليوبية: المنازل المجاورة للسكة الحديد لم تتأثر بسقوط الحاويات

غرامة تصل لـ 5 ملايين جنيه عقوبة نشر أخبار خاطئة عن الطقس

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا والقناة الناقلة

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق


الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

شرط وحيد من الأهلى للموافقة على رحيل مصطفى شوبير للاحتراف الخارجى فى يناير

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

مصرع فلاح أثناء درس محصول الفاصوليا البيضاء بالمنوفية

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

منتخب المغرب يكتسح الإمارات بثلاثية ويتأهل الى نهائى كأس العرب 2025

رسالة غضب من ترامب إلى نتنياهو بسبب غزة وسوريا.. ماذا قال البيت الأبيض؟

كاثرين درايسديل تصنع التاريخ كأول سيدة تفوز بماراثون الجليد في القارة الجنوبية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى