فى الذكرى الأولى لمقتل الأنبا ابيفانيوس.. جرح الكاتدرائية لم يندمل.. تلميذ متى المسكين قدم دمه فداءً للرهبنة.. ورحيل رئيس دير أبو مقار يحرك الماء الراكد فى نهر الكنيسة لتنفتح أبواب العلم والجدل

الأنبا آبيفانيوس
الأنبا آبيفانيوس
كتبت سارة علام

عام قد انقضى أو مر، على مقتل "الأنبا آبيفانيوس" أو قارورة الطيب كما لقبه تلاميذه من الباحثين أو أخوته من الرهبان، قارورة الطيب تلك قد انكسرت فظل عطرها يفوح ويسرى فى ماء الكنيسة الراكد، وكأن مقتل رئيس دير أبو مقار على يد اثنين من الرهبان قد حرك ما كان ساكنًا، وفتح الطريق أمام من كان ينتظر.

201807300346304630
 

كان عامًا قلقًا، اجتازته الكنيسة القبطية مستندة إلى إرث طويل من العبور فوق الأزمات بل والوثوب فوقها، فظلت صامدة ألفى عام لا يهزها ريح ولا يزحزحها الزمن إلا أن العام هذا قد غير كثيرا فى شكل الكنيسة المعاصرة، أو إنه مرحلة انتقالية ما بين عصر وعصر.

بوفاة الأنبا آبيفانيوس، انفتح باب العلم أمام شباب الباحثين من الأقباط لقراءة ما تركه الأسقف الراحل، إذ حرص طوال حياته على العمل فى صمت، يقرأ الكتب، يحقق الأبحاث، ويصدر الدراسات فى دير الأنبا مقار الذى يعتبر بمثابة جامعة بحثية للكنيسة القبطية، هذه العزلة الاختيارية جعلت من الشيخ الراحل رجلا معروفا فى الأوساط العلمية، مجهولا لدى عموم الأقباط الذين اعتادوا الاستماع لعظات آباء الكنيسة المشاهير، نجوم الوعظ على المنابر، أو رجال عصر البابا شنودة الذين تولوا مقاليد الأمور فى الكاتدرائية كالأنبا بيشوى مطران كفر الشيخ الراحل، والانبا يؤانس أسقف أسيوط الحالى وسكرتير البابا شنودة، والانبا إرميا سكرتير البابا شنودة أيضًا، وغيرهم الكثير من أساقفة إيبراشيات الأقاليم ممن حرصوا على الظهور فى فضائيات الكنيسة وصعدوا على منابرها.

حادث القتل الرهيب، دفع عوام الأقباط للتعرف على ما تركه الأسقف الراحل من كتب ومعرفة تباينت ما بين تحقيق التراث والترجمة عن لغات الإنجيل القديمة مثل اليونانية والعبرية ومن بينها كتاب مفاهيم انجيلية، وسفر التكوين "الترجمة السبعينية بالمقارنة مع النص العبرى والترجمة القبطية، وخولاجى الدير الأبيض – ترجمة عن اللغة القبطية ودراسة، والقداس الباسيلى – النص اليونانى مع الترجمة العربية، وتحقيق لكتاب بستان الرهبان أشهر كتب الرهبنة القبطية.

201907260146394639
 

رحيل الأسقف دفع تلاميذه وأخوته بدير الأنبا مقار، لإتاحة كتبه بصيغ إلكترونية على المواقع المسيحية المتخصصة، بالإضافة إلى تسجيلات صوتية لأشهر عظاته وأفكاره، بينما أصدر دير بوزى الإيطالى كتابا عن حياته فى ذكرى الأربعين إذ كان الأسقف الراحل على صلة بالدير يتبادل مع آبائه الكتب والأبحاث والترجمات، وقد سبق وأن حضر مؤتمرا عقده الدير منذ ثلاثة أعوام فى ذكرى وفاة القمص متى المسكين.

كذلك، فإن الذكرى الأولى لوفاته قد شهدت إصدار كتاب ثالث، بعد كتاب ثانى أصدرته مكتبة الإسكندرية للدراسات المسيحية يتصدر غلافه صورة الأسقف المغدور ويضم أبرز كلماته ودراساته وأفكاره

 

كيف حركت وفاة الأنبا آبيفانيوس الماء الراكد فى الكنيسة؟

كان الأسقف الراحل يتبنى شباب الباحثين فى اللاهوت والعقيدة القبطية كأب روحى وعالم جليل، يقرأ لهم ويشجعهم ويساعدهم بما أوتى من علم ومعرفة فى حقول اللاهوت بتلك القدرات المعرفية الهائلة التى امتلكها، أصر التلاميذ على استكمال مسيرة الأسقف الراحل وظهرت أسماء جديدة على منابر الوعظ الكنسى مثل أمجد بشارة وكيرلس بشرى وموريس ميخائيل بالإضافة إلى شباب باحثى مدرسة الإسكندرية للدراسات المسيحية التى يشرف عليها الراهب القس سيرافيم الباراموسى، فضلا عن عدد من المبادرات الشبابية لدراسة اللاهوت والعقيدة المسيحية بعيدا عن أسوار الكنيسة الرسمية مثل مبادرة اليثيا التى يقوم عليها عدد من الشباب لتبسيط المصطلحات الكنسية والبحث فى التراث الآبائى.

لم يقتصر الدور الذى لعبته قضية الانبا آبيفانيوس، على شباب الكنيسة من باحثى اللاهوت بل امتدت لتشمل العودة لتراث الكنيسة الآبائى على مستويات متعددة أهمها الرهبنة القبطية، إذ قاوم الانبا آبيفانيوس طوال حياته ما رأى إنه انحرافا عن رهبنة القرون الأولى واعتبر فى الحوار الذى أجراه مع آباء دير بوزى الإيطالى أن المال أصل كل الشرور وتسبب فى إفساد الرهبنة، بالإضافة إلى رأيه الواضح تجاه تولى الرهبان مناصب الكهنة معتبرا أن هذا الأمر تسبب فى حروب داخل الأديرة وهو الأمر الذى دفع البابا تواضروس لإيقاف منح الرهبان الرتب الكهنوتية لمدة ثلاث سنوات ضمن مجموعة قرارات عرفت باسم قرارات ضبط الرهبنة.

وفاة الانبا آبيفانيوس جرح وعلامة فى تاريخ الكنيسة القبطية، ورغم قسوة الحادث الذى انتهى بحكم إعدام على الراهبين "إشعياء وفلتاؤس المقارى" إلا أن الكنيسة أفادت منه أكثر مما خسرت، وأكدت لشعبها وللتاريخ إنها صخرة قوية لا تهزها ريح قادرة على المقاومة والصمود مثلما فعلت طوال ألفى عام مضت.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

العرفـاوي وبن حمودة يصلان مصر وينضمان لمعسكر غزل المحلة الثلاثاء المقبل

وزارة العمل تعلن عن 80 فرصة عمل للمعلمين فى مدرسة لغات بالمنوفية.. تفاصيل

الزمالك يعلن التعاقد مع البلجيكى يانيك فيريرا لمدة موسم واحد.. فيديو

وزير الدفاع الإسرائيلى يعترف: يوم صعب سقط فيه يائير إلياهو وآساف زمير فى غزة

شريهان فى أحدث ظهور لها أثناء حضورها العرض المسرحى "يمين فى أول شمال"


ليفربول يقيم مراسم تكريم جوتا وشقيقه في أنفيلد بأكاليل الزهور.. صور

مع بدء تلقى أوراق المرشحين.. اعرف مواعيد إجراءات انتخابات مجلس الشيوخ

موعد معسكر منتخب مصر استعدادا لمباراتى إثيوبيا وبوركينا فى تصفيات كأس العالم

وفاة سائق قطار 43 سنة تعرض لنوبة قلبية بعد توقفه بمحطة التحرير بالبحيرة

وسام أبو على لصفقة الزمالك المنتظرة من المطار: أراك قريباً


موجة شراء إسرائيلية لعقارات قبرص تثير القلق.. والأحزاب تحذر: قد نفقد بلادنا

غدا.. المحكمة الدستورية تفصل فى دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم

وظائف جديدة بمرتبات تصل 13 ألف جنيه فى قطاع الكهرباء.. التفاصيل

شعار سوريا الجديد يشعل ضجة بين الرافض والمؤيد.. فماذا تعرف عنه؟

صفقة قوية.. تطورات جديدة فى ملف انتقال وسام أبو على إلى الريان

جنوب سيناء جنة البحر والصحراء.. رأس سدر والطور واحات هادئة لعشاق الاسترخاء.. شرم الشيخ ورأس محمد وجهتان عالميتان للغوص.. ودهب ونويبع وطابا لآلئ خليج العقبة.. ووادى فيران واحة خضراء بين الجبال.. صور

سلمى أبو ضيف تكشف سر تقديم فيلم "إن شالله الدنيا تتهد"

بالميراس ضد تشيلسى فى مواجهة ثأرية بمونديال الأندية

مفاوضات فى الأهلى لإنهاء أزمة أحمد عبد القادر

بعد رفض التصالح.. متى يتم الفصل فى قضية الحجر على أموال نوال الدجوى؟

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى