سوق برقاش بريء من تعذيب الجمال.. تاجر: الجمال مستوردة وشحنها يسبب عصبيتها وممكن تؤذى بعضها.. سعر الجمل يبدأ من 5000 جنيه وأفضل أنواعه السوداني.. جزار: الجمل المكسور يقل سعره.. والشحان: الجمل قوى ولازم شدة معاه

سوق برقاش بريء من تعذيب الجمال

منة الله حمدى

الأربعاء، 03 يوليو 2019 08:00 م

سوق مفتوح فى أرض ترابية على مساحة ما يقرب من 25 فدانًا، مجموعات من الجمال فى كل مكان خارج سور السوق وداخله، عليها علامات بألوان مختلفة وإحدى أرجلها الأربعة مربوطة من المفصل، سيارات الربع نقل تقف على جانبي الطريق، هذا رجل يمسك بعصاه ويقف أمام جماله، وآخر يمسك بحبل طرفه الآخر مربوط بعنق الجمل يسير به فى الطريق، وعلى الجانب الآخر مجموعة من الرجال يدفعون أحد الجمال لركوب صندوق السيارة لترحل، وهذا الرجل يرفع صوته داخل المزاد ليبيع بضاعته، حركة دءوبة من البيع والشراء منذ فجر يومى الجمعة والأحد حتى مغربهما داخل "سوق برقاش للجمال"، والذى يعد أكبر سوق للجمال فى مصر والشرق الأوسط حيث يوجد فى قرية برقاش مركز إمبابة محافظة الجيزة.

حقيقة ما نشر السوشال ميديا من تعذيب للجمال

ترى ما هى آلية العمل داخل هذا السوق الذى لا تتوقف فيه الحركة ولا الشائعات؟ خاصة بعدما تداول رواد إحدى مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" صورًا لجمال معذبة تحمل عنوان "انقذوا جمال برقاش" محمد وجيه أحد تجار سوق برقاش يوضح لـ"اليوم السابع" طبيعة حركة البيع والشراء داخل السوق، وما مدى حقيقة هذه الصور التى هزت مشاعر الجميع، يقول محمد: الثروة الحيوانية فى مصر تفتقد لحيوان الجمل، حيث يتم إستيراده من بعض الدول الأفريقية مثل "السودان، الصومال، كينيا، جيبوتى، إثيوبيا" وأثناء نقلها من الدولة المصدرة حتى وصلها لمصر فإن الحيوان يمر بمراحل شحن يتم فيها رفع الجمل فى الهواء مسافة حوالى 5 أمتار عن سطع الأرض بالونش فيجعله يشعر بالخوف والشدة وعدم اللين مع "الشحان"، وأحيانًا أخرى يتم نقل الجمال في جرار يستوعب حوالى 20 جملا ما ينتاب أحدها حالة من العصبية يبدأ من خلالها فى ضرب وعض باقى الجمال فيؤذيها وقد يؤدى فى النهاية إلى موت أحدها، هذا ما حدث فى واقعة الصور التى نشرت على السوشيال ميديا، فغير المعقول أن يؤذى التاجر "أكل عيشه ومصدر رزقه".

سوق برقاش (4)

سوق برقاش

أسباب ربط إحدى أرجل الجمل

يكمل "محمد" حديثه: هناك بعض الجمال تكون قوية وعفية لدرجة عدم قدرتنا على السيطرة عليها، لذلك نقوم بربط إحدى أرجلها كى تكون حركتها بسيطة، فلو تركناها من الممكن أن تؤذى الناس داخل السوق "تجرى وراها، تضرب حد على دماغه تموته، ترفس برجلها أى حد" خاصة أنه يوجد فى السوق أطفال كثيرة من أبناء التجار، كما أن هناك أيضًا جمال هادئة بطبعها تجلس ولا تتحرك إلا لتأكل.

سوق برقاش (1)

سوق برقاش

أحد الجزارين: ما نشر على الإنترنت لا أصل له من الصحة

ويقول عبد الله محمود أحد الجزارين داخل السوق: نعرف جيدًا أن التاجر لا يمكن أن يؤذى بضاعته، لأنه إذا وجدنا حيوانا مكسورا أو به أى تغير سواء كان ظاهريا أو مخفيا فإن سعره يقل على الفور وهذا يؤذى بضاعة التجار، وإن ما حدث فى السوق ونشر على مواقع التواصل الاجتماعى لا أصل له من الصحة، كل ما يمكن أن نفعله من عنف مع الجمل هو ضربه بالعصا كى يكون لين معانًا فى الحركة لأن هناك جمال عنيدة وعنيفة.

سوق برقاش (3)

سوق برقاش

عامل "شحان": الجمل بطبعه قوى وعنيف لابد من إظهار الشدة

أما أحمد جابر يعمل "شحان" داخل السوق فقال: الجمل بطبعه قوى وعنيف لابد من إظهار الشدة معه كى نقدر على التعامل معه، كثير منها يضرب ولكن بالعصا فإذا تركناه يمكن أن يقتل أحدًا منا، خاصة أننا لسنا أصحابه الأصليين نحن نتعامل معه فى حدود بسيطة مثلًا: ننقله من مكان لآخر داخل السوق، نفرزه مع الجزار الذى سيشتريه، أو نشحنه فى السيارة التى ستنقله إلى مكانه الجديد سواء كان نقل إلى محافظة أخرى أو المجزر الذى سيتم ذبحه فيه، لذى الجمل يكون تعامله معنا عنيف وعنيد يحتاج للشدة، ولكننا لن نقدر على أذيته خاصة أن صاحبه يكون موجودًا وأيضًا الجزار وكل التجار والمشترين داخل السوق.

سوق برقاش

أنواع الجمال واستخدامها فى مصر

ونعود إلى محمد وجيه، تاجر جمال حيث يضيف: للجمل نوعان "العربي" وهذا له سنام واحد ويعيش بمناطق شمال أفريقيا والصحراء الكبرى والشرق الأوسط وصحراء الربع الخالي، والنوع الثاني منها ذات السنامين التي تعيش في منطقة آسيا الوسطى، وهناك جمال لها "وبرة" خفيفة وأخرى كثيفة.

سوق برقاش (7)

سوق برقاش

هناك العديد من الجمال خاصة بـ"الركوب" فقط وتوجد فى الصحراء ومنطقة الهرم حيث يعشق ركوبها السائحون، وهذه يجب ألا يكون فيها أى مشاكل سواء فى "خف" الجمل أو أرجله فقد يمكن أن يعرض الراكب للخطر، وهناك جمال "التحميل" وهذه تكون بأكثرية فى منطقة صعيد مصر حيث يستغلها المزارعون هناك فى حمل محصول القصب، وأخيرًا الجمال التى نعمل فيها وهى الشائعة فى البيع والشراء وهى جمال "العلف والذبيح" عن جمال "العلف" فيجب آلا تكون سمينة وأن تكون عريضة جدًا وذلك كونها ستدخل فى مرحلة العلف وهذه غالبًا يعلف فى منطقة الصعيد حيث إنها تعلف هناك ثم تأتى إلى السوق مرة أخرى لتباع للجزار، أما جمال "الذبيح" فتأتي من بلد المصدر معلوفة جاهزة للذبح وهذه يقوم الجزار بشرائها مباشرة.

سوق برقاش (9)

سوق برقاش

تاجر جمال: نستهلك ما يقرب من 5000 جمل سودانى كل أسبوع

ويضيف: يسمى الجمل فى مصر ببلد المنشأ بمعنى أن هناك "جمل إثيوبي، سودانى، صومالى، كيني، جيبوتي" والأفضل فيهم هو الجمل السوادني بسبب نظافة مرعاه ولذلك هناك إقبال من المصريين على شرائه، ثم يليه الجمل الصومالى، حيث يستورد المصريون من السودان كل أسبوع ما يقرب من 5000 جمل يتم بيعها داخل سوق برقاش، ومن جيبوتى والصومال حوالى 10000 جمل شهريًا.

سوق برقاش (10)

سوق برقاش

سعر الجمل الصغير يبدأ من 5000 جنيه والكبير يصل إلى 35 ألفًا

أما عن الأسعار الجمال فقال: يبدأ سعر البيع للجمل الصغير من 5000 إلى 7000 جنيه مرورًا حتى يصل للجمل الكبير بسعر 25 أو 27 ألف للجمل الذى يشتريه الجزار للذبح مباشرة، أما عن الجمل الذى يتم علفه فى الصعيد فيرتفع سعره إلى 30 و35 ألف جنيه لأنه يكون الأفضل بسبب مرعاه النظيفة والتى تستمر مدة 3 أشهر.

سوق برقاش

عُمر الجمل لا يتعدى الـ40 عامًا ويحدد من أسنانه

وعن عمر الجمل فقال محمد وجيه تاجر جمال فى سوق برقاش: العمل داخل السوق إما بالمزاد العلنى وهذا فى حالة كثرة الجمال داخل السوق والمزاد يساعد فى بيعها بسرعة، وإما عرض الجمال على الجزار ويبدأ الفصال حتى نصل لسعر مناسب.

وتابع: عُمر الجمل يتراوح ما بين 30 إلى 40 سنة، والأفضل للذبيح الذى يتراوح عمره من 3 إلى 5 سنوات، ويعرف عمر الجمل من أسنانه فإذا كان "كاسر جوز" يكون عمره 5 سنوات "كاسر أربعة" عمره من 7 إلى 8 سنوات "كاسر 6" عمره من 14 إلى 15سنة وهكذا.

سوق برقاش

ممكن نعمل بفتيك وبرجر وشاورما من اللحمة الجملى

يقبل المصريون على شراء اللحوم الجملى خاصة من المناطق الشعبية والأرياف وصعيد مصر، والمفضل منها لحمة الجمل الصغير والتى لاتأخذ مدة تسويتها على النار 45 دقيقة فقط، ويمكن تصنيعها إلى عدة أنواع مختلفة منها "بفتيك، سجق، برجر، ستيك، شاورما، كفتة، وشوى، بجانب لحمة الخضار".