الفنان الكبير يوسف شعبان يفتح خزائن أسراره لـ"اليوم السابع": العندليب رفض مشاركتى فى "معبودة الجماهير" وطلب مقابلتى قبل وفاته.. حلمى رفلة رشحنى للبطولة أمام فاتن حمامة فقالت "مش هينفع ده هياكلنى قلمين"

- لهذه الأسباب ابتعدت عن السينما
- اعترضت على تعاون نادية لطفى مع مخرج ضعيف فقالت: "لو معاك 5 جنيه ابعتهالى"
وقف الطفل الصغير الذى لم يكمل بعد عامه العاشر أمام ميكروفون الإذاعة لأول مرة فى مدرسته الإسماعيلية الابتدائية، اختاره مدرس اللغة العربية بعد أن لاحظ قوة شخصيته وصوته وسلامة لغته ليلقى كلمة فى الإذاعة بمناسبة المولد النبوى.
ورغم قلة أفلامه السينمائية مقارنة بأعماله الدرامية تبقى مشاركاته فى عدد من روائع الأعمال السينمائية دليلا على طاقاته الفنية التى لم تستغل بكاملها، فالنجم الذى امتلك مواصفات الجان فى شبابه حتى وإن لم يحصل على أدوار البطولة أو الفتى الأول وقف أمام عمالقة الفن وشاركهم أقوى الأفلام، فمن ينسى جلال العريس فى «أم العروسة»، وسلامة فى «بياعة الجرايد»، وفرج فى «زقاق المد»، ورؤف فى «حمام الملاطيلى»، وعصام فى «الثلاثة يحبونها»، وعباس فى «الرصاصة لا تزال فى جيبى»، والوزير أحمد ثابت فى «هدى ومعالى الوزير»، وطلعت الحلوانى فى «كشف المستور»، ويوسف فى «قضية سميحة بدران» والعقيد مدحت فى «ليلة القبض على بكيزة وزغلول»، وغيرها عشرات الأدوار المتنوعة.
بداية الرحلة فى حى شبرا
جلس الفنان الكبير يحكى عن بداية الرحلة فى حى شبرا مسقط رأسه: «أنا الابن الكبير لأسرتى وماكنش فى حد فى العيلة عنده ميول فنية».
يضحك قائلا: «أبويا كان بيحب يغنى، ودنه حلوة لكن صوته وحش، وفى بداية تعليمى التحقت بمدارس المحافظة على القرآن الكريم حتى سن 10 سنوات وحفظت أجزاء من القرآن ساعدتنى على سلامة اللغة العربية وبعدها انتقلت لمدرسة الإسماعيلية بشبرا».
التحق الفنان يوسف شعبان بكلية حقوق عين شمس: «منذ أيامى الأولى فى الكلية رأيت لافتة أيضا على لوحة الكلية بأن من يرغب فى الانضمام لفريق التمثيل يأتى بعد انتهاء المحاضرات إلى بوفيه الكلية، فذهبت ووجدت سعد أردش وكرم مطاوع ونجيب سرور وإسلام فارس وصلاح السقا وسعيد عبدالغنى وابراهيم نافع الذى أصبح فيما بعد كاتبا صحفيا ورئيسا لتحرير الأهرام، وكان الفنان حمدى غيث يقوم بإخراج مسرحية هاملت والبطل كرم مطاوع، وشارك فيها نجيب سرور، وشاركت فيها وأتقنت دورى، ونصحونى بالالتحاق بمعهد التمثيل لأنهم جميعا التحقوا بالمعهد إلى جانب الدراسة بالكلية، وبالفعل التحقت بالمعهد وتقدم معى آلاف، ولكنهم اختاروا 10 فقط وكنت أنا منهم بعدما اختبرنى الفنان الكبير حسين رياض، وبعدها تركت كلية الحقوق فى الصف الثالث وتفرغت للدراسة بالمعهد».
أول الرحلة واعتراض العندليب
يحكى الفنان الكبير عن بداية الرحلة وأول خطواته فى عالم الفن: «عندما وصلت للسنة الثالثة بمعهد التمثيل كنا نتقابل فى نقابة الممثلين وكانت عبارة عن شقة فى شارع 26 يوليو كانت ملكا للفنانة تحية كاريوكا، وتبرعت بها لتكون مقرا للنقابة، وكان مساعدو الإخراج بيختاروا طلبة من المعهد للأدوار الثانوية ورشحنى حسن إبراهيم مساعد هنرى بركات مع 3 زملاء لدور فى فيلم «فى بيتنا رجل» واختارنى بركات للدور، وتعرفت على الفنان عمر الشريف ولما عرف أنى فى المعهد كان بيسألنى بتدرسوا إيه ونشأت بيننا صداقة».
وبتأثر يقول يوسف شعبان: «شوفى شفافية الفنان وأخلاقه ونقاء قلبه مش عاوز حد يزعل منه، وعندما ذهبت وجدت حليم فى السرير وأخذته بالحضن، فقال لى يعنى إنت مش زعلان منى، فأقسمت بأولادى أننى أحبه ولا أحمل له سوى كل تقدير، وضحكنا معا وبعدها سافر العندليب وتوفى فى لندن».

الوتد
الجان الشرير وسيدة الشاشة العربية
سألناه عن الغيرة الفنية بين نجوم هذه الفترة خاصة أنه كان يحمل مواصفات الجان بما يمتلكه من وسامة وقدرات فنية فأجاب قائلا: «زمان كانت المنافسة لا تصل للخلاف وكنا نهنئ بعض على الأعمال الناجحة ونشجع بعض».
يكشف الفنان الكبير أن المخرج حلمى رفلة رشحه للبطولة فى فيلم المعجزة أمام فاتن حمامة، ولكنها لم تكن شاهدته فى أى دور وطلبت صوره وعندما رأته قالت: «أنا فى الفيلم باسيبه وامشى وده شكله لو سبته ومشيت هياكلنى قلمين»، ورشحت بدلا منه الوجه الجديد عمرو الترجمان: «وقتها كان عمر الشريف سافر برة بعد انفصاله عن فاتن حمامة، وكانت تعتقد أن لها الفضل فى اكتشاف عمر الشريف وتريد إثبات أنها يمكن أن تصنع نجما جديدا، فصممت على عمرو الترجمان ولكنه لم ينجح ولم يمثل سوى فى هذا الفيلم فقط».
معبودة الجماهير
صداقة العمالقة
يشير يوسف شعبان إلى أنه شارك عمالقة الفن فى العصر الذهبى ومنهم شادية وفاتن حمامة وماجدة وهند رستم وسميرة أحمد، وبعدهم نادية لطفى وسعاد حسنى التى شاركها ثلاثة أفلام: «الناس كانت بتحترم العمل والمواعيد كنت أذهب قبل موعد التصوير بنصف ساعة وأفاجئ بأن شادية وصلت من ساعتين وعملت ماكياج، واستعدت للمشهد فكنت أخجل من نفسى، وكان هناك رقى فى التعامل وحب وإنسانية وعلاقات طيبة».
«كانت تربطنى بالجميع علاقة طيبة ولكن أصدقائى كانوا من خارج الوسط الفنى من الصحفيين والكتاب».

رأفت الهجان
حمام الملاطيلى
يتحدث عن دوره فى فيلم حمام الملاطيلى والذى قام فيه بدور شاذ قائلا: «أنا أول ممثل شرقى مسلم يقوم بدور شاذ جنسيا، وهى الشخصية التى أخذ عنها رامى مالك جائزة الأوسكار مؤخرا، وقتها كان محمد الدسوقى ابن شقيقة أم كلثوم رئيسا لمؤسسة السينما، وكنت مرشحا لنيل جائزة عن هذا الدور، وقال لى إن اللجنة خافت أن تمنحنى الجائزة رغم حصولى على أعلى الأصوات حتى لا يقال إن منح الجائزة تشجيع للشذوذ».
هجرة السينما
يؤكد أنه رغم بداياته القوية ابتعد عن السينما لفترة طويلة وركز فى الدراما بعد أن أصابها الوهن: «أغلب مكاتب الإنتاج فى نهاية الستينيات والسبعينيات والثمانينيات سافر أصحابها للبنان، وكان الإنتاج ضعيفا والأفلام هزيلة، ولم يسعدنى أن أعمل خلال هذه الفترة، وعانى الفنانون من ظروف صعبة والكثيرون قبلوا أعمالا ضعيفة بسبب الظروف الاقتصادية».يحكى الفنان يوسف شعبان عن أحد المواقف التى لا ينساها قائلا: «قرأت خبرا خلال هذه الفترة بأن الفنانة الكبيرة نادية لطفى ستقوم ببطولة فيلم مع مخرج ضعيف، فاتصلت بها وسألتها: صحيح هتشتغلى مع فلان ده مخرج ضعيف، فردت عليا ردا لا أنساه، قائلة: لو معاك 5 جنيه ابعتهالى، فسكتت ولم أنطق».

Trending Plus