المنتخب والكرة والتشجيع.. الغضب المشروع والهرى المصنوع!

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم أكرم القصاص
كرة القدم تقوم على الانحياز والعواطف والمبالغة، ومع «الشوشيال ميديا» تتضاعف هذه المشاعر، وتختلط المبالغة مع المزايدة، فمواقع التواصل تضم بشرا بدرجات مختلفة، فيهم الطبيعى وتنوعات من التراكيب النفسية والعقلية، مع نوعيات أخرى من المبالغين والمنفسنين ولجان تلعب دورا مرسوما، وتشبه مواقع التواصل مرايا السيارات فى كونها لا تعرض الصور بحجمها الطبيعى ولكن بتأثير بؤرة المرايا.
 
نقول هذا بمناسبة الضجة التى ترتفع وتنخفض فى عالم التواصل تفاعلا مع المنتخب الوطنى للكرة، وهى ضجة لا ترتبط فقط بالموقف من أداء الفريق الفنى وما يعانيه من تفكك وضعف فى المباريات، لكن فى حجم الخشونة والتى تصل إلى السب والمعايرة والتهديد والمزايدة المتجاوزة للنقد إلى اللعنات، لدرجة أن أى كلمة أو بوست يكتبه أحد نجوم المنتخب يقابل برد فعل لا يساويه فى المقدار وإنما يبدو أضخم مما ظهر.
 
كثير من ردود الأفعال الغاضبة من سلوك أحد اللاعبين مفهومة فى سياقها الاجتماعى، وبعضها مبالغ فيه، ولا علاقة له بالحدث بقدر ما له علاقة بمزايدة أو انتقام أو ادعاء مبالغ فيه، والدليل أن القضية غادرت اللاعبين إلى حرب اختلط فيها «الحابل بالنابل والثائر بالمزايد، والناشط بالنائم، والنسوى بالحقوقى»، وبدا الأمر فرصة لاستعراض العضلات البلاغية، والتعبيرات الخشبية، واستعراض من ضمن استعراضات المعايرة المتبادلة التى لاتصل إلى أى شاطئ.
 
وكان يمكن للحدث كله أن يمر لو بقى فى سياق الجدل الكروى المبالغ بطبعه، لكنه تطور إلى أحد حروب «ناشط والغبراء»، وانقسم المتناقشون إلى فرق وجبهات وشلل تتكلم فى وقت واحد وبصوت مرتفع، وضاعف من الضجيج أن الحدث وكأس الأمم جاء فى ظل استقطاب صنعته جماعة الإخوان التى تحول كل حدث إلى «نحن وهم»، وتبحث عن جنازة تشبع فيها «هريا»، مع أكبر قدر من صناعة الضجيج لدرجة إجبار مستخدمى التواصل إلى المقارنة بين لاعب اعتزل من سنوات ونجم فى قمة تألقه، وهى محاولات تكاد تتكرر كل حين بتمحك وتنطع يخلو من المنطق، لكنه يسود لوجود احتقان ذاتى يجعل البعض مستعدا لتبنى أى موقف «عكننة» يسهم فى تهدئة غدد التنظيم البالونى وقنوات الاحتقان الخارجى.
 
ووصلت حالة الاحتقان السوشيالاتى، لأن يظهر مخرج حديث العهد، ليهدد فريق المنتخب كله بأنه سوف يخرج فيلما يهاجم فيه الفريق والمواقف والنجوم، وطبعا كان يخاطب الخارج وليس الداخل، وجاء الردع من السوشيال ميديا نفسها واضطر للتراجع أمام انتقادات أشارت إلى مزايدته وتعاليه.
 
وبالرغم من أن الجمهور دائما له حق النقد والغضب والمحاسبة النظرية، فقد كان المخرج وأمثاله كاشفين عن حالة من الغرور والتعالى تصل إلى حد معايرة اللاعبين، وهى حملات تتجاوز النقد وحق الجمهور إلى تربص مقصود، ضمن حملات «العكننة» المنحازة، والتى تخلط بين السياسة والكرة، لتضر بالاثنين مثلما كان موقف بعض الألتراس ولايزال، حيث يتحول بعضهم إلى أدوات فى الهتاف المصنوع والاستعراض التافه فى المدرجات، وهى مواقف لا علاقة لها بالكرة والتشجيع والتعصب، لكن لها علاقة بتصرفات اللجان والتسييس المقصود، لإفساد المناسبة التى تفرح الجمهور، حتى لو غضب مرات يعود وفيا لمنتخبه.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

معلومة قانونية.. تعرف على عقوبة دفن جثة بدون تصريح

موعد انطلاق الجولة الثانية من بطولة كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة

مانشستر سيتى يخشى مفاجآت الكأس أمام برينتفورد فى غياب عمر مرموش

هل يشترط امتلاك توكتوك للتقديم فى منظومة الإحلال والحصول على السيارة الكيوت؟

موعد مباراة الزمالك وحرس الحدود فى كأس عاصمة مصر


تصعيد أمريكى خطير ضد فنزويلا.. ترامب يعلن حصار كراكاس

مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 17-12-2025 والقنوات الناقلة

نتيجة مباراة جوادالاخار ضد برشلونة فى كأس ملك إسبانيا

مواعيد إجازة نصف العام 2026 لصفوف النقل والثانوية والإعدادية

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة


محمد عبد الله مطلوب فى الدوري البرتغالي.. واللاعب يحيل العروض للأهلي

شبورة وأمطار على عدة مناطق.. تفاصيل طقس اليوم الأربعاء 17-12-2025

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور

أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية

منتخب مصر يهزم نيجيريا 2 - 1 فى البروفة الأخيرة قبل أمم أفريقيا.. صور

تعرف على أصوات محمد صلاح وحسام حسن فى جائزة ذا بيست

أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

التأمين الصحى الشامل.. خطوات الاشتراك ومزايا الرعاية الطبية المتكاملة للأسرة

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت

أحمد صلاح وسعيد يعودان للقاهرة بعد فسخ التعاقد مع طائرة السويحلى الليبى

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى