درس الخروج من بطولة أفريقيا

عادل السنهورى
عادل السنهورى
بقلم : عادل السنهورى
كان خروج المنتخب الوطنى من دور الـ16 لبطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم قاسيا ومؤلما وحزينا ومريرا على جموع الشعب المصرى، التى ملأت جنبات استاد القاهرة فى كل مباريات المنتخب، ولم تبخل بالتشجيع وبث روح الحماس والهمة فى نفوس لاعبى مصر.
 
الدولة بكل أجهزتها لم تقصر فى شىء وحققت المعجزة فى التجهيز لتنظيم البطولة فى أقل من 5 شهور لدرجة الإدهاش والإبهار الذى شهد به العالم وليست أفريقيا فقط ولم يكن باقيا سوى اللعب بالروح والعزيمة والهمة من لاعبى المنتخب لتقديم صورة مشرفة للكرة المصرية أمام مليار مشاهد حول العالم، لكن جاءت الرياح المسمومة من اللاعبين بما لا تشتهى سفن الجماهير المتحمسة والمتعطشة للفرحة والسعادة.
 
لم نشاهد فى الملعب - باستثناءات قليلة جدا من اللاعبين - سوى فريق مهلهل فاقد للروح والحماس والهمة.. عديم المسئولية الوطنية لا يستحق ارتداء شعار وطنه الكبير عليه جدا أو ترديد نشيده القومى الذى طالما أبكى الملايين وبث فى عروقهم الغيرة والحمية. لم نر شيئا من ذلك فى أسماء نالت أكثر من حقها ماديا وإعلاميا واجتماعيا وهم فى النهاية ليسوا إلا "شوية عيال" لم تقدر حجم المسئولية الملقاة على عاتقهم وحجم الأمل المتعلق بأقدامهم.. لاعبون يفتقدون لأبسط قواعد اللعبة وتتخلى عنهم الثقافة العامة والكروية أيضا.
 
فالمسألة ليست مجرد لعبة كرة قدم على العشب الأخضر ولكنها مسالة أكبر خارج الملعب من إعداد بدنى ونفسى وعقلى، أى إعداد الشخصية الوطنية المصرية الجديرة باللعب باسم مصر.. القصة فى العقل والوجدان قبل القدم، وأختلف مع الكثيرين بأن كرة القدم مجرد لعبة لالهاء الشعوب.. على العكس تماما بل أصبحت الكرة لعبة سياسية وصناعية وسياحية أيضا وكل الحكومات الديمقراطية وغير الديمقراطية فى العالم تهتم بها منذ نشأتها، والأمثلة كثيرة.
 
نحن خسرنا البطولة قبل أن نلعب.. خسرناها خارج الملعب بسوء الاختيارات والمجاملات والدلع والفوضى داخل المعسكر.. خسرناها بالتخلى عن الأخلاق والقيم والمبادئ وضعف الادارة والروح الانهزامية والاستسلام والفهلوة و"البزنسة" والعمولات.
 
الحكاية ليست مجرد هتافات وجمهور متحمس فقط ودعاء ملايين المصريين، وإنما إدارة مؤهلة صارمة وإعداد جيد واختيارات لائقة للعب باسم وطن يضحى من أجله عشرات الشهداء، فالملعب مثل ميدان المعركة لا بد أن يخوض فيه رجال أبطال أشداء أقوياء وليس "عيال" فوضويين عبثيين مغرورين.. حاولوا بدموع كاذبة تغطية فشلهم فى الملعب.. بكوا كالنساء على ضياع بطولة لم يلعبوا من أجلها كالرجال.
 
لعله يكون درسا قاسيا رغم مرارة الحزن على الخروج من البطولة التى ما زلنا نفتخر بحسن وروعة تنظيمها.. درسا نتعلم منه وبشدة وليست حالة غضب وموجة حزن وستمر – كما يتوقع الكثيرون - وتعود ريمة إلى عادتها القديمة المألوفة ويعود كل شىء إلى فساده وفوضويته.
 
درسا نتعلم منه أن لكل شىء علم وإدارة وتخطيط وإعداد جيد والتزام وانضباط ودقة فى التنفيذ، وليست فهلوة وفتونة ودعاء لا يجدى بدون عمل جاد وشاق.
 
ليست منظومة الرياضة فقط التى تحتاج إلى تغيير شامل، فهناك منظومات أخرى تحتاج إلى نفس التغيير.
عموما.. الصورة ليست قاتمة وإنما هناك جزء كبير منها مشرق ومضيء يتجسد فى الإدارة الفنية المتخصصة فى تنظيم البطولة وهو ما يجب البناء عليه فى جعل الرياضة صناعة تدر دخل قومى.. مصر فازت باستضافة البطولة تنظيمها الرائع المدهش وخسر منتخبنا الفاشل.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزير الرياضة ومحافظ بورسعيد يشهدان ختام الدورة العربية الأولى للاتحادات العربية النوعية

الأهلي يستفسر من لجنة الحكام عن سبب طرد محمد هاني فى مباراة فاركو

الرئيس السيسى يطلع على مؤشرات الأداء المالى لعام 2025/2024.. إنفوجراف

إعلام عبرى: على الجيش الإسرائيلى الاستعداد لأكمنة محكمة حال اجتياح غزة

جوهرة المتوسط.. موقع سفر عالمى: العلمين الجديدة تنافس أهم وجهات السياحة الأوروبية


أستون فيلا ونيوكاسل يفتتحان الموسم بالتعادل سلبي وأول حالة طرد بالدوري الإنجليزي

حقيقة إعلان المحكمة الرياضية قرارها بشأن شكوى بيراميدز

حجز مالك السيارة المتهم بإصابة 4 أشخاص وإتلاف 3 سيارات بكوبرى أكتوبر للتحريات

مؤتمر بلا أسئلة.. انتقادات ترامب لتجاهل أسئلة الصحفيين بعد القمة مع بوتين

ترامب يسلم رسالة من زوجته ميلانيا إلى بوتين خلال قمة ألاسكا.. وهذا ما فيها


مصطفى شوبير يحتفل بارتداء شارة قيادة الأهلى: "شرف ما بعده شرف"

محطة الركاب السياحية بميناء الإسكندرية.. تضم 4 أرصفة بحرية وتستقبل مئات السائحين من مختلف الجنسيات.. وتستقبل أكثر من 8000 سائح فى ذات الوقت.. وتُقدم أفضل الخدمات.. صور

مؤسس المطبخ العالمي خوسيه أندريس يصل قطاع غزة لتقديم الطعام للسكان.. صور

وزارة التعليم: حظر تحصيل أية مبالغ مالية من أولياء الأمور

كليات مسار الطب وعلوم الحياة بالبكالوريا بعد التصديق على قانون التعليم

أشرف داري يواجه شبح الرحيل عن الأهلي خلال ميركاتو الشتاء

عيد ميلاد مادونا.. ما لا تعرفه عن قصة حبها مع مايكل جاكسون وسبب عدم زواجهما

أحمد شريف والدباغ يقودان هجوم الزمالك في التشكيل المتوقع أمام المقاولون

غزل المحلة يتسلح بالجماهير أمام سموحة اليوم في الدورى

وزير الدفاع الإسرائيلى يوجه رسالة تحذير إلى رئيس وحكومة لبنان

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى