دوامة التضخم تقود إيران لحذف أصفار العملة.. وإنقسام بين الخبراء

جاء قرار إجراء جديد لتخفيف الأعباء الاقتصادية فى إيران والحيلولة دون انهيار اقتصادى، بحذف 4 أصفار من عملتها الوطنية الريال، وتغير مسماه إلى تومان، ليقسم الداخل الإيرانى، وبالنسبة للحكومة فإن الإجراء سيقود إلى الحفاظ على فاعلية العملة الوطنية وخفض تكاليف طبع الأوراق النقدية والحد من مشكلة الأعداد الضخمة في التبادل اليومى، وأعباء عد العملة والمسكوكات النقدية وحمل المبالغ الكبيرة منها، لكن الاقتصاديين كان لهم رأى أخر.

الانقسام بدى واضحا فى إعلام طهران بين السياسيين والخبراء الاقتصاديين وحتى بين صحف التيار السياسى الواحد وتعددت مظاهره، فصحيفة آرمان ملى الاصلاحية، رأت فى مانشيتها، أن العملة الجديدة ستكلف ميزانية الدولة نحو 3000 مليار تومان.

لكن فى الصحيفة نفسها، قال يحي آل اسحاق الرئيس السابق لغرفة التجارة فى طهران، فى مقاله تحت عنوان "الأثار الإيجابية لحذف الأصفار" أن القرار جيد وفى وقته، وسيترتب عليه اثار دولية وعلى الداخل الإيرانى، وله اثار ايجابية فى ابعاد مختلفة.. ورغم إقراره بأن تغيير وطباعة الأوراق النقدية الجديد ستكون مكلفة، لكنه رأى أنها اجراءت يمكن حلها.

أما صحيفة افتاب يزد، فنقلت عن الخبير الاقتصادى حسين راغفر، رفضه للخطوة، معتبرا أنها لا تصب فى صالح البلاد لأنها سترفع من نسبة التضخم فى أى مكان تم تطبيقها فى العالم حتى فى أوروبا رغم استقرار اقتصادها.

وأكد الخبير الاقتصادى الإيرانى على أن حذف الأصفار سيؤدى إلى زيادة التضخم بشكل أكبر فى الوقت الراهن حيث السياسات غير السليمة للحكومة والبرلمان، مذكرا بأن البلدان التى اتخذت هذه الخطوة قامت قبلها باجراءات كى يتم السيطرة أولا على التضخم.

وحذر من القيام بحذف اصفار العملة الإيرانية فى الوقت الراهن، لأن ذلك سيبدد قيمة العملة الجديدة، وسيكلف الدولة مبالغ ضخمة لإحلال العملة الجديدة محل القديمة.

من جانبها، نقلت صحيفة ابتكار عن مهدى مفتح متحدث لجنة التخطيط والموازنة العامة، الذى رأى أن الاجراء ليس سى، بل لأن بلاده تفتقد للاستقرار الاقتصادى وتعانى من تذبذبات حادة فى سوق العملة، فان حذف 4 أصفار من عملتها الأن من الممكن أن يشدد الأزمة الاقتصادية.

وكتبت صحيفة حمايت أن حذف 4 أصفار لن يقوم بمعجزة للاقتصاد الإيرانى، وتساءلت صحيفة خراسان على تأثير القرار على جيوب الإيرانيين، ورأت أن القرار لن يؤثر على الاقتصاد، وحتى على الأسعار بل سيكون تأثيره مقتصر على الجانب النفىى فقط باسقاط الاصفار الكثيرة للعملة.