سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 10 أغسطس 1950.. الملك فاروق يبدأ رحلته الصيفية إلى أوروبا والصحف تتسابق لنشر فضائحه فى فرنسا بسهراته مع الراقصات والغوانى

الملك فاروق
الملك فاروق
توقف الدكتور محمد حسين هيكل باشا رئيس مجلس الشيوخ المصرى فى العاصمة الفرنسية باريس، أثناء عودته من العاصمة الإيرلندية «دبلن»، حيث كان يشارك فى مؤتمر «الاتحاد البرلمانى الدولى»، فشاهد وسمع وقرأ ما يجعله يطأطأ رأسه خجلا.
 
يذكر «هيكل باشا» فى الجزء الثانى من مذكراته: «اطلعت فى مجموعة الصحف الفرنسية عند أحد أصدقائى الفرنسيين على طائفة من المقالات والصور التى نشرت عن الملك فاروق فطأطات رأسى، واطلعت كذلك على بعض المجلات الأمريكية فإذا هى تنشر عن حوادث فاروق وتصفه بأقبح الصفات، ورأيت فى بعض مسارح باريس تعريضًا بالملك ومغامراته يندى لها الجبين، وسمعت من بعض معارفى – رجال وسيدات- ما وجهوا به حين عرف محدثوهم أنهم مصريون، فأثرت ألا أتعرض لمثل ما تعرضوا له، وزاد الطين بلة أن كانت الصحف الأوروبية والأمريكية تنشر عن التحقيقات التى كانت تجرى فى مصر عن الأسلحة والذخيرة الفاسدة التى اشتريت للجيش المصرى المحارمن يتابعها، وما يجعل المصريين المقيمين بباريس وبأوروبا يطأطؤن رؤوسهم خزيا وخجلا».
 
ب فى فلسطين، مما يندى له الجبين.. كانت صحف أوروبا تنشر من التفاصيل الخاصة بهذا التحقيق ما يزيد الدعاية ضد الملك وضد مصر إثارة لنفس كل 
كانت تصرفات الملك التى تحدثت عنها الصحف تتعلق بما فعله فى رحلته إلى أوروبا، ومثلت هذه الرحلة «قمة استهتاره وطيشه لتهوى به إلى القاع»، حسبما تذكر الدكتورة لطيفة سالم فى كتابها «فاروق وسقوط الملكية فى مصر»، مؤكدة أنه «سافر على اليخت فخار البحار فى 10 أغسطس» مثل هذا اليوم «1950» تحت اسم «فؤاد باشا المصرى» حتى يتمكن من إطلاق حريته كما يريد»، وتضيف: «طار كريم ثابت المستشار الصحفى للملك مع حسن عاكف طياره الخاص ليكونا فى استقبال «فاروق» فى أول ميناء يرسو فيه اليخت الملكى، ووصل اليخت إلى «دوفيل» بفرنسا، وكان قد حجز للملك وحاشيته 25 غرفة فى فندق «دى جولف»، وانتفت صفة السرية التى رغب فيها، وتخلى عن الاسم المزيف، ووقف أمام الفندق 60 صحفيا، حيث وجدوا المادة الصحفية التى تثريهم.. وبلغ عدد أفراد الحاشية 51 شخصا من بينهم 14 من رجال البوليس السرى، وصحب معه 13 سيارة كاديلاك وثلاث لوريات، وتعجبت الصحافة الأجنبية من مثل تلك الحاشية».
 
يؤكد هيكل باشا، أنه حين قرر فاروق أن يكون مصيف دوفيل هو مقره الرئيسى فى رحلته، وجعل نادى هذه المدينة مكان سمره وسهره ولعبه القمار، كما كان الحال فى نادى السيارات بالقاهرة، وما لبثت غانيات باريس، والفاتنات الدوليات – حين عرفن ذلك – أن هرع عدد كبير منهن إلى دوفيل، مؤمنات بأن ملك مصر يريد أن يقضى صيفه فى مرح ومسرة، وزادهن إيمانا أن دعيت الراقصة المصرية سامية جمال إلى دوفيل لتبعث برقصاتها إلى هذا المجتمع المصرى الفرنسى الدولى النعمة والنعيم»، ويذكر أحمد بهاء الدين فى كتابه «فاروق ملكا» عن «الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة»: «ألهبت أنباء قرب وصول فاروق إلى دوفيل مخيلة الغانيات فى المنطقة كلها، وهن يذكرن أن الملك يدفع فى العام الماضى 500 ألف فرنك لتلك التى تجالسه، وأنه يدفع ثلاثة ملايين فرنك «حوالى 3 آلاف جنيه» لتلك التى تتشرف برفقته حتى الصباح». 
 
تنقل «سالم» وقائع فضائح فاوق فى رحلته استنادا على صحف «الأهرام، وأخبار اليوم، وآخر لحظة، والبلاغ فى أعداد «11، 16، 19، 21، 24، 25 أغسطس عام 1950» أى فى الأيام التى تزامنت مع هذه الزيارة، ومما جاء فيها: «أقيم أول حفل فى دوفيل غنت فيه المغنية الفرنسية «أنى بيريه» أنشودة النيل»، وبناء على تحكيم الملك أعطاها جائزة مخصوصة، وهى ممن تلقى إعجابه إذ سبق أن غنت أمامه فى الاسكارابيه وتعلق بها، وترددت على القصر عن طريق «بوللى»، وفى الحفل رقصت الفنانة سامية جمال وهى الأخرى لها الحظوة لديه، بالإضافة إلى الفرقة الباريسية وراقصات نيويورك، وتسابقت الصحف الفرنسية فى وصف الحفل واعتبرته ليلة من ليالى ألف وليلة»، وينقل الكاتب الصحفى حلمى سلام فى كتابه «أيامه الأخيرة - قصة ملك باع نفسه للشيطان» بعض عناوين الصحف الفرنسية التى تنقل فضائح «فاروق»، ففى «فرانس بريس» خبرا يقول: «فاروق ينتزع السبق فى السباق فى دوفيل، ويخسر أربعة ملايين ونصف مليون فرنك فى نصف ساعة»، وتضيف: «اشترى فاروق بعض المجوهرات الثمينة من محلات فان كليف ولكن لم يعرف بعد، منى التى ستفوز بهذه المجوهرات – هل ستكون سامية جمال هى الفائزة، أو الراقصة سيرين أو جيمونا أو المغنية آنى برييه، إنه على كل حال يحمل المجوهرات فى جيب سترته الأيمن، ويقال إن سونيا عارضة الأزياء فى محلات كارفن ستكون هى الفائزة».
 
يضيف سلام: «كانت صحيفة «رادار» ترسل عيونها ليوافونها بما ستجد من شؤون الملك الخليع، لتنقل لقرائها خبرها اليقين»، «إن فاروق له راقصة مفضلة تماما مثل الملك هيرودس فى التاريخ القديم، أما سالومى الحديثة فاسمها سامية جمال، وقد شهدت دوفيل فى ليلة من ليالى الشرق الساخنة سامية جمال وهى ترقص حافية القدمين، فى ثوب مطرز بالفضة، وقد أرسلت شعرها يصرخ فى الهواء». 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

المصرى يبدأ فى إنهاء إجراءات السفر لتونس لانطلاق المرحلة الثانية من الإعداد

تعويض مليون جنيه لمطلق بسبب تهديد زوجته السابقة له.. اعرف التفاصيل

تعرف على مواعيد القطارات على خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الثلاثاء

محمد حماقى يُحيى سهرة غنائية بمهرجان جرش بداية أغسطس

نتنياهو: إيران كانت تدير سوريا والآن هناك فرصة لتحقيق الاستقرار والسلام


معلومات عن محاكمة المتهمين بقضية خلية المطرية.. بعد نظر أولى الجلسات

الأهلى يجهز بدائل "عادل وفيصل" فى صفوف اليد

انتحار نائب بالبرلمان الفرنسى شنقا فى منزله

غادة عادل وأبطال وتر حساس 2 يبدأون تصوير أول مشاهد المسلسل 20 يوليو

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 8 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة


جلسة مرتقبة فى الزمالك مع لاعبى العقود المنتهية فى صفوف اليد

بعد عام على استشهاده فى غزة.. العثور على رفات اللاعب رامز الكفارنة

زلزال بقوة 5 درجات يضرب البحر المتوسط قبالة سواحل تركيا

تعرّف على سبب تأخّر وصول آدم كايد بعد التوقيع الإلكترونى للزمالك

شركات المحمول: تأثير حريق سنترال رمسيس قيد التقييم.. وفرق الدعم تتابع

الحوثيون يغرقون سفينة تتعامل مع إسرائيل في البحر الأحمر بخمس صواريخ

شاهد مهارات شيكو بانزا نجم منتخب أنجولا ولاعب آستريا أمادورا المرشح للزمالك

رسميًا.. كالوم ويلسون يودّع نيوكاسل بعد خمسة مواسم

الهيئة الوطنية تعلن انتهاء اليوم الثالث لتقى طلبات الترشح لانتخابات الشيوخ

الدين مادة أساسية فى جميع المسارات ومادتان تخصص.. مواد 3 ثانوى بالبكالوريا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى