الأضحية فى الثقافات القديمة.. كيف عرف القدماء القرابين البشرية؟

عروس النيل أحد القرابين البشرية عند الفراعنة
عروس النيل أحد القرابين البشرية عند الفراعنة
كتب محمد عبد الرحمن
عرفت الحضارات القديمة، مثل الحضارة السومرية والبابلية والفينيقية واليونانية والرومانية وحتى المصرية القديمة، القرابين، وكانت تقدم لعدة أغراض، منها: إرضاء الآلهة وبالتالى اتقاء غضبها، أو الوفاء بالنذور، أو الشكر على النعم، أو توسل الغفران، أو فقط لمباركة الماشية أو المزروعات أو العائلة.
 
وظهرت فكرة القرابين البشرية فى الأديان الإبراهيمية الثلاث من خلال قصة الذبيح سواء أكان هو إسحاق بحسب الإيمان اليهودى والمسيحى، وكما جاء فى الكتاب المقدس، أو إسماعيل كما يؤمن المسلمون، حيث يحتلفون اليوم بعيد الأضحى المبارك، لكن يبدو أن ظهور فكرة القرابين البشرية موجودة منذ قديم الأزل.
 
وتعد فكرة القرابين من أهم الشعائر فى الديانات القديمة، وكذلك الأديان المتأخرة، وعليه يفترض العالم المذكور أن نشأة تقديم القرابين ترجع إلى بداية ظهور الدين فى حياة الإنسان، وذلك لأنها متمثلة فى جميع الأديان، ويرى أن غرض تقديم القرابين للآلهة هو توليد الرابطة الاجتماعية الوثيقة بين الإله والبشر، وذلك وفقا للكتاب " الأعياد في حضارة بلاد وادي الرافدين، للدكتورة راجحة خضر النعيمي.
 
وبحسب ما تذكره موسوعة "قصة الحضارة: الجزء الأول ص 144" للفيلسوف والمؤرخ الأمريكي ويل ديورانت، فإن القرابين البشرية عرفت منذ الإنسان البدائى، ومن الدلائل ما وجد فى جزيرة كارولينا فى خليج المكسيك، من تمثال معدنى كبير لإله مكسيكى قديم، وجد فيه رفات كائنات بشرية، لا شك أنها ماتت بالحرق قربنا لله، بحسب وصف المؤلف.
 
كما يذكر عن الإله "ملخ" وهو إله كنعاني قديم، كان الفينيقيون والقرطاجنيون، وغيرهما من الشعوب السامية، يقدمون له القرابين من بنى الإنسان.
 
ويرى المؤلف أنه ربما كان منشأ هذه العادة أكل البدائيين للحوم البشر، فظنوا أن الآلهة تستمرئ من الطعام ما يستمرئون، ولما كانت العقيدة الدينية أبطا تغيرا من سائر العقائد، ولما كانت الشعائر الدينية أبطا تغيرا من العقائد نفسها، فقد امتنع الإنسان عن أكل لحوم البشر، لكن بقى التقليد قائما بالنسبة للآلهة، وربما تغيرت تلك الشعائر بفضل تطور الأخلاق.
 
ويذكر الباحث السورى الدكتور محمد شحرور، فى كتابه " السنة الرسولية والسنّة النبوية: رؤية جديدة" أن القرابين البشرية شاعت فى عصر البابليين، إلى أن جاءت واقعة إبراهيم وابنه إسماعيل ليبطل الله هذه الشعيرية الوثنية، وينسخها بالقرابين الحيوانية.
 
ويوضح الكتاب أن القرابين فى عهد الفراعنة كانت تقدم لآلهة ظواهر الطبيعة كالخصب والقحط والسيول، بينما كانت تقدم عند اليونان لآلهة البراقين والزلازل والعواصف الرعدية، ومن اعتقد المصريون القدامى بأن النيل لا يجرى كل عام إلا بعد تقديم عروس جميلة عذراء يزفونها إليه يوم عيد الصليب ليرضى، وظلت هذه الشعيرة الفرعونية قائمة حتى جاء الفتح الإسلامى فى مصر على عمرو بن العاص.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إعلام عبرى: حدث أمنى صعب شمال قطاع غزة

عمرو أدهم: الرابطة استحدثت بندا يحصن قراراتها وسلبت الأندية حق الطعن عليها

إنجاز علمى.. تعديل الحمض النووى لطفل بعد ولادته لإنقاذه من مرض وراثى

جدول ترتيب "مجموعة الهبوط" فى الدورى المصرى.. الجونة يتصدر

محمد صلاح يفتح أبواب ليفربول أمام دي بروين


استقالة 5 وزراء فى حكومة الوحدة الوطنية انحيازا لإرادة الشعب الليبى

اليوم السابع يحتفى بعيد ميلاد الزعيم عادل إمام الـ85 بملف خاص

فرص عمل للمهندسين فى السعودية بمرتبات تصل إلى 147 ألف جنيه شهريا

رسميا.. وادى دجلة والمقاولون يصعدان للدورى الممتاز وأبو قير يكتسح السويس

أسرة العندليب تظهر جواب بخط يد حبيبة عبد الحليم تكشف حقيقة زواجه منها


أحمد مكي يعلن وفاة نجل شقيقته ويطالب جمهوره بالدعاء له

يسرا ولبلبة وميرفت أمين وشيرين نجمات في مشوار الزعيم عادل إمام

ترامب: لم أستشر إسرائيل قبل لقاء الشرع وإيران "تتعلم سريعا" وعلينا دعم غزة

بسنت شوقي: أدواري محصورة بسبب شكلي.. واتظلمت نتيجة زواجي من فراج

سلوت: أفكر في الموسم المقبل من الآن.. ولن نسمح لأرنولد بتشتيت انتباهنا

رئيس الوزراء يتفقد غدا التشغيل التجريبى للمرحلة الأولى من الأتوبيس الترددى

السيلفي الأخير.. إسرائيل تقتل عائلة بالكامل في بيت لاهيا شمال غزة.. صور

ضيوف الرحمن فى رعاية الوطن.. تسكين راقٍ وخدمات متكاملة لحجاج القرعة فى المدينة المنورة.. بعثة الداخلية ترافق الحجيج بخدمة تليق بالمكان والمقام.. تيسيرات كبيرة بين الراحة والإرشاد الطبى والدينى..صور

تحطم طائرة إسرائيلية على شواطئ "بات يام" المحتلة.. صور

جميع ألقاب برشلونة عبر تاريخه

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى