سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 11 أغسطس 1956.. مجلة فرنسية تكشف أسرار مستندات حملها مصطفى الحفناوى من باريس حول خطة سيطرة بريطانيا على قناة السويس بعد انتهاء الامتياز فى 1968

مصطفى الحفناوى
مصطفى الحفناوى
هل كانت قناة السويس ستعود لمصر بعد فترة الامتيازعام 1968؟.. هناك من يعتقد أنها كانت ستعود، فيزعم أن قرار جمال عبدالناصر بتأميمها يوم 26 يوليو 1956 خاطئا، لأنه أدى إلى العدوان الثلاثى يوم 29 أكتوبر 1956.
 
يجهل هؤلاء، أويتجاهلون لغرض خبيث، الوثائق التى تؤكد أن بريطانيا كانت تخطط للبقاء، ومعها فرنسا فى هذا المخطط، وكان الدكتور مصطفى الحفناوى هو من كشف ذلك.. ويشرحه بالتفصيل فى الجزء الثالث من مؤلفه الموسوعى «قناة السويس ومشكلاتها المعاصرة».
 
و«الحفناوى» من أقطاب الحزب الوطنى فى ثلاثينيات القرن الماضى، وحسب قوله فى الجزء الأول من موسوعته «قناة السويس»: «كنت دائما فى صفوف المعارضين للوفد وسياسته، واعتقلنى مصطفى النحاس باشا سبع مرات فى 1936 و1937، وأنا طالب فى الحقوق».
 
 يكشف قصته مع قناة السويس، أثناء سفره إلى لندن على الباخرة فى صيف 1946، وكان سفره الأول إلى أوربا.. يذكر أنه صادف فى الباخرة إنجليزى استعمارى يتصدر المائدة فى الصباح، ويقص على المسافرين أمورا عن قناة السويس بلغة جارحة لمصر وللمصريين.. يتذكر: «كنت المصرى الوحيد، فقلت للرجل إن امتياز الشركة سينتهى فى 1968، وتسترد مصر قناتها، وهنا ثار المجرم، وكاد يضربنى، وشاركه فى هياجه الأجانب الذين ينصتون لحديثه، وانسحبت من المائدة معتصما بالكابين باكيا من فرط الإهانة».
 
يواصل الحفناوى: «فى لندن، طلبت من أحد مرافقى أن يصحبنى إلى أكسفورد لأشترى كتابا عن قناة السويس، فإذا بالرجل يصحبنى إلى دار المحفوظات التاريخية كان موظفا فيها، وهى غاصة بمحفوظات قديمة عن قناة السويس ويتردد عليها الباحثون، فما إن تصفحت أول ملف إلا وقررت فورا أن ألتحق بجامعة أوروبية لدراسة القانون الدولى دراسة متخصصة، وأعد رسالة علمية عن القناة، وأدافع فيها عن حق بلادى».
 
 ذهب الحفناوى إلى باريس عام 1950 لإعداد رسالته العلمية عن القناة.. يكشف: « كنت مستشارا صحفيا بسفارة مصر فى فرنسا، وعينت فى هذه الوظيفة خصيصا لغرض واحد، كان يعرفه سرا رجل واحد عاوننى هو الدكتور محمد صلاح الدين وزير الخارجية وقتئذ، الذى دبر معى هذه الحيلة وأنا مشغول بإعداد رسالتى، لأتمكن تحت ستار دبلوماسى من الاتصال بشركة «قناة السويس» كى أنقب فى ملفاتها، وفعلا نجح التدبير، وفتح لى «شارل رو» رئيس الشركة بنفسه محفوظات الشركة فى باريس، متوهما أنى أعد كتابا عن القناة لمصلحة شركته الاستعمارية، وكشف لى عن أوراقه، وأوقفنى على فكرة التدويل، وطلب قيام لجنة دولية تابعة للأمم المتحدة على غرار «لجنة الدانوب» تحل محل الشركة قبل انتهاء أجل الامتياز».
 
يكشف «الحفناوى»: «توجهت إلى السفارة وفى يدى تقرير بتفصيل ما دار بينى وبينه «شارل رو» عنوانه «مؤامرة لتدويل القناة»، وطلبت من السفارة تحذير الحكومة المصرية، وإرسال التقرير بالشفرة إلى رئيس الحكومة، وأستشهد برجلين من رجال السفارة مازالا أحياء «توفيا»، على شوقى، ويحيى حقى، اللذين انقلبا يستجوبانني: «من الذى أذن لك بالتوجه إلى الشركة، والوقوف على هذه المسألة الخطيرة؟.وقالا إن تقريرى سيسبب صداعا للسفارة، وقد يسىء للعلاقات بين مصر وفرنسا»، يؤكد الحفناوى: «أرسلت التقرير، ونام فى ملفات الإهمال بوزارة الخارجية».
 
عاد «الحفناوى» إلى مصر بعد حصوله على الدكتوراه من كلية الحقوق بجامعة باريس يوم «5 يونيو 1951» بتقدير جيد جدا، ليبدأ نضالا فرديا، فأصدر«جريدة قناة السويس» واتصل بعمال الشركة، مترافعا فى قضاياهم ضدها، ورفض الإغراءات التى قدمتها له الشركة، ولم يخضع لأى تهديدات ومطاردات فى عمله كمحام لشركات دولية وتشهير بسمعته، ولهذا يقول بكل وضوح: «أعتقد أن الرئيس البطل «جمال عبدالناصر» انتشل سمعتى لأولادى بالتأميم».
 
كانت رسالته العلمية من أسلحة عبدالناصر الثقيلة فى قرار التأميم، ولهذا بحثوا عنه حتى جاءوا به إليه.. يتذكرهذه اللحظة: «لن أنسى قط استدعاءه «عبد الناصر» لى فى مساء 23 يوليو 1956، وكنت فى صميم الريف منصرفا للزراعة ليفضى إلى بنبأ قراره التاريخى».
 
بعد نحو أسبوعين من قرار التأميم الذى هز العالم، كشفت مجلة «جوردى فرانس» دور الحفناوى، وتحدثت عن حيله أثناء إعداه للدكتوراه.. يذكر الحفناوى: «صدرت جوردى فرانس فى 11 أغسطس، مثل هذا اليوم، 1956، وبها مقال طويل عن أزمة فرنسا فى السويس والجزائر، وفى فقرات منه ذكر الكاتب: «محاميا مصريا شابا هبط على باريس سنة 1950 ليظفر بالدكتوراه فى القانون الدولى، وجعل قناة السويس موضوعا لرسالته، ونال درجته العلمية بتفوق لافت للنظر، وياللمصيبة عاد إلى بلاده مزودا بحقيبة طافحة بمستندات حصل عليها من ملفات «قناة السويس» فى باريس، وأخطأت الشركة إذ فتحت له أبوابها، ومكنته من تلك الملفات».
 
تضيف المجلة: «عاد إلى بلاده وطبع المجلدات الضخمة الثلاثة التى أوقدت نارا متأججة بما نشرته عن الأخطاء الإدارية والقانونية المثيرة فى إدارة القناة».. يضيف الحفناوى: «حاول الكاتب أن يربط بين هذا كله وبين ما وصفه بأنه كارثة حلت بهم فى السويس».
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اليوم.. طرح كراسات شروط حجز 15 ألف شقة بمشروع سكن لكل المصريين

عمر مرموش أفضل لاعب فى مباراة مان سيتي ضد بورنموث بالدوري الإنجليزي

مستأنف أسرة القاهرة تنظر دعوى الحجر المقامة من أحفاد نوال الدجوي ضد جدتهم 26 يونيو

نص محضر أبناء شريف الدجوي ضد بنات عمتهم منى بتهمة الاستيلاء على أموال الأسرة

رياح وأتربة وحر شديد.. الأرصاد تُحذر من طقس الأربعاء 21 مايو 2025


ترامب: رحلتى للشرق الأوسط كانت رائعة وستفيد الشعب الأمريكي

إبراهيم عبد الجواد: عبد الله السعيد خارج نهائى الكأس واقتربت نهاية مسيرته مع الزمالك

مسلم يكشف كواليس إطلالته فى ليلة زفافه: أحب أكون مختلف ويا رب يكتر من أفراحنا

فرص عمل فى الأردن بمرتبات تصل إلى 22 ألف جنيه شهريا

الأهلى يفوز على الزمالك 110-64 ويصعد لنهائي دورى سوبر السلة


مدافع كريستال بالاس يكشف سبب منح هالاند ركلة الجزاء لـ مرموش

تدعيم الدفاع قبل مونديال الأندية يتصدر أول جلسة رسمية بين الأهلى و ريفيرو

انتصارات جديدة للجيش السودانى.. القوات تبسط سيطرتها على الصالحة بأم درمان آخر معاقل ميليشيا الدعم السريع في الخرطوم.. تقدم كبير في ولاية غرب كردفان.. والبرهان يصدر مرسوما دستوريا بتعيين رئيس وزراء جديد

كاسترو: "التدريب الخفي" هو سر استمرارية رونالدو في الملاعب

مقصلة فى الأجانب و3 صفقات سوبر.. خريطة تعاقدات الزمالك فى الموسم الجديد

الطقس غدا.. حار نهارا معتدل ليلا واضطراب بالملاحة والعظمى بالقاهرة 31

وزير المالية القطرى: حزمة استثمارات فى مصر بـ7.5 مليار دولار قيد التنفيذ

الجيش الإسرائيلى يعلن اغتيال قائد منظومة الصواريخ التابعة لحماس شمال غزة

إنتر ميامى يوقف مفاوضات تجديد عقد ميسى

النيابة تستمع لأقوال أحفاد نوال الدجوى فى واقعة سرقة الذهب والدولارات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى