تلسكوب جديد يمكن الزوار من مشاهدة مناظر "عجيبة" في سماء وادي رم بالأردن

تمكن السياح من قضاء ليلة بين النجوم في صحراء وادي رم بالأردن بفضل مرصد فلكي تم تركيبه حديثا ، والذى يوفر رؤية عن قرب لبعض أجزاء نظامنا الشمسي.

ويرتبط التلسكوب، الموجودة في المرصد الفلكي في وادي رم، بجهاز تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية (جي.بي.إس) الأمر الذي يُمّكن الزائرين من رؤية نجوم وكواكب مثل المريخ والمشترى والتعرف عليها.

وقال المرشد الفلكي بالمرصد، فخري العلمي، إن هدفه الأساسي هو إعادة الصلة بين الناس والطبيعة وتحويل أنظارهم عن شاشات هواتفهم، ولو لفترة قصيرة.

وأضاف لتلفزيون رويترز: "الناس بطلت تطلع لفوق، الناس عايشة حياتها بيطلعوا بتليفوناتهم، حياتهم هيك، وعايشين في مناطق فيها ضو كتير، إحنا الحمد لله المنطقة هي تلوث الضو كتير واطي، فبييجوا وبيشوفوا آلاف النجوم بالعين المجردة، بيقولوا واو، بدنا نشوف هي، طب إيش هي، إيش هي، ولما آجي أورجيهم بالتلسكوب أشياء هم مش متعودين يشوفوها غير ع التلفزيون أو على يوتيوب أو في المجلات، بيصيروا مبسوطين".

ويستخدم البدو، الذين يعيشون في وادي رم، النجوم في تحديد اتجاهات سيرهم منذ ألوف السنين. فهم يعتمدون على نجمة الشمال وغيرها من النجوم لمعرفة طريقهم عبر الصحراء الشاسعة.

لكن مع التقدم التكنولوجي، يقول كثيرون إن الأجيال الشابة لم تعد تدرك أهمية النجوم والسماء.

من هؤلاء أحد سكان منطقة وادي رم ويدعى متعب الزوايدة، قال لتلفزيون رويترز "هذا المشروع أضاف يعني رد الناس للنجوم وفهمهم النجوم إيش الموجودة الآن، العالم (الناس) مع كثرة التكنولوجيا تركت موضوع النجوم ومشاهدتها ومتابعتها. هذا الموقع رد الناس إلى النجوم، يعني الجيل الجديد كله فهم إنه نجمة الشمال تدل الشمال، نجمة الجنوب تدل هيك، حتى المدارس في الليل تزور هذا الموقع، الطلاب، فأخدوا فكرة رائعة عن النجوم".

وهناك هدف آخر للمرصد الفلكي وهو جذب مزيد من السائحين لوادي رم وتوفير مزيد من الأنشطة من أجلهم أثناء وجودهم بالمنطقة.

ومنذ افتتاح المرصد في نوفمبر تشرين الثاني زاره نحو أربعة آلاف شخص. وتقدر تكلفة زيارة المرصد مع حضور جلسة تمهيدية وتجربة مشاهدة النجوم بنحو 25 دولارا.

ويتحدث زائر من مصر يدعى علاء منصور عن التجربة، التي أكد أنها تستحق التعب، قائلا "في وادي رم، أو ما يسمى بوادي القمر، موجود دلوقتي وشايف أعلى عدد من النجوم شفته (رأيته) في حياتي، شايف فوقيه (أعلى مني) دلوقتي بالعين المجردة أكثر من ألف نجمة. قالوا لنا من شوية ده في الجلسة اللي حضرناها إن إحنا حنشوف بالعين المجردة أكثر من ألف نجمة، وما صدقتش ده غير لما شفت بعيني، خدنا بالنا إنه فيه كوكب المشتري مبين قدمنا، مش متخيل إنه فيه كوكب من كواكب المجموعة الشمسية موجود حوالينا. عرفنا ازاي نعرف الشمال من الجنوب من الشرق من الغرب عن طريق مجموعة الدب الأكبر، عن طريق الست نجمات بتبص عليهم فكانت تجربة مثيرة جدا".

والسياحة هي أحد مصادر الدخل الرئيسية في الأردن، حيث تشكل حوالي عشرة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة.

وبعد عدة سنوات صعبة على هذه الصناعة، والتي نجمت عن الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، قالت وزارة السياحة إن المملكة تشهد أخيرا زيادة كبيرة في عدد السائحين.