جذور الأزمة بين الصين وهونج كونج.. المدينة وقعت تحت الاحتلال البريطانى 156 عاما وتتمتع بالحكم الذاتى حتى 2047.. والإعلان الصينى البريطانى يُقر مبدأ "بلد واحد نظامان مختلفان"..وتسليم المشتبه بهم يُشعل الأزمة

تظاهرات هونج كونج
تظاهرات هونج كونج
كتب عبد اللطيف صبح

تعيش منطقة هونج كونج الصينية حالة من الاضطرابات والأوضاع المشتعلة بسبب التظاهرات التى انطلقت واحتدت مؤخرا بسب قانون لتسليم المشتبه بهم إلى الصين، وإضافة ضمانات مناسبة من بينها حماية القضاة المحليين المستقلين الذين سينظرون فى كل قضية قبل الموافقة على التسليم.

بدأت الاحتجاجات فى 9 يونيو الماضى اعتراضا على مشروع قانون يسمح بتسليم مشتبه بهم إلى الصين لمحاكمتهم وحماية القضاة، واحتشد مئات الآلاف من المحتجين حول مبنى المجلس التشريعى للبلاد، وأعلنت كارى لام، الرئيسة التنفيذية لهونج كونج، إلغاء القانون، وحظرت السلطات الصينية التظاهرات فى المنطقة التى تسيطر عليها الصين، إلا أن المتظاهرون اخترقوا الحظر واحتشدوا حتى تطور الأمر على اشتباكات دامية.

وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات عندما احتل الآلاف من المحتجين مطار هونج كونج، وألغت السلطات جميع الرحلات فى مطار هونج كونج بسبب الاحتجاجات، واعتقلت الشرطة أكثر من 600 شخص منذ بدء الاضطرابات قبل أكثر من شهرين، بحسب "رويترز"، واتسعت مطالب المحتجين إلى إصلاح ديموقراطى ووقف تراجع الحريات.

ربما يدعو المشهد على الساحة الصينية إلى الحيرة والتعجب والاندهاش أيضا، فكيف يكون هناك قانون لتسليم المشتبه بهم بهونج كونج إلى الصين وهى فى الأصل جزء من الصين، وهنا يجب الرجوع إلى طبيعة العلاقة بينهما، فتتمتع هونج كونج كونج باستقلالية قضائية تتبع هيكلها للقانون العام، كما أن لديها قانونا أساسيا مستقلا، فهى تحوز حتى الآن درجة عالية من الحكم الذاتى رغم أنها تخضع للحكم الصينى، وذلك وفق الإعلان الصينى- البريطانى المشترك ومبدأ (بلد واحد، نظامان مختلفان).

وبالرجوع إلى التاريخ فقد وقعت مدينة "هونج كونج" تحت سيطرة الإمبراطورية البريطانية فى أعقاب حرب الأفيون الأولى وتحديدا عام 1841، وتعرضت المدينة للاحتلال اليابانى أثناء حرب المحيط الهادئ، لكن بريطانيا استعادتها بعد الحرب، وظلت مستعمرة بريطانية حتى الأول من يوليو عام 1997، عندما أعيدت ملكيتها إلى الصين، ويتعهد الإعلان الصينى البريطانى بالسماح لهونج كونج بالإبقاء على نظامها الاقتصاد رأس المالى، ويكفل لها حقوق وحريات شعبها لمدة 50 عاما على الأقل بعد نقل ملكيتها فى عام 1997، أى حتى عام 2047.

من جهة أخرى، حازت المدينة طوال العصر الاستعمارى حرية عالية، فقد كان التدخل الحكومى فى الاقتصاد والدولة محدودا، وأثرت هذه الفترة بدرجة كبيرة بتشكيل ثقافة هونج كونج الحديثة، ولا زالت هونج كونج تتمتع باستقلالية عالية ونظاما سياسيا مختلفا، وذلك وفق مبدأ "بلد واحد، نظامان مختلفان" الذى يكرس للمدينة حكمها الذاتى.

وتتمتع هونج كونج باستقلالية قضائية تتبع هيكلها للقانون العام، كما أن لديها قانونا أساسيا مستقلا، وينص دستورها الذى وضع عقب نقل ملكيتها من بريطانيا إلى الصين على أنها ستحوز "درجة من الاستقلالية" فى كل جوانب الدولة، باستثناء العلاقات الدبلوماسية الدولية والبنية العسكرية، ولدى المدينة نظام سياسى تعددى مزهر.

وتفتح هذه الخلفية التاريخية باب التساؤلات حول الأسباب الحقيقية للتظاهرات التى اندلعت بمدينة هونج كونج الصينية وتطوراتها السريعة والمتلاحقة، فالأمر هنا ليس مُجرد مشروع قانون لتسليم المشتبه بهم إلى الصين، لكن هناك جذور تاريخية للأزمة بين الصين وهونج كونج، ويبدو أن سكان هونج كونج يدافعون الآن عن استقلاليتهم عن الحكم الصينى والحفاظ على مكتسبات تحصلوا عليها منذ 22 عاما وفق الإعلان الصينى- البريطانى المشترك عام 1997.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

70 % نتيجة التئام ترقوة إمام عاشور

70 % نتيجة التئام ترقوة إمام عاشور الثلاثاء، 19 أغسطس 2025 05:00 م

الأكثر قراءة

شبابها يحميها.. مخططات الإخوان ضد السفارات تفشل على يد أبطال مصر بالخارج

جدول ترتيب الدورى الممتاز.. المصرى يتصدر

ياسر جلال يودع تصوير مسلسل للعدالة وجه آخر نهاية أغسطس

اخبار الرياضة المصرية اليوم الثلاثاء 19 / 8 /2025

10 صور من تتويج محمد صلاح التاريخى بجائزة الأفضل فى إنجلترا


بسبب رعاية إمام عاشور .. اتحاد الكرة يتواصل مع غزل المحلة

مصادر للقاهرة الإخبارية: لا سبيل لخروج المحتجزين إلا المفاوضات على أساس مقترح ويتكوف

تفاصيل مشروع خط سكة حديد "الروبيكى/ العاشر من رمضان / بلبيس"

عالم بالأوقاف يشكر "المتحدة": دولة التلاوة مشروع وطنى يرسخ الهوية المصرية

مصادر للقاهرة الإخبارية: بدء مفاوضات اتفاق دائم في اليوم الأول لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار


كهرباء الإسماعيلية يتعادل مع البنك الأهلى 1-1 في الدورى.. أهداف قاتلة

بدء توافد الضيوف على حفل PFA Awards لأفضل لاعب في إنجلترا.. صور

محمد هاني يعود لقيادة الجبهة اليُمنى للأهلي أمام بيراميدز

فيلم درويش يتخطى 14.5 مليون جنيه خلال 6 أيام عرض بالسينما

الأهلي: حريق فرع مدينة نصر بسيط.. ولا توجد أي خسائر

النصر ضد الاتحاد.. طرد مانى فى الدقيقة 25 بالسوبر السعودى "فيديو"

موعد حفل توزيع جوائز الأفضل في إنجلترا.. محمد صلاح يتصدر السباق

إحالة الفنانة بدرية طلبة للمحاكمة بتهمة إساءة استخدام مواقع التواصل

قطار فى السما.. هيئة الطرق تستعرض مراحل إنجاز الكوبرى العملاق

الأهلي عن ريبيرو بعد الفوز على فاركو : "الزعيم"

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى