كتاب أمريكى يرصد دور فيس بوك فى تغيير المشهد السياسى بالولايات المتحدة.. الشبكات الاجتماعية ملأت فراغا خلفه نصف قرن من التحرر السياسى والاضطراب الاقتصادى.. وباراك أوباما استطاع أن يصبح "سيد السوشيال ميديا"

فيس بوك
فيس بوك
كتبت ريم عبد الحميد

قبل نحو 15 عاما، لم يكن العالم يعرف التواصل الاجتماعى بالشكل الذى أصبح عليه الآن، وكان عام 2004 بداية لثورة معلوماتية هائلة فى مجال الاتصال عندما أسس مارك زوكربيرج ورفاقه فى جامعة هارفارد الأمريكية شبكة إلكترونية للتواصل، أصبحت الآن أحد عمالقة التكنولوجيا على الإطلاق.

لكن تأثير فيس بوك كان هائلا، وبحسب كتاب للمؤرخة مارجريت أومارا بعنوان "وادى السليكون وإعادة صناعة أمريكا"، فإن موقع التواصل الاجتماعى الأشهر جاء فى وقت كان المجتمع يسعى فيه إلى اتصال بشرى أكبر، ومن ثم أعاد تشكيل المشهد السياسى على يد سيد السوشيال ميديا: باراك أوباما.

تقول اومارا فى كتابها، الذى نشرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية مقتطفات منه فى عدد سابق لها الشهر المامضى: فى عام 2007، فتح فيس بوك شبكته لتطبيقات أخرى، فأدخل الألعاب والاختبارات ومحتوى آخر إلى الـ newsfeed الخاص به، وسمح للمطورين بالدخول إلى كنز من المعلومات عن اتصالات المستخدمين وما يعجبهم، والذى أسماه فيس بوك بـ "السوشيال جراف".

وفى عام 2010 أعلن موقع التواصل عن " الجراف المفتوح" والذى يربط البروفايل الخاص بالمستخدم والشبكة لأماكن أخرى تسافر فى الفضاء الإلكترونى، فلم يعد مجرد شبكة تواصل اجتماعى فى قمة الويب، بل أعاد صياغة شبكة الإنترنت نفسها لتصبح شيئا أخر وصفه مارك زوكربيرج بأنه أكثر اجتماعية وأكثر شخصية وأكثر وعيا، وسمحت الشركة للباحثين الأكاديميين أيضا بالدخول إلى قدر هائل من المعلومات أيضا، مؤكدة على إيمانها بأن التدفق الأكثر حرية وشفافية للمعلومات يخدم الخير الأكبر.

ورغم أن فيس بوك، ومثل الكثير من شركات التكنولوجيا من قبله قد عزا نجاحه  ليس فقط إلى موهبة من صنعوه، ولكن أيضا للحظة التاريخية التى نشأ فيها والتى شملت حالة فقدان ثقة بالحكومة فى الولايات المتحدة ورفض لحراس البوابات التقليديين وعدم مركزية وسائل الإعلام الأمريكي التى تسارعت بشكل كبير فى مرحلة ما بعد 11 سبتمبر، والتى ساعد عليها الإنترنت نفسه.

لكن فيس بوك والشبكات الاجتماعية الأخرى ملأوا فراغا ثقافيا خلفه نصف قرن من التحرر السياسى والاضطراب الاقتصادى وتلاشى البطولات الرياضية والرحلات الكنسية واجتماعات النقابات التى جمعت أمريكا فى منتصف القرن الماضى فى توافق، وأصبحت السوشيال ميديا أشبه بمدينة عالمية تتجاوز الحدود الوطنية، وأطلقت أصواتا جديدة وخلقت لحظات اتصال يمكن أن تتحول إلى صداقات واقعية.

وحولت كل شخص إلى كاتب مذكرات وفيلسوف وناشط، حتى لو كان هذا النشاط بمجرد الضغط على زر "Like"، وأصبح كل من "فيس بوك" و"تويتر" آليات للتنظيم والتواصل السياسى فى حركة الاحتجاجات فى العالم العربى واحتلال وول ستريت عام 2011، وسرعان ما اكتسب تويتر عددا غير مناسب من المستخدمين الأمريكيين الأفارقة وأصبح "تويتر الأسود": منصة قوية للنشاط المدنى والتبادل الاجتماعى، حتى أن أقوى حركة تطالب بالعدالة العنصرية فى السنوات العشر الأخيرة وهى "حياة السود مهمة" قد بدأت كهاشتاج على تويتر.

وفى سباقى الرئاسة عام 2008 و2012، استخدم المرشحون شبكات التواصل كأداة قوية للوصول إلى الجماعات المستهدفة من الناخبين المحتملين وتوفير منصة إعلامية حرة لرسائل الحملات الانتخابية.

وكان باراك أوباما، الرئيس الأمريكى السابق من أفضل وأول من فعل ذلك، فلم يكن سيناتور إلينوس معروفا تقريبا فى عام 2004، لكنه استطاع لفت الأنظار الدولية بسبب كاريزمته ورؤيته والتوقيت، ومثلما كانت أطراف وادى السليكون تبحث عن صبى جديد فى عالم العجائب ووجدت ضالتها فى زوكربيرج، وجد الديمقراطيون، الذين يشعرون بالقلق من كلينتون، فى أوباما وجها جديدا وصوتا مقنعا.

باراك اوباما
باراك اوباما

ومثلما فعل فرانكلين روزفلت مع الراديو، وجون كينيدى من التليفزيون، استفاد أوباما من السوشيال ميدي بشكل أكثر شمولا وإبداعا من منافسيه السياسيين واستطاع أن يشكل علاقة وثيقة وودية مع وادى السليكون فى هذا الشأن، فأصبح إريك شميديت من جوجل من أوائل المتبرعين ومستشارا له، كما أن كريس هيوز، عضو فريق زوكربيرج الأصلى فى هارفارد، حصل على إجازة من فيس بوك وساعد حملة أوباما فى توصيل الرسائل المستهدفة.

وبعد دخوله البيت الأبيض، أصبح باراك أوباما يتواجد بشكل مألوف فى فيس بوك ولينكدإن ويعقد فعاليات كبرى لجمع التبرعات وبتمتع بعشاء خاص مع عمالقة التكنولوجيا، حتى أن أحد الاجتماعات شهدت تواجد زوكربيرج وشميدت وستيف جوبز مع أوباما فى طاولة واحدة.

وقبل نهاية فترته الرئاسية، ساندت هيئة الاتصالات الفيدرالية وادى السليكون ضد شركات الاتصالات فى قضية حيادية الإنترنت، والتى منعت الشركات المقدمة لخدمات الإنترنت من منع أو فرض رسوم أعلى على محتوى معين.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محمود سعد: أنغام تعانى من ألم شديد والأكل فى تراجع ومفيش كلام عن موعد خروج

نجاة الفنان شريف خير الله من الغرق ويعلق: كنت هروح فيها

الزمالك يكشف تفاصيل الوعكة الصحية للبلجيكى فيريرا

إحالة أوراق المتهم بخطف طفل وهتك عرضه بالشرقية للمفتى

انطلاق دورى المقاهى للألعاب الترفيهية "الطاولة" و"الدومينو" بالإسكندرية لأول مرة.. تأهيل الفائزين لبطولة العالم وجوائز مالية بإجمالى 250 ألف جنيه.. و"السياحة والمصايف": إحياء الموروث الشعبي بروح عصرية.. صور


الداخلية تكشف تفاصيل تعدى شخص على زوجة شقيقه فى الزقازيق بالشرقية

معسكر جديد لمنتخب مصر للشباب أول سبتمبر المقبل استعدادا لكأس العالم

موعد انضمام محمد صلاح لمعسكر منتخب مصر استعدادا لإثيوبيا وبوركينا فاسو

حبيبة هاني تتوج ببطولة بيجا المفتوحة للاسكواش بعد الفوز على بطلة الهند

إحالة أوراق المتهم بالتعدي على ابنة شقيقه بالفيوم للمفتي


تجديد حبس التيك توكر أم سجدة بتهمة غسيل الأموال

إنفانتينو عن واقعة ليفربول وبورنموث: لا مكان للعنصرية في كرة القدم

شرم الشيخ للمسرح الشبابي يعلن تفاصيل مسابقة "أبو الحسن سلام" في دورته 10

انهيار والدة وزوجة مدير التصوير تيمور تيمور فى جنازة الراحل

استئناف محاكمة المتهم بالتعدى على الطفل ياسين داخل مدرسته بدمنهور غدا

واشنطن بوست: ترامب تخلى عن مطلب وقف إطلاق النار فى أوكرانيا بعد قمته مع بوتين

رقص وتفاعل مع الجمهور.. مايا دياب تشارك متابعيها كواليس حفلتها الأخيرة

قطار العودة للسودان يستعد للانطلاق من محطة مصر.. صور

السيطرة على حريق فى شقة سكنية بسبب ماس كهربائي بالمحلة

اليوم السابع يعيد نشر أخر لقاء صحفى مع مدير التصوير الراحل تيمور تيمور وحديثه عن تحضيرات جودر.. والفرق بين الأعمال الـ 15 و30 حلقة.. وكيفية اختيار فريق التصوير والتعاون بين النجم ياسر جلال والمخرج إسلام خيرى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى