د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: َتعَرَّفْ على نفسك

د. داليا مجدى عبد الغنى
د. داليا مجدى عبد الغنى

عندما تقف أمام المرآة، حاول ألا ترى صورتك الخارجية فقط، بل حاول أن ترى نفسك من الداخل؛ حتى تتعرف عليها، ولكن الأهم أن تراها على طبيعتها، بلا رتوش أو حواجز، قطعًا سينتابك بعض الشعور بالرفض لها فى كثير من الأشياء، ولكن بلا شك، ستعشقها فى أشياء أخرى كثيرة، فالمسألة لا تعدو أن تكون سوى فكرة تعارف فقط، فالإنسان دائمًا ما يسعى إلى معرفة الآخرين؛ حتى يُكوِّن شبكة علاقات اجتماعية لا بأس بها فى حياته، وهذا تصرف محمود فى حد ذاته؛ لأن الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي، لا يستطيع أن يعيش فى معزل عن الآخرين.

ولكن المشكلة، أنه على مدار سنوات حياته لا يُحاول مطلقًا أن يتعرف على أهم شخص فى حياته وهو نفسه، فهو دائمًا ينظر إليها من الخارج، يهتم بمظهره وشكله وهيئته، ورأى الآخرين فى شخصه، ولكن من النادر جدًا أن يهتم بأن يتعرف على نفسه من الداخل، وحتى لو حدث، لا يُحب أن يرى سوى الجانب الإيجابى فقط، والحقيقة أن هذا أمر لا بأس به على الإطلاق، وذلك لعدة أسباب، أولها أن يظل راضيًا عن نفسه، ومتصالحًا معا؛ لأنه لو كرهها وبغضها، ستتحول حياته إلى جحيم، وثانيها أن يثق فى نفسه؛ حتى يستطيع أن يعيش بين الناس.

ولكن، لماذا نربط بين السلبيات الكامنة بداخلنا، وبين رفضنا لأنفسنا؟ فالسلبيات لا تُجرد الإنسان من إنسانيته، بل على العكس، فهى تؤكد هذه الإنسانية، فالله قد خلقنا لكى نُخطئ وفضل الطريق، ثم نتوب ونعود، فهذه هى حكمة الحياة، فكان بإمكانه عز وجل أن يُنزهنا عن الأخطاء، ولكن لحكمته وحده خلق فينا الضعف والخطأ والتردد، وكل السلبيات التى تُحرك إنسانيتنا، فلولا تلك السلبيات، ما كنا عرفنا معنى التسامح، وتقدير ظروف بعضنا البعض، فلو كان الإنسان لا يُخطئ، ما كان تسامح مع غيره، عندما يُخطئ فى حقه، ولو كان لا يستسلم للحظات ضعفه، ما كان قدَّر لحظة ضعف غيره.

لذا، من يكره سلبياته، فهو فى الواقع يكره إنسانيته، فالإنسان خُلِقَ لكى يعيش كل لحظاته، فتارة يُصفق لنفسه على نجاحه، وتارة يُؤنب نفسه على أخطائه، وفى النهاية يسعى لتقويم نفسه، أحيانًا ينجح فى هذا التقويم بتقدير امتياز، وأحيانًا أخرى يضطر لدخول دور ثانٍ، لإعادة الامتحان، وهكذا تستمر الحياة، بين النجاح والإخفاق، ولكن فى النهاية، لا يمكن أن يعيش الإنسان دون أن يتعرف على نفسه، وعليه أن يتقبلها بمزاياها وعُيوبها؛ حتى يتصالح معها.

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

قائمة أعلى أجور لاعبي الدوري الإنجليزي.. شاهد ترتيب محمد صلاح ومرموش

بدء امتحانات نهاية العام للصفين الأول والثانى الثانوى اليوم.. عقد الاختبارات إلكترونيًا وورقيًا.. المديريات التعليمية تعلن جاهزيتها لتقييم الطلاب.. وتشدد على منع حيازة المحمول والتصدى للغش

تامر حسنى يدعم المواهب ويقدم لجمهوره ألوانا مختلفة من الغناء

البنك الأهلي يغلق صفحة كأس عاصمة مصر استعداداً للمصري في الدوري

الأهلي يواصل الاستعداد لمباراة حسم الدوري أمام فاركو


بلاغ بالاعتداء ودعوى رؤية.. تفاصيل صدام جورى بكر وطليقها فى محكمة الأسرة

الهلال ضيفًَا ثقيلاً على الوحدة لحسم تأهله الأسيوي

القانون يحسم الجدل.. هل من حق الزوجة تطلب خدامة على نفقة الزوج؟

"المعلم الفلسطينى.. بجيوب فارغة".. أزمة الرواتب تهدد مستقبل التعليم فى فلسطين.. عشرات الآلاف يعانون من عدم انتظام رواتبهم منذ سنوات.. ودراسة: 65% من الإيرادات رهينة سياسة حجز الضرائب الإسرائيلية

اليوم.. طرح كراسات شروط حجز 15 ألف شقة بمشروع سكن لكل المصريين


هكذا استقبل أحمد زاهر ابنته ليلى من شهر العسل

مستأنف أسرة القاهرة تنظر دعوى الحجر المقامة من أحفاد نوال الدجوي ضد جدتهم 26 يونيو

نص محضر أبناء شريف الدجوي ضد بنات عمتهم منى بتهمة الاستيلاء على أموال الأسرة

رياح وأتربة وحر شديد.. الأرصاد تُحذر من طقس الأربعاء 21 مايو 2025

رودري يشارك فى مباراة مان سيتي ضد بورنموث لأول مرة منذ سبتمبر الماضى

ثروت سويلم: سننفذ حكم "كاس" حال القضاء بحصول بيراميدز على الدوري وليس الأهلي

مسلم يكشف كواليس إطلالته فى ليلة زفافه: أحب أكون مختلف ويا رب يكتر من أفراحنا

البرلمان الإسبانى يبحث حظر تجارة الأسلحة مع إسرائيل

حقائب غامضة.. تداول فيديو يوثق لحظة السرقة من منزل نوال الدجوى

أسرة عبد الحليم حافظ تصدر بيانا بخصوص زواجه من سعاد حسنى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى