"الكولمن الفخارى" يروى ظمأ العطشى بالصعيد.. لا يستغنى عنه الأهالى بالصيف.. يصنع بعيدًا عن البلاستيك ويحافظ على برودة المياه.. تزويده بـ"سدادة" للتحكم بالماء وتنقيته.. والمزارعون الأكثر حرصا على اقتنائه.. صور

فى جو شديد الحرارة خلال فصل الصيف، وطرقات وشوارع ساخنة نهارًا كعادة الجنوب صيفًا فهو يشهد شمس ساخنة ساطعة فوق الرؤوس تشد حرارتها على المواطنين من أبناء الصعيد الذين يتعطشون لكوب من الماء البارد يروى ظمأهم، ونظرًا لأن عدد كبير من القرى لا يزال يحافظ على صناعة الفخار ويصنع منه "الزير" الذى تطور حديثًا إلى ما يعرف بـ"الكولمن الفخارى" أو "الزير المحمول".

ومن المعروف أن صناعات الفخار من أفضل الصناعات الصديقة للبيئة، ويمكنها أيضًا الحفاظ على الماء باردًا لفترة طويلة، بجانب تنقية المياه من الشوائب، لذا يفضل المواطنون فى مجتمعات الصعيد استخدام هذه الصناعات وتطويرها.

قال محمود رجب، من صانعى الفخار فى أسوان، إن الكولمن الفخارى هو تطور جديد فى صناعة الأشكال الفخارية وهو بديل الأقرب عن الزير ويشبه "الكولمن" العادى المعروف لدى كثير من الناس ولكن لا يتدخل البلاستيك فى صناعته ولكنه مصنوع من الفخار تمامًا، مشيرًا إلى أنه تم مراعاة نفس حجم الكولمن العادى لإمكانية استخدامه فى أغراض الشراب المتعددة وحمله من مكان لآخر بسهولة، على عكس الزير الذى يصعب حمله بسهولة نظرًا لكبر حجمه وعدم وجود "يد محمولة" لرفعه من مكانه.

وأضاف محمود رجب، لـ"اليوم السابع"، أن الكولمن الفخارى مزود فى الأسفل بفتحه لخروج المياه بنظام "السدادة" أو "الحنفية"، وهى نفس الموجودة فى الكولمن العادى، وهى التى تسببت فى إطلاق اسم "الكولمن الفخارى" عليه لأنها تسبه العادى تمامًا، ومزود أيضًا بغطاء فخارى للحفاظ على برودة المياه بخلاف الكولمن العادى ذات الغطاء البلاستيكى، وهو ما يعطيه طابعًا خاصة مميزًا.

وأشار صانع الفخار، إلى أن الكولمن الفخارى مصمم بأشكال مختلفة وعليها نقوش خارجية، كما أنه مصمم بأحجام مختلفة تتناسب مع حمله واستخدامه فى الأماكن داخل المنزل أو خارجه سواء وضعه كالزير أمام المنزل أو حمله واصطحابه مع المزارع فى أعمال الأرض ليرتوى بماء بارد عقب الانتهاء من أعماله الزراعية الشاقة طوال فترة النهار، أو حمله واستخدامه فى الخروج لأغراض أخرى.

وحول أسعاره، أوضح "رجب"، بأن أسعار الكولمن الفخارى تتراوح ما بين 50 جنيها وحتى 100 جنيه، موضحًا بأن صناعته قد تستغرق من أسبوع لـ10 أيام، وتبدأ بتشكيل "العجينة الفخارية" وتترك حتى تجف، وعقب ذلك تدخل للمرحلة الأخرى وهى مرحلة الحرق، ويترك مكان فتحة فى الأسفل لتركيب "السدادة" أو "الحنفية" ويزود فى صناعته بقاعدة حتى يتم وضعه بشكل مثبت.