تلوث الهواء يجعل البشر أكثر ميلا للعنف وارتكاب الجرائم.. دراسة حديثة تكشف

آثار تلوث الهواء القاتلة على الصحة معروفة جيدًا، لكن يخشى العلماء حاليا أن يحول التلوث سلوك البشر إلي العنف، إذ وجد الباحثون بعد إجراء دراسة ضخمة على 86 مليون شخص فى الولايات المتحدة باستخدام بيانات 13 عامًا، أنه كلما كان الهواء أكثر تلوثا، يتم ارتكاب جرائم أكثر عنفًا.

ووفقا لموقع "ديلى ميل" البريطانى، يعتقد الباحثون أن الجزيئات المحمولة بالهواء والغازات الضارة يمكن أن تتداخل مع الأداء السليم للدماغ، مما يجعل الناس أكثرعرضة للتصرف بعنف.

من المرجح أن تؤدى الدراسة، التى نشرت للتو فى النسخة الإلكترونية من مجلة علم الأوبئة، إلى دعوات للتخلص من التلوث ببعض المدن البريطانية، من خلال إظهار أن تلوث الهواء يمكن أن يؤثر على السلوك، وليس فقط على الصحة البدنية، فلا يزال مليونى شخص فى لندن وحدهم يعيشون فى مناطق بها مستويات غير قانونية من تلوث الهواء، وفقًا لتقرير حديث صادر عن جرد الانبعاثات فى لندن.

لكن لم يركز الباحثونعلى ما إذا كانت هناك جرائم عنيفة أكثر فى الأماكن الملوثة، وبدلاً من ذلك، نظروا فى ارتفاع الجرائم المسجلة وسقوطها مع مرورالوقت فى 301 مقاطعة متنوعة فى جميع أنحاء الولايات المتحدة - الحضرية والضواحى والريفية - وما إذا كان هناك أى صلة بقراءات تلوث الهواء.

وببساطة، سألوا عما إذا كانت الجريمة قد ارتفعت عندما ارتفع تلوث الهواء، بالنسبة للجرائم غيرالعنيفة مثل السرقة، كان الجواب "لا،  لكن بالنسبة للجرائم العنيفة كان هناك بالفعل علاقة.

كتب فريق البحث، من كلية الصحة العامة بجامعة مينيسوتا وجامعة ولاية كولورادو: "تحدد دراستنا وجود صلة بين تلوث الهواء والجريمة العنيفة، إذ نجد أن جرائم العنف تزداد بنسبة 1.17 فى المئة لكل 10 زيادة ميكروجرام فى المتر المكعب فى الجسيمات الدقيقة اليومية، و 0.59 فى المئة لكل زيادة قدرها 10 أجزاء لكل مليار فى الأوزون اليومى، مع معظم التأثير ناتج عن زيادات فى الاعتداءات".

ارتفعت الجرائم العنيفة عندما كان الهواء أكثر تلوثًا فى المناطق الفقيرة والغنية، وأشاروا إلى أن الدراسات السابقة التى أجريت على الفئران والكلاب وجدت أن الحيوانات المعرضة لمستويات عالية من الجسيمات الدقيقة ـ الموجودة فى أبخرة الديزل ـ تظهر "زيادة فى العدوانية والتحيز".