سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 25 أغسطس 1920.. السلطان فؤاد ينفى بيرم التونسى بعد قصائده الزجلية: «البامية السلطانى والقرع الملوكى والباذنجان العروسى»

السلطان فؤاد
السلطان فؤاد
لاحقت شائعة قصر سلطان مصر، فؤاد الأول، بأن ابنته فايقة «من زوجته الأولى شويكار» ترتبط بعلاقة غير شريفة مع محافظ القاهرة حسين فخرى، ولما نما الموضوع إلى علم والدها، طلب من «المحافظ» أن يتزوجها، لكنه رفض، فعرض الأمر على أخيه محمود فخرى باشا، وأغراه بتعيينه فى منصب مرموق فوافق، حسبما يذكر الدكتور نبيل حنفى محمود فى كتابه «معارك فنية»، مضيفا: «فى ذلك الموقف الذى يفيض بالتناقضات.. أطلق بيرم التونسى زجله الأشهر «البامية السلطانى» فى العدد الأول من مجلة «المسلة» التى كان هو صاحبها ومحررها ومنفذها وموزعها..بدأ زجله: «البنت ماشية من زمان تتمخطر/ والغفلة زارعة فى الديوان فرع أخضر/ تشوف حبيبها فى الجاكتة الكاكى/ والستة خيل والقمشجى ملاكى».. يضيف حنفى محمود: «بلغ بيرم ما يهدف إليه فى البيت التالى: «الوزة من قبل الفرح مدبوحة/والعطفة من قبل النظام مفتوحة».
 
كان «بيرم» المولود فى الإسكندرية يوم 4 مارس 1893 يساهم بقلمه وأزجاله فى مساندة ثورة 1919، ووفقا لما يذكره هو فى كتاب «المذكرات»: «كان على رأس البلد فؤاد أخو توفيق الذى أدخل الإنجليز إلى مصر، وبدلا من أن يكون راعيا للبلد مسؤولا عن رعيته لم يكن يهمه هو وعائلته سوى نهب خيرات البلد بالمشاركة مع الاستعمار، ولذا لا عجب أن وقف موقفا سلبيا تاما من الحركة الوطنية، أيضا كان فؤاد بن إسماعيل الذى أغرق البلاد فى الديون من أجل نزواته الجنسية، ويظهر أنه أراد تقليد أبيه فى هذه الناحية فتزوج ودماء الناس تسيل فى مصادمات مع الإنجليز وسط إشاعة تقول إنه ما تزوج إلا بعد علاقة غير شرعية بينه وبين من تزوجها «نازلى»، ثم عزز هذه الإشاعة ميلاد ولى العهد فاروق بعد ستة أشهر من الزواج».
 
يضيف بيرم: «نشرت قصص الفضائح السلطانية فى أزجال ساخرة سميتها قصائد البامية السلطانى والقرع الملوكى والباذنجان العروسى، وكان من يسألنى عما أقصد، أرد عليه: إنها تقليد لنداء باعة الخضراوات فى الإسكندرية الذين كانوا يتفننون فى النداء على بضاعتهم بهذه العبارات».
 
يذكر محمود: «عندما رزق السلطان أحمد فؤاد مساء الأربعاء 11 فبراير عام 1920 بابنه الأمير فاروق، تناقلت جماهير المصريين ورقة صغيرة عنوانها «المنشور الصغير»، تضمنت تعريضا بمولد الأمير فاروق لأنه- وعلى حد زعم المنشور- حدث قبل تمام سبعة أشهر من زفاف السلطانة إلى السلطان، فتلقف بيرم ما حواه المنشور وصاغه فى زجل ردده الناس فى كل مصر، ولكنه لم ينشر وجاء فيه: «اسمع حكاية وبعدها هأ هأ/ زهر الملوك فى الولد أهو طأطأ/ مالناش قرون كنا نقول مأمأ/ ونأكل البرسيم بالقفة/ سلطان بلدنا حرمته جابت/ ولد وقال سموه بفاروق/ فاروق فاروقنا أمال بلا نيلة/ ودى مصر مش عايزة لها رزيلة». 
 
 يؤكد بيرم: «لم يخف قصدى عن الجميع، وأرادت الحكومة أن تقدمنى إلى محكمة الجنايات بالتهمة الكبرى وهى العيب والسب والقذف فى عميد العائلة السلطانية»..يتساءل: «إذا كانت القوانين القائمة عندئذ تحكم بالسجن الطويل على مجرد نقد السلطان، فما بالنا بما يكون الحكم فى هذه التهم وفى محاكم خاضعة للسلطنة؟»..يضيف: «تساءل الجميع: عمن يكون هذا الذى تحدى العائلة الحاكمة ممثلة فى شخص الرأس الأكبر فيها، وهى التى صار الجميع يتملقونها بعد فشل ثورة عرابى أمام تحالف الاستعمار مع تلك الأسرة».
 
 اضطر بيرم إلى استخدام قانون الامتيازات الأجنبية لمواجهة محاكمته، ويوضح: «إذا كان فى مصر حينئذ بلاء اسمه الامتيازات الأجنبية ورثته من عهد الحكم التركى عندما أعطى السلطان سليمان القانونى- وكانت مصر منذ أيام أبيه تابعة لتركيا- الأجانب حق الاحتكام إلى محاكمهم الخاصة التى تطورت إلى المحاكم المختلطة.. أقول إذا كان ذلك البلاء موجودا فى مصر أيام مهاجمتى لرأس العائلة الحاكمة، وكان الأجانب يستخدمون تلك الامتيازات فى استغلال مصر وأهلها، والإضرار بمصالحهم، فقد استعملتها، وكنت أتمتع بها بحكم ما كان من جنسيتى التونسية فى مهاجمة أعداء الله والناس، وتركز هجومى على عميل الاستعمار الأول رأس العائلة الحاكمة».
 
 يقول: «دأبت كل يوم على نشر فضيحة جديدة عن فؤاد وأنصاره، واتصل بى أذنابهم واعدين بالمناصب الكبيرة والخدمات الكثيرة، إذا أنا رجعت عن طريقى، ولكنى رفضت».. وأمام هذا الرفض: «أصدرت الحكومة أمرا إداريا بإبعادى عن البلاد، ورغم أنه كان من حقى المعارضة فى ذلك الأمر، لكن الحكومة العميلة للاستعمار الإنجليزى، قامت بترحيلى إلى تونس».. يؤكد حنفى محمود: «نفى بيرم إلى تونس فى يوم عيد الأضحى 25 أغسطس- مثل هذا اليوم- 1920».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هل يمتلك سكان الكومباوندات الحق فى تربية كلاب شرسة؟

بايرن ميونخ يكشف آخر تطورات حالة موسيالا بعد خضوعه لعملية جراحية ناجحة

وزارة الطيران: تأخر محدود في إقلاع الرحلات لعطل بشبكات الاتصالات والإنترنت

الاتحاد يضع الرتوش الأخيرة على صفقة تبادلية مع سيراميكا.. بيع مغربى وضم 3 لاعبين

تجدد اشتعال النيران في مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تحاول السيطرة. صور


نقل حركة الإنترنت الثابت لعملاء المصرية للاتصالات لمركز الحركة بالروضة

حصاد 3 أيام من فتح باب تلقى أوراق الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ

البيت الأبيض يشيد بالجهود المصرية المبذولة لإنهاء الحرب في غزة

"تنظيم الاتصالات": تعويض العملاء المتأثرين بتعطل الخدمة بعد حريق السنترال

وزير الاتصالات يتابع حريق سنترال رمسيس.. واستعادة الخدمة خلال ساعات


المباحث تستمع لأقوال شهود العيان لكشف ملابسات حريق سنترال رمسيس

الزمالك يستعد للإعلان عن صفقة يد جديدة

تأجيل محاكمة 32 متهما بخلية اللجان الإدارية لجلسة 4 أكتوبر للاطلاع

تأجيل محاكمة 21 متهما بخلية دعاة الفلاح لـ 8 أكتوبر للإطلاع.. ومتهمين بخلية بولاق

رسامة جديدة تعلن: مها الصغير نسبت لوحتى لنفسها.. لست الأولى فقد سرقت 3 آخرين

العماد عون يسلم المبعوث الأمريكي أفكاراً لبنانية لحل شامل

أخبار مصر.. الطقس غدا شديد الحرارة وشبورة والعظمى بالقاهرة 37 درجة

أبطال فيلم أحمد وأحمد يحتفلون بالعرض الخاص فى السعودية اليوم

نتائج جديدة للتحقيقات الأمريكية حول فضائح أبستين.. ABC News تكشف التفاصيل

وزير التعليم: نظام الثانوية العامة الحالى قاس على الطلاب والأسر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى