هونج كونج على صفيح ساخن.. اعتقال29 شخصا عقب اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن.. وتبادل إطلاق الغاز المسيل للدموع.. متظاهرون يعتزمون تنظيم إضراب ومقاطعة الدراسة بالجامعات.. والأزمة تدفع إيجارات المساكن للتراجع

الرئيسة التنفيذية تؤكد أهمية الحوار لحل الأزمة

مازالت هونج كونج تتقلب على نيران الاحتجاجات التى بدأت منذ يونيو الماضى، حيث أعلنت شرطة هونج كونج اليوم الأحد أنها اعتقلت 29 شخصا بعد وقوع اشتباكات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن خلال فض احتجاجات مناهضة للحكومة.

وقد أطلق المتظاهرون قنابل بنزين وحجارة في منطقة "كوان تونج" الصناعية المكتظة بالسكان الواقعة شرقي شبه جزيرة كولون بهونج كونج، فيما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

و بعض المحتجين أقاموا حواجز على الطرق باستخدام سقالات من الخيزران، في حين أتلف آخرون أعمدة إضاءة "ذكية" مزودة بكاميرات مراقبة.

وكانت تلك أول مرة تستخدم فيها الشرطة الغاز المسيل للدموع منذ أكثر من أسبوع بعد سلسلة مظاهرات اتسم معظمها بالسلمية.

ومن المقرر تنظيم احتجاج آخر في وقت لاحق من اليوم في حي "تسوين وان" العمالي في حين يعتزم متظاهرون تنظيم إضراب يشمل كل المدينة ومقاطعة الدراسة بالجامعات خلال الأسابيع المقبلة.

واستخدمت شرطة هونج كونج الغاز المسيل للدموع لفض احتجاجات مناهضة للحكومة فى ضاحية صناعية، ورد المحتجين على الشرطة بقذف عبوات الغاز المسيل للدموع، اليوم السبت، بعد أن ألقى بعض الناشطين قنابل حارقة وحجارة .

 إغلاق محطات القطارات

وأغلقت السلطات أربع محطات لقطارات الأنفاق قرب منطقة كوان تونج المكتظة بالسكان والواقعة على شرق شبه جزيرة كولون بالمدينة الخاضعة للحكم الصينى، لكن الآلاف احتشدوا فى الشوارع رغم هذا وكان معظمهم يحمل مظلات واقية من الشمس.

واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع بعد أن ألقى بعض المحتجين القنابل الحارقة والحجارة فى حين أتلف آخرون أعمدة إضاءة "ذكية" مزودة بكاميرات مراقبة، وأقام بعض المحتجين حواجز على الطرق باستخدام سقالات من الخيزران.

وهذه هى المرة الأولى التى تستخدم فيها الشرطة الغاز المسيل للدموع منذ عشرة أيام بعد سلسلة مظاهرات اتسم معظمها بالسلمية.

سلطات هونج كونج تبحث التهدئة

ومن جانبها أكدت الرئيسة التنفيذية لمنطقة هونج كونج الإدارية الخاصة "كاري لام" اليوم،السبت، أهمية عقد حوار لحل الوضع الراهن في المنطقة .. قائلة : "إن مواصلة المظاهرات ليست هي الحل".

جاءت دعوة لام لسكان المنطقة عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) بعد أن دعت مجموعة من الأشخاص الذين يسعون لحل الوضع الحالي للالتقاء معها في مقر الحكومة، لتبادل الأفكار حول بناء منصة للحوار.

وقالت لام : "إنني ممتنة جدا لاستعدادهم لدخول مقر الحكومة في وقت الصعوبات والمساعدة في إيجاد حل"..مستبعدة أن يكسر هذا الحوار الجمود وأن يقدم حلولا للمشاكل بسهولة معتبرة أن "مواصلة المظاهرات ليست هي الحل".

تراجع الإيجارات

لم يتوقف تأثير مظاهرات هونج كونج المناهضة لقانون تسليم المطلوبين للصين على الجانب السياسى بل امتد للجوانب الاقتصادية، وأظهرت أحدث التقارير أن استمرار المظاهرات منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر إلى توقع تراجع الإيجارات فى هونج كونج.

وقال المعهد الملكى للمساحين القانونيين، إن إيجار المساكن فى هونج كونج سيتراجع على خلفية الاحتجاجات الشعبية المناوئة لحكومة المدينة.

وذكر خبراء المعهد أنه من المتوقع تراجع أسعار الإيجارات فى الجزيرة الرئيسية لهونج كونج، التى تعتبر مركز المال والأعمال فيها بنسبة 2% خلال العام المقبل، فى حين كان المحللون فى المسح السابق الذى أجرى قبل تفجر الاحتجاجات يتوقعون ارتفاع الإيجارات بنسبة 3% .

وكانت أسعار الإيجارات لغرض السكن فى هونج كونج قد ارتفعت بنسبة 8% خلال العامين الماضيين حتى نهاية يونيو الماضى لتقترب من أعلى مستوى لها على الإطلاق، بحسب بيانات إدارة التصنيف والتقييم فى هونج كونج.

يذكر أن أسعار الإيجارات فى هونج كونج هى الأغلى فى العالم، حيث يمكن أن يصل إيجار شقة متوسطة مكونة حجرتين إلى 3685 دولارا شهريا، وهو ما يزيد بنسبة 27% عن سعر إيجار شقة مماثلة فى نيويورك.

موقف روسيا

ومن جانب آخر أعلنت السفارة الروسية فى الصين أن موسكو قررت تغيير قنصلها العام فى هونج كونج، وعينت الدبلوماسى إيجور ساجيتوف فى هذا المنصب اعتبارا من الشهر الجاري.

وذكرت السفارة - فى بيان أوردته قناة روسيا اليوم، "بدأ القنصل العام الروسى الجديد فى هونج كونج تنفيذ واجباته فى أغسطس الجاري.. وتم تغيير رئيس البعثة الدبلوماسية الروسية فى هونج كونج فى إطار عملية مخططة، وهذه هى عملية روتينية".

وتم تعيين إيجور ساجيتوف، الذى يعمل فى المجال الدبلوماسى منذ عام 1986، بمنصب القنصل الروسى العام فى هونج كونج بدلا من ألكسندر كوزلوف.