سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 27 أغسطس 1973.. السادات والقذافى يجتمعان فى «ميت أبوالكوم» بعد زيارة مفاجئة للزعيم الليبى دون إخطار أحد فى مصر

السادات والقذافى
السادات والقذافى
استبد القلق بالرئيس الليبى العقيد معمر القذافى من عدم تنفيذ الوحدة مع مصر فى أول سبتمبر 1973، فأمر بإعداد طائرته للسفر إلى القاهرة دون إخطار أحد فى مصر، وهبط فى مطار القاهرة دون سابق إعلان، ولم تكن فى المطار سيارة تنتظره، فركب سيارة أجرة حملته إلى قلب المدينة ونزل فى فندق من فنادق الدرجة الثانية، حسبما يذكر الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل فى كتابه «الطريق إلى رمضان».
 
يؤكد هيكل، أن الرئيس السادات كان فى زيارة للسعودية وسوريا وقطر، وبمجرد عودته اجتمع مع القذافى فى قرية الرئيس «ميت أبوالكوم- محافظة المنوفية»، يوم 27 أغسطس- مثل هذا اليوم 1973.. يضيف هيكل: «لم يكن الاجتماع طيبا، وبذلت خلاله محاولات للتوصل إلى صيغة حل وسط يمكن أن تحفظ ماء الوجه، وأعددت بالفعل وثيقة تتضمن الاتفاق على إعلان مبدأ الوحدة فى أول سبتمبر، وإجراء استفتاء عليه فى البلدين بعد ذلك بثلاثة أشهر».
 
يؤكد هيكل، أنه كان حاضرا هذا الاجتماع، وساوره إحساس قوى بأن الأمر لن يسفر عن شىء.. ويذكر واقعة حضور القذافى المفاجئ للقاهرة فى سياق تحليل شخصيته وخصوصية علاقته بمصر.. يقول: «كان هناك رجلان وخلفيتان صنعتا من القذافى ما هو، هما: النبى محمد صلى الله عليه وسلم، والرئيس جمال عبدالناصر، وهذا المزيج من الفكر الإسلامى أيام النبى والمبادئ الثورية لعبد الناصر، كان له تأثير كبير جدا على القذافى، ولاسيما فترة تكوين شخصيته- وهى فترة ما بين حرب السويس 1956 وحرب يونيو1967، حين بدأ يدرك ما يدور فى العالم حوله، أما الخلفيتان فهما: الجيش والصحراء.. كان الجيش هو المكان الذى اكتشف فيه نفسه لأول مرة، والصحراء هى المكان الذى يعدو إليه حين يشعر بالرغبة فى العزلة، كان يحب الجيش بكل ما فيه من أوامر وخضوع للنظام، لأن غرائزه ظلت كما كانت.. غرائز رجل البادية الحر، كان إذا سمع مثلا، أن أحد زملائه فى مجلس قيادة الثورة انتقل إلى سكن فى المدينة، يطلب إليه العودة إلى الثكنات فورا، وكانت الصعوبة التى تواجهه هى أنه كان يفتقر إلى الخبرة التى تمكنه من هضم كل العناصر المؤثرة التى تتصارع داخل نفسه، لكن نتيجة هذا الصراع تجلت فى هذه الشخصية الفريدة المعقدة بصورة مذهلة».
 
يؤكد هيكل: «حزن القذافى حزنا شديدا لوفاة عبدالناصر، ولم يكن حزنه لمجرد إعجابه بعبدالناصر، كان يفوق إعجابه بأى مخلوق آخر وحسب، إنما لأنه ظل يؤمن بالدور المركزى لمصر فى العالم العربى.. إيمانه لم يهتز أبدا بأن مصر هى المفتاح، لذا شعر بعد وفاة عبدالناصر بأن هناك فراغا فى العالم العربى كبيرا جدا يتعذر على أى رجل آخر أن يملأه، ومن هنا كان رأيه ضرورة وجود قيادة جماعية من مصر وسوريا وليبيا».
 
يذكر هيكل، أن العلاقات بين مصر وليبيا فى هذه الفترة مرت بثلاث مراحل، الأولى تبدأ من قيام الثورة الليبية «1 سبتمبر 1969» حتى وفاة عبد الناصر«28 سبتمبر 1970»، وكان الليبيون يعتبرون أنفسهم ما يمكن أن يوصف بأبناء الثورة المصرية، والثانية تبدأ من يوم وفاة عبدالناصر إلى يوم سحب الخبراء السوفيت من مصر فى يوليو 1972، وكان القذافى خلالها حائرا بالنسبة إلى ما يحدث فى مصر- من صراع حول السلطة إلى العلاقات المصرية السوفيتية، والثالثة تبدأ من يوليو 1972 حتى حرب أكتوبر 1973، وقدمت ليبيا خلالها اقتراح الوحدة الكاملة.
 
يضيف هيكل، أن القذافى قدم فى 26 يوليو 1972 اقتراحا بالوحدة، وقبله الرئيس السادات فى 31 يوليو، وسافر إلى بنغازى فى 2 أغسطس 1972 لبحث طرق ووسائل تنفيذه، واتفق هناك على أن تتم الاستعدادات لتنفيذه خلال مدة تزيد قليلا على سنة حتى أول سبتمبر 1973، وشكلت لجان مشتركة لبحث كل جانب من جوانب الدولة الجديدة.. وكان هناك شىء واحد تم الاتفاق عليه بسرعة، وهو اسم الدولة الجديدة.. اتفق على تسميتها مرة أخرى «الجمهورية العربية المتحدة»، ولما كان القذافى يعرف حب المصريين لاسم بلادهم، اقترح أن يطلق اسم مصر على محافظة القاهرة، فى حين أن اسم مصر تغير أيام الوحدة مع سوريا إلى اسم «الإقليم الجنوبى».
 
يؤكد هيكل، أنه سرعان ما تبين أن الأمور لا تسير على ما يرام..كان القذافى يرى أن الرئيس السادات ليس ثوريا بالدرجة الكافية، فى حين كان السادات يرى أن القذافى شاب تنقصه التجارب وربما الاتزان».. وفى هذا السياق جاءت الزيارة المفاجئة واجتماعات ميت أبوالكوم يوم 27 أغسطس 1973.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا والقناة الناقلة

الأهلى يوافق على عرض إشتوريل برايا البرتغالى لضم محمد هيثم

مانشستر يونايتد يتعادل مع بورنموث 4-4 في مباراة مجنونة بالدوري الإنجليزي

سيف زاهر: توروب رفض رحيل عابدين وعبد الله.. وهيثم تلقى عرضا من الدورى البرتغالى

موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025


الأهلى يهزم الجزيرة والاتحاد يتغلب على الزمالك فى دورى سوبر كرة السلة

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

طلاق المخرج حسام الحسينى وزوجته رسميا بعد 21 عاما من زواجهما

لحظات رعب في المغرب.. فيضانات إقليم آسفى تخلف 51 قتيلا ومصابا والحصيلة فى تزايد.. استمرار البحث عن مفقودين.. تعليق الدراسة 3 أيام.. الوكيل العام للملك يفتح تحقيقا موسعا.. والأرصاد تحذر من طقس عنيف غدا.. فيديو

الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025


دخل علينا غرفة النوم.. تفاصيل اقتحام أتوبيس مدارس شقة سكنية فى بدر.. صور

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

ابنة شقيقة طارق الأمير: خالى فاقد الوعى وقلبه توقف مرتين من جديد

شرط وحيد من الأهلى للموافقة على رحيل مصطفى شوبير للاحتراف الخارجى فى يناير

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

موقف يحسد عليه.. بن أفليك يحضر عرضا مدرسيا لابنه بحضور زوجتيه السابقتين

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

رسالة غضب من ترامب إلى نتنياهو بسبب غزة وسوريا.. ماذا قال البيت الأبيض؟

بعد عام من الغموض.. اتهام زوج ملكة جمال سويسرا بتقطيع جثتها وطحنها فى الخلاط

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى