سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 29 أغسطس 1981.. الرئيس السادات لأستاذ الجامعة الأمريكية: أنت بتكرهنا.. بتكرهنا.. هل تريد أن تمزح مع رئيس الجمهورية؟

محمد أنور السادات
محمد أنور السادات
استيقظ الدكتور سعد الدين إبراهيم، الأستاذ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة مبكرا يوم 29 أغسطس، مثل هذا اليوم ١٩٨١، استعدادا للذهاب إلى الإسكندرية للقاء الرئيس السادات.. راجع - ذات يوم 28 أغسطس 2019.
 
ألقى نظرة على صحف الصباح وهو على مائدة الإفطار، فلفت نظره خبرا فى الصفحة الأولى وهو، أن الرئيس معتكف فى استراحته بالإسكندرية لعدة أيام ابتداء من اليوم، ولن يرى فيها أحدا لإعداد خطاب تاريخى يلقيه فى الخامس من سبتمبر 1981.. يؤكد «إبراهيم» فى مذكراته، إعداد «السيد الحرانى»، أنه اندهش من الخبر، وسأل نفسه: كيف يكون هناك موعد لمقابلة الرئيس بينما يعلن للكافة أنه معتكف ولن يقابل أحد لعدة أيام؟ ويكشف أنه تناقش مع زوجته لفك هذا اللغز، ووصلت حيرتهما درجة أنها سألته: هل يمكن لأحد أصدقائنا مثل الدكتور على الدين هلال، أو تحسين بشير، أو أسامة الباز، أن يكون لعب هذه اللعبة، حتى أذهب إلى الإسكندرية، ثم يتندروا علىَّ غدا فى الطائرة إلى «رودس»، حيث كان هؤلاء مدعوين معى لمؤتمر هناك ينظمه صديقنا المشترك «ب.ج.فيتاكياتوس» أستاذ التاريخ المصرى الحديث فى جامعة لندن.
 
حسم «إبراهيم» أمره، وقاد سيارته «ريجاتا حمراء»، متوجها إلى الإسكندرية، مشيرا إلى أنه لم يكن لديه سائق خاص وقتئذ، واللافت فى روايته، أنه لم تكن هناك أى إجراءات رسمية وأمنية مسبقة معه، أما اللاحقة فيتذكرها قائلا: وصلت إلى منطقة المنتزه، وبدأت السؤال عن السبيل إلى استراحة رئيس الجمهورية، وكان أهل المنطقة ينظرون إلى بشىء من الاستغراب، وأخيرا وصلت إلى مدخل الاستراحة، وكانت الساعة الحادية عشرة والنصف، وخرج لى على التو ضابط حراسة بزى الحرس الجمهورى، سألنى عما إذا كنت الدكتور سعد الدين إبراهيم، وتنفست الصعداء، طلب أحدهما أن أفتح شنطة السيارة وفتشها جيدا، ثم شكرنى وفتح البوابة، وطلب منى أن أمضى، سألته: ألن يصحبنى أحد؟. فقال: فقط اتبع الطريق الذى سيأخذك إلى الاستراحة.
 
قاد إبراهيم سيارته حوالى خمس دقائق بين حدائق مترامية الأطراف.يتذكر: عند نهاية الطريق وجدت مبنى كبيرا بجانبه مكان لانتظار السيارات، فأوقفت السيارة وعلى البعد رأيت شاطئ البحر وشمسية كبيرة يجلس تحتها ما بدى لى أنه الرئيس السادات، فاستغربت جو عدم الرسمية فى هذا المشهد، وخرجت من السيارة أحمل ملف أوراقى النحيل «عشرة ورقات عن عشرة موضوعات»، وهممت بالتوجه رأسا إلى حيث يجلس الرئيس، ولكن استوقفنى.
 
يتذكر «إبراهيم»: استقبلتنى السيدة جيهان فى البهو الكبير للاستراحة بحرارة ورقة، ثم قادتنى إلى أحد الصالونات الفخمة التى تحيط البهو وما هى إلا دقائق حتى دخل أحد الجرسونات بملابسه الناصعة، وقدم لى كوبا كبيرا من عصير المانجو المثلج، ثم أخبرتنى أنها هى التى رتبت لهذه المقابلة لسببين، أولهما أنه فى أثناء الرحلة الرئاسية الأخيرة إلى الولايات المتحدة منذ أسبوعين، سأل كثير من أعضاء الكونجرس وكبار المسؤولين الرئيس السادات عن رأيه فيما كتب دكتور سعد الدين إبراهيم عن الجماعة الإسلامية فى مصر؟ وعن نهاية شهر العسل فى العلاقات المصرية الأمريكية، أضافت: لم يكن الرئيس اطلع على ما كتبته، ولكن مستشارى السوء أوغروا صدره ضدك دون أن يكونوا قرأوا ما كتبته، فنصحت الريس أن ينتظر إلى أن يعود، ويسمع منك مباشرة حول هذين الموضوعين.
 
كشفت «جيهان» عن السبب الثانى لاستدعاء إبراهيم، قائلة: أشعر أن البلد تضيع منا، ولا أحد يريد أو يقدر أن يتحدث إلى الريس بصراحة وأمانة، والوحيد الذى كان يفعل ذلك هو منصور حسن، وزير الثقافة والإعلام 1979-1981، ولكنهم همشوه وعزلوه حتى ترك الريس فريسة لهم».. يتذكر رد فعله: «كنت أهز رأسى بشىء من الاستغراب، خاصة بالنسبة لموضوع منصور حسن الذى عرفت لأول مرة أنه استقال أو أقيل، وإن كان ذلك لم يعلن رسميا فى حينه، ثم وقفت ووقفت بدورى، وأشارت بيدها للتفضل بالذهاب إلى حيث ينتظرنا الرئيس.
 
يضيف: وقفت الهانم لتنبه الرئيس لوصولنا، حيث بدى مستغرقا فى التأمل وناظرا للبحر الذى كانت مياهه شديدة الزرقة، ثم قالت: يا ريس الدكتور سعد الدين إبراهيم وصل.. استدار الرئيس ببطء وفحصنى بنظرة متأنية من أخمص قدمى إلى قمة رأسى، ثم زمجر بأعلى صوته: أعرف أنك تكرهنا، أنت تكرهنا.. يتذكر إبراهيم: كنت مازلت واقفا بجوار السيدة جيهان، بينما كان هو جالس على كرسى بلاج بالشورت والفانلة، وبرنيطة صيفية، وأصابنى الذهول واستدركت الهانم بعبارة تلطيفية: يا ريس الدكتور سعد ضيفنا، ألا ندعوه للجلوس؟».. رد الرئيس بتأفف: «تفضل، تفضل».
 
يكشف «إبراهيم»: أخذت المبادرة بالتساؤل عن سبب استقباله الحار لي؟.فرد:هل تريد أن تمزح مع رئيس الجمهورية؟.فقلت:كيف تتهمنى بأنى أكرهكم؟. فقال:هذا ما أخبرتنا به دينا عرفات زوجة ابننا،فقلت:ولكنى لا أعرف دينا عرفات، فقال أنها سمعت ذلك من أصدقائها الذين يدرسون معك؟ فقلت بشىء من الاستغراب هذه عنعنات، فقال نعم يا خويا، واستمر اللقاء بعد هذه البداية العاصفة.
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

البلجيكى يانيك فيريرا مديرًا فنيًا للزمالك والإعلان خلال ساعات

رئيس "التنظيم والإدارة" يعلن مسابقة لتعيين 14031 معلم مساعد لغة عربية

الإفراج عن 1027 من نزلاء مراكز الإصلاح بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو.. فيديو

البلجيكى يانيك فيريرا الأقرب لقيادة الزمالك.. ومدرب آخر يعطل التوقيع

النيابة العامة تتيح 3 خدمات إلكترونية لقضايا الأسرة المقيدة قبل 2023


نجوم الفن والغناء يدعمون شيرين عبد الوهاب أمام الانتقادات

زفاف فى المسجد الأقصى.. الاحتلال يحول باحاته إلى قاعة احتفالات للمستوطنين

محافظ القاهرة يعتمد تنسيق القبول بالثانوى العام بحد أدنى 230 درجة

كيف يدير الأهلي ملف احتراف وسام أبو علي بعد فوضى العروض؟

حزن يخيم على تونس.. 20 غواصًا يبحثون عن الطفلة مريم فى قاع البحر


المتهم بالتعدى على ابنه فى الشرقية: "كنت بأدبه".. فيديو

فين ديزل يكشف عن 3 شروط للمشاركة في ختام سلسلة "Fast & Furious"

رسائل مهمة لرئيس مجلس النواب بشأن قانون الإيجار القديم.. حنفى جبالى: نحن أمام تحدى جديد ضمن تحديات سبق أن اجتازها هذا المجلس بعزيمة وثبات وحكمة شهد بها الجميع.. وأزمة الإيجار القديم لم يكن لأى منا يد فى صناعتها

انفجار ناقلة نفط تحمل مليون برميل قبالة سواحل ليبيا

الأهلي يضع 3 سيناريوهات للخروج الآمن من أزمة رحيل وسام أبو علي

موعد إعلان المدير الفني الجديد لنادي الزمالك

فات الميعاد الحلقة 13.. فدوى عابد تشهد ضد أحمد مجدى في المحكمة

نص كلمة الرئيس السيسى فى ذكرى ثورة 30 يونيو: لا ننحنى إلا لله سبحانه وتعالى

نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 فى جميع المحافظات بالاسم ورقم الجلوس الآن

سيسكا موسكو يترقب الإعلان عن مدرب الزمالك قبل طلب حسام عبد المجيد رسميًا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى